تعمل جمعية سوريون من أجل التراث العمراني للحفاظ على التراث العمراني والطبيعي في جميع المحافظات من خلال توعية المجتمعات بأهمية هذا التراث وضرورة الحفاظ عليه ونقله للأجيال بشكل سليم.
وخلال حديثه لسانا الشبابية، بين رئيس مجلس إدارة الجمعية المهندس المعماري خالد محمد الفحام أن الجمعية أشهرت بالقرار 3218 تاريخ 30-12-2021 وتعمل على حماية الموارد الطبيعية من الاستنزاف والترشيد باستعمالها وحماية المنظومة المائية العذبة بدمشق، لافتاً إلى أن التراث السوري وحدة ثقافية ومجتمعية، ومن أهم أهداف الجمعية التوعية بأهمية التراث العمراني السوري كموروث حضاري وإنساني وكيفية الحفاظ عليه.
وأشار الفحام إلى أن الجمعية تعمل وفق استراتيجية معينة بالتعاون مع المؤسسات والجهات المعنية والجمعيات على ربط التراث بالتنمية المستدامة للمدن والمجتمعات لحمايته واستمراريته للحفاظ عليه وترميمه وصونه ووضعه ضمن الاستثمار السياحي لينعكس بالفائدة على المجتمع، لافتاً إلى أن الجمعية لديها فرق تعمل بمناهج علمية خاصة وبنهج تشاركي عبر التشبيك ضمن كل محافظة وفق الخصوصيات الثقافية والمجتمعية لكل منها، إذ إنها تضم 135 شخصاً ممن يمتلكون الكفاءات العالية في الحماية والتوظيف للتراث العمراني ليبقى حياً وليتم وضعه ضمن خطط التنمية للسياحة الثقافية.
ولفت الفحام إلى أنه تم توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة الثقافة في هذا الصدد، وأن الجمعية تعمل حالياً على بناء القدرات الخاصة بها لتكون شريكاً فاعلاً ومؤثراً مع الجهات الأخرى لحماية التراث العمراني ووضعه ضمن استراتيجية التنمية المستدامة ثقافياً.
وتابع: كمرحلة أولى نسعى للوصول إلى رؤية مشتركة بين حلب والمنطقة الشرقية والوصول إلى المجتمع المحلي والتعاون معه للحفاظ على التراث المعماري والأثري في المنطقة، مضيفاً: إن الجمعية تعمل وفق هيكلية تنظيمية عبر لجان دائمة منها لجنة التراث والتنمية المستدامة ولجنة إدارة موارد التراث العمراني، حيث يتبع لكل لجنة فريق مكون من 10 إلى 15 شخصاً، إضافة إلى لجنة العلاقات العامة والإعلام والشراكات المحلية والدولية، ولجنة التخطيط والتطوير التي تعمل على بناء القدرات للهيئة العامة للجمعية وللشركاء من كل الجهات المعنية بالتراث العمراني.
وحول الأعمال التي تقوم بها الجمعية حالياً، أوضح الفحام أنه تم إنجاز دراسات لمدينة يبرود التاريخية ويعمل فرع الجمعية في طرطوس على إعداد الخطة الأولية لتنمية السياحة على الساحل السوري في “عمريت وطرطوس القديمة وأرواد”، كما تعمل الجمعية بالتعاون مع المجتمع المحلي لإعادة تأهيل ناعورة الشيخ محي الدين ونهر يزيد وتأهيل ساحة تفاعلية للمجتمع المحلي بمنطقة النبك وإعادة تأهيل مجمع تراثي ضمن مبنى السرايا المقرر متحفاً للتراث الشعبي ليضم أسواقاً تراثية في الطابق الأول وتنمية المهن التقليدية لتمكين المرأة في المنطقة.
وفي مدينة جبلة، تعمل الجمعية وفق الفحام على مشروع تطوير ساحة السمك إضافة لإقامة نشاطات للتوعية بأهمية التراث وفعاليات لتمكين المرأة والأطفال وذوي الإعاقة ولفت النظر إلى أهمية حماية التراث بمدينة جبلة وجزيرة أرواد.
واختتم الفحام حديثه بالإشارة إلى أن الجمعية تقوم بتحليل الواقع وتحسينه من خلال محاضرات وأنشطة بكلية الهندسة المعمارية، حيث تتشارك مع الجهات الأكاديمية لإيجاد حلول للمشكلات التي يتعرض لها التراث العمراني، كما تستعد الجمعية للقيام برحلة علمية إلى المنطقة الجنوبية لربطها بالمسار السياحي الثقافي.