شارك
|

"فانية وتتبدد".. فيلم سوري يفضح "داعش" بتسع لغات

تاريخ النشر : 2016-01-31

خاص - عبد الرحمن فخري


عقد اليوم المخرج السوري نجدة إسماعيل أنزور مؤتمراً صحفياً في فندق الداما روز بدمشق وذلك بعد يوم من عرض فيلمه الجديد "فانية وتتبدد" الذي يتحدث عن إجرام تنظيم داعش في سورية، وحضر المؤتمر مدير عام مؤسسة السينما محمد الأحمد، والكاتبة ديانا كمال الدين، وبطل الفيلم الفنان السوري فايز قزق.

أشار أنزور إلى أن 90% من الفيلم صور في منطقة داريا بريف دمشق والتي كانت تعاني من بطش الإرهاب، قائلا: "عملنا على إعادة تأهيل بعض المناطق حتى تصلح للتصوير، وكنا قريبين من الخطر باستمرار كونها منطقة اشتباك مما شكل بعضا من الارتباك عند فريق العمل وكان ذلك في المرحلة الأولى من التصوير، أما بعد مضي أسبوعين على التصوير فقد جرت الأمور بطريقة أقل من عادية"، وأضاف "إننا نحاول تسويق الفيلم عبر ترجمته لـ 9 لغات وتوزيعه عالميا خاصة مع انتشار خطر داعش على مستوى العالم".
وتعليقا على ذلك، أكد مدير عام مؤسسة السينما أحمد الأحمد أن هذا العمل هو الأصعب والأكثر راحة في الوقت نفسه، مشيرا إلى أن الفيلم قد صور بظرف 35 يوما على الرغم من أن الفترة المخصصة للتصوير كانت 60 يوما، مبينا في الوقت ذاته أن تكلفة الفيلم بلغت حوالي 130 مليون ليرة سورية.
سوق الجواري وماملكت أيمانكم عبارة رسمت شارة الدخول إلى فيلم “فانية وتتبدد” للمخرج نجدة أنزور حيث تدور أحداثه في بلدة سورية حول المعاناة التي يعيشها السكان في ظل حكمهم ليمتهنوا القتل والسبي والبحث عن السلطة دون الدين الحقيقي الذي يتبعونه.
يدور الصراع بين شخصية أم نور “رنا شميس” والأمير أبو الوليد ”فايز قزق” الذي يحاول الضغظ عليها من اجل الحصول على ابنتها البالغة من العمر عشر اعوام بعد ان اثارت شهوته بقدميها الصغيرتين بعيدا عن كل النساء السبايا اللواتي منحهم لجماعته بعد دخوله البلدة الآمنة.
يتلخص الفيلم حول النساء وكيف يعيشون في بلدتهم التي تخضع لسيطرة التنظيم ليكونوا أداة ووسيلة لمتعة المسلحين بعيدا عن كونهن بناة المجتمع قابعين في جهة الإنجاب والجنس التي لخصها لهم التنظيم من خلال كتبه التي يقوم بنشرها عبر مطابعه الخاصة ومدرساته اللواتي يقومون بإرهاب الفتيات الصغيرات بغية إخضاعهن لفكر داعش بدلا عن زرع أمور أخرى لربما تقدم الأنثى بصورتها المثلى في الدين الإنساني.
ولايمكن أن يغفل المشاهد عن قيام المخرج بالتعاون مع الكاتبة “ديانا كمال الدين” بعرض جانب إحراق الكتب الدينية والمذهبية وغيرها من الكتب التي تعرض الحضارات والفكر الناضج عبر فتيات صغيرات يقدمن على رميها في النار على أنها تقوم بتخريب الدين والعقيدة.
واستطاع الفيلم تسليط الضوء على الجرائم التي تقوم فيها داعش بحق الإنسانية و المتمثلة بقتل وتعذيب كل من خالفهم الرأي كونهم لا يملكون ثقافة أو حضارة.
فيما يركز أنزور على شخصية مساعد الأمير “أبو دجانى” الذي حاول إنقاذ الأستاذ “نضال” من حكم الاعدام بعد أن عرف الأمير أنه يقوم بالتحريض ضد ما يسموه “بالدولة الإسلامية” من خلال طفل رفض قول الجملة التي ذكرها الأستاذ “فانية وتتبدد”.
أبو دجانى عرضه المخرج على أنه إنسان سوري شعر بضرورة العودة للحق وخاصة أن الأمير رفض طلبه بعدم زواج أبو الوليد من الطفلة نور التي تبلغ من العمر عشرة سنوات بعد أن اعتقلها من المدرسة التي كان التنظيم يستخدمها من أجل نشر أفكاره ومعتقداته عن طريق معلمة الصف “أم ياسين” متابعا عروة “مجد فضة” التنسيق مع الجيش السوري لإعادة الأمن إلى المنطقة وتخليص نور من مغتصبها.
وأكد أنزور على دور المرأة في الأزمة السورية وعن التضحيات التي قدمتها على لسان أم نور وهي تقول لإبنها الذي يقاتل في صفوف الجيش السوري “بتبرا منك إذا ما دافعت عن بلدك ووقفت مع رفقاتك”.
نهاية الفيلم التي وقّعت لحظة دخول الجيش إلى مقرات “تنظيم الدولة” وقيام ابو دجانى “عروة” برفع العلم السوري ورفضه قتل ابو الوليد الذي استطاع الهرب بمشهد رُفق مع بقايا أوراق وأوساخ لينقل فيها المخرج صورة الأمير على أنه ذاهب “لمزبلة التاريخ”.
“الرب الذي يأمر بالقتل والتعذيب إله لا يستحق العبادة والعلم لا يخرج من المساجد و الكنائس وغيرها بل يخرج من المدارس والجامعات هذا ما قاله الأستاذ نضال في نهاية “فانية وتتبدد”.
وفي نهاية المؤتمر كشف مدير عام المؤسسة العامة للسينما، محمد الأحمد عن إنتاج فيلم من إخراج المخرج السوري نجدة أنزور يتحدث عن تضحيات الجيش العربي السوري ويتناول قضية حصار مطار حلب، مشيرا إلى أنه أول فيلم لخطة المؤسسة للعام 2016 ، على أن يتم العمل به بعد منتصف الشهر القادم، ليكون جاهزا في منتصف العام الحالي.


عدد القراءات: 11273

اخر الأخبار