استضافت العاصمة الهندية نيودلهي أمس المؤتمر التجاري الهندي الأول مع دول حوض البحر الأبيض المتوسط بحضور ومشاركة ممثلين عن دول المنطقة بما فيها سورية ممثلة بمعاونة وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية رانيا أحمد، والدكتور بسام الخطيب سفير سورية لدى الهند، ومنال قدور الوزيرة المستشارة في سفارة سورية لدى الهند.
وركزت جلسات المؤتمر أمس على بحث سبل التعاون المشترك وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثماريّة بين الدول والهند التي تبحث عن الاستثمار المشترك.
وفي كلمتها خلال المؤتمر، دعت معاونة وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الشركات الهندية للمساهمة في إعادة إعمار سورية والاستفادة من فرص الاستثمار التي تقدمها سورية، معربة عن الشكر للهند على دعمها المتواصل لسورية ومد يد المساعدة اللازمة لها خلال السنوات الماضية.
وفي تصريح لمراسل سانا، أكدت معاونة الوزير أهمية زيارة الوفد السوري ومشاركته في هذه الفعاليات الدولية التي تفسح المجال لتشجيع الهند وبقية دول العالم على المساهمة في إعادة إعمار البلاد.
من جانبه، لفت السفير السوري في الهند إلى أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين، مشيراً إلى التعاون الوثيق والتواصل والتنسيق القائم بينهما، مبيناً أن الهند تضطلع بدور كبير في دعم مسيرة التنمية والتطوير الاقتصادي في سورية.
وعلى هامش المؤتمر، عقد الوفد السوري عدة لقاءات مع عدد كبير من المسؤولين في الهند وكبار التجار فيها، حيث دعا الجانب الهندي إلى الاستثمار والاستفادة من العلاقات التاريخية بين البلدين لما فيه مصلحة الشعبين.
بدوره، أكد وزير الخارجية الهندية الدكتور سوبرامانيان جاي شانكر في كلمة ألقاها خلال المؤتمر أهمية هذه المنطقة الإستراتيجية بالنسبة للهند، لافتاً إلى أن حجم التبادل التجاري بين الهند ودول المنطقة ازداد بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية، حيث ارتفع معدل الصادرات الهندية وازداد حجم الاستثمارات الهندية هناك.
وأشار شانكر إلى أن الهند تعد الدولة الخامسة عالمياً اقتصادياً وقد تحتل المرتبة الثالثة عالمياً بحلول عام 2030، وأن هناك مبادرات مثل صنع في الهند تمكن المستثمرين الأجانب من المشاركة بدفع النمو الاقتصادي في الهند.
وأعرب شانكر عن قلق بلاده للأحداث الجارية في المنطقة والآثار السلبية التي تواجهها التي زادت من تكاليف النقل.
وتعد هذه المبادرة الأولى من نوعها من جانب الهند التي تربطها علاقات تاريخية مع دول المنطقة التي سهلت التبادل التجاري لقرون من الزمن وساهمت في التبادل الثقافي وتعزيز الروابط والعلاقات بين شعوب المنطقة والهند.
يُذكر أن الهند تعزز من حضورها في المنطقة وتبذل جهوداً كبيرة لتحقيق المزيد من التعاون الاقتصادي والاستثماري مع دولها وخاصة أنها تبحث عن أسواق جديدة للتصدير والتجارة.