خاص - المغترب السوري
"من رحم المعاناة يولد الإبداع".. إيماناً منهم بأن الفن يصور الواقع كما هو وأنه الباب الحقيقي لتوضيح قضايا شائكة وأزمات ولدت من معاناة السوريين خلال سنوات الحرب، يواصل صناع الدراما السورية برغم أصوات الرصاص وقذائف الحقد نشاطهم الدؤوب ليكونوا مرآة الواقع عبر عدسات الكاميرات التي رصدت المعاناة الحقيقة للسوريين.
نحو 40عملاً درامياً، أنجزتها الدراما السورية خلال هذا العام، رغم كل ما تتعرض له من صعوبات كبيرة وتحديات تتزايد عاماً بعد آخر على جميع الصعد الإنتاجية والتنفيذية والتسويقية، حيث توزعت الأنماط الدرامية على خارطة الأعمال المنتجة لهذا العام فكانت الغلبة للاجتماعي المعاصر كمسلسل "عابرو الضباب" الذي كتبه بشار مارديني وأخرجه يزن أبو حمدة.
"عابرو الضباب" الذي حصل "المغترب السوري" على معلومات خاصة حول ما يدور من أحداث تم إسقاطها في حلقاته وحكاياته الأربع على الأزمة السورية، حيث تتطور الشخصية السورية من مترقبة بداية 2011, لترحل مع الخوف الذي خيم على شخصيات الحكاية الثانية عام 2012, و عبر الحكاية الثالثة في2014 تم تسليط الضوء على شخصيات المستفيدين من الأزمة, لتظهر وحشيتها في ظل تنامي الفوضى والموت, الامر الذي ينتهي بالتصالح مع الذات, والآخر, الذي نأمله مع نهاية الحكاية الرابعة في عام 2016.
شارك في "عابرو الضباب" نخبة من الفنانين السوريين، تم تصوير مشاهده في دمشق في تحدٍ لما يروج له الاعلام المعادي عن الفوضى وعدم الاستقرار فيها، كما أنه رسالة للخارج أن الفنانين السوريين متضامنون مع الشعب السورية في معاناته ولن يغادروا أرض الوطن لتصوير أعمالهم، بل سيبقوا شوكة في حلق المتآمرين على بلدهم.
وبحسب معلوماتنا، فاللقطات الدرامية التي سوف تعرض في المسلسل تكشف أن أحلام السوريين الذين غادروا سورية ماهي إلا كوابيس بعد رحلات الضياع والغرق والموت المحتم في عرض البحر، هم بألسنتهم اعترفوا درامياً وواقعياً "وطننا هو الملاذ الآمن رغم ويلات الحرب"، وفي لقطة مؤثرة جداً ومعبرة سينهي مسلسل "عابرو الضباب" حكايته الرابعة حيث ترتسم ابتسامة أمل على وجه إحدى بطلات المسلسل التي عادت من رحلة لجوء حزينة فقدت فيها أختها التي أصبحت طعاماً لأسماك البحر.. وعادت متصالحة مع ذاتها والاخرين وبالتزامن كانت ترافقها ضحكة أخيها الرضيع, وهما يخرجان من مقبرة رمزاً وتوحداً مع الخراب, والسعي بتفاؤل الى المستقبل.