شارك
|

"الأعجوبة تدمر عبر العصور".. في ثقافي أبو رمانة

تاريخ النشر : 2015-11-10

قال الدكتور بسام جاموس مستشار وزير الثقافة إن لقب الأعجوبة أطلق على مدينة تدمر الأثرية بسبب الفن المعماري الكبير فيها والحضارة الإنسانية والاقتصادية والسياسية التي ميزتها حيث أدهشت علماء الآثار بالكنوز التي تتمتع بها هذه المدينة.

 

وأوضح الدكتور جاموس في محاضرته التي ألقاها في ثقافي أبو رمانة بعنوان “الأعجوبة تدمر عبر العصور” عن مراحل استقرار الإنسان في تدمر مبينا أن المكتشفات الأثرية تشير إلى أن تدمر شهدت الاستقرار الأول في عصور ما قبل التاريخ لـ “إنسان الهومواركتوس” منتصب القامة الذي استقر في واحتها حيث وجد مقومات الاستقرار من مصادر المياه والأشجار المتنوعة ومجموعة من الحيوانات والعامل المناخي والجغرافي المساعد للاستقرار.


وأوضح جاموس إن أشهر آثار تدمر في عصور ما قبل التاريخ كان الفؤوس الحجرية الصوانية التي استخدمها الإنسان للصيد والدفاع عن نفسه حيث سكن الكهوف في عدة مناطق بتدمر مثل جرف العجلة والدوارة وبئر الهمل والكوم وغيرها.


وتابع جاموس إنه في الألف الثامن قبل الميلاد حدث تحول جذري للإنسان في منطقة بلاد الشام حيث انتقل من إنسان مستهلك صياد لاقط إلى منتج مزارع وبدأت تظهر أول التنظيمات الزراعية والاقتصادية وعثر على عدة سويات اثرية في منطقة الكوم بتدمر تبين ذلك إضافة إلى أدوات للطحن والمناجل ورؤوس السهام وشهدت هذه الفترة تطورا معرفيا ظهر من خلال الرسوم على الجدران واللوحات الفنية والزخرفة واستخدام الألوان.


أما في فترات عصر البرونز فبين جاموس أن تدمر ذكرت في عدة نصوص أولها نصوص تعود إلى ألفي سنة قبل الميلاد وجدت في موقع كانيش بالأناضول كما ذكرت في القرن الثامن عشر قبل الميلاد في نصوص وجدت بمكتبة مملكة ماري وفي نصوص أخرى وجدت في مملكة إيمار بريف حلب.


وأضاف مستشار وزير الثقافة إن تدمر ازدهرت أيضا في عصور ما قبل الرومان وتحديدا في فترة الامبراطور “سلوقس نكاتور” الذي بنى ثلاث مدن هي أنطاكية وأفاميا واللاذقية وفي الفترة الرومانية أطلق القيصر الروماني سيبتيموس سيفيروس الذي تزوج من جوليا دومنا على تدمر لقب معمرة رومانية مساويا تدمر بروما موضحا أن تدمر أصبحت دولة كبيرة لها مقوماتها السياسية والاقتصادية التجارية والاجتماعية خلال فترة حكم أسرة الملك أذينة وزوجته الملكة زنوبيا حيث شهدت تطورا كبيرا وأصبحت دولة قوية.


وعرض جاموس خلال المحاضرة مجموعة من الصور بين فيها أهم الكنوز الأثرية في تدمر مثل المسرح والشارع المستقيم والمعابد مثل معبد بل وبعل شمين وقوس النصر والمدافن البرجية وغيرها والتي تعرض عدد كبير منها الى التدمير الممنهج من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة بهدف تدمير الإرث الحضاري والثقافي السوري.


وأكد جاموس أن ما تتعرض له تدمر اليوم خسارة كبيرة مشددا على ضرورة قيام المجتمع الدولي والمؤسسات والمنظمات الدولية بدورها بشكل فعلي لإنقاذ هذه الآثار التي تعد ملكا للبشرية جمعاء وليس لسورية فقط.


وفي ختام محاضرته نوه جاموس بأن تدمر مهما فعل الإرهاب من جرائم بشعة بحقها ستبقى كما يصفها الآثاريون “كريستالة” مشعة من مختلف جوانبها تحمل إرثا وقصصا حضارية كبيرة.


عدد القراءات: 12065

اخر الأخبار