شارك
|

دمشق تكرم "منير كيال"

تاريخ النشر : 2016-10-02

خاص - سارة سلامة

 

تعيش دمشق بأعماقه بكل تفاصيلها وعاداتها وتقاليدها وحاراتها وحماماتها وصناعاتها و أمثالها وياسمينها وكبادها، حيث قدم صورة إنسانية وعلمية وفنية مثلى عنها كما علمنا كيف يكون الحب والإخلاص لمدينة مثل دمشق وبرهن عن ذلك بعشرات الكتب لها.

 

منير كيّال باحث ومؤرخ عشق تراث دمشق و قدّم عنها حتى الآن 20 كتاباً ودراسة تتحدث عن "الشام" فلم يترك شيئاً في دمشق إلا وكتب عنه. ولد عام 1931 في حي "الشاغور" وحصل على الثانوية عام 1952 وبعد ذلك التحق بجامعة "دمشق" قسم الجغرافية وتخرج عام 1962.

 

عمل مديراً لعدة ثانويات في دمشق ومديراً لتعادل الشهادات في وزارة التربية، وهو عضو جمعية البحوث والدراسات باتحاد الكتاب، وكان كيال قد نشر أبحاثه للمرة الأولى في الصحف والمجلات السورية. ومن مؤلفاته : فنون وصناعات دمشقية- المرأة في المثل الشعبي الشامي- الحمامات الدمشقية-يا شآم- حكايات دمشقية. ويقول كيال أن لـ"دمشق" دين برقبتي أكلت من خيرها ودرست بمدارسها وتخرجت في جامعتها وأصبحت متعلماً بفضلها وكل شيء أقدمه من أبحاث وكتب هو وفاء لهذه المدينة".

 

وتقديراً لمسيرته الإبداعية ولعمله البحثي المتواصل في تاريخ دمشق وتراثها كرم فرع اتحاد الكتاب العرب في دمشق المؤرخ والباحث منير كيال وسط حضور عدد من الشخصيات الأدبية والثقافية والعلمية وذلك في قاعة المحاضرات بالمركز الثقافي العربي في أبو رمانة. وافتتح التكريم الأديب نصر الدين البحرة بعنوان "دمشق ومنير كيال أو منير كيال ودمشق" لافتاً إلى أهمية توثيقه للبحث العلمي الذي أغنى المكتبة العربية بكثير من المناحي، مشيراً إلى بعض الكتاب الذين تناولوا دمشق بكتبهم ومنهم "كاظم الداغستاني ، الشيخ محمد أحمد دغمان، وصفي المالح ،أكرم حسن العلبي، نجاد قصاب حسن، و ناظم الجعفري الذي قدم خمسة آلاف صورة عن دمشق. وأضاف البحرة إلى أن كتب منير كيال تتميز بالحجم الكبير ومن أهم كتبه كتاب "يا شام" وأيضاً "رمضان في الشام" وكتاب "الحمامات الدمشقية" وكله موثق بالصورة والتاريخ، وبالجزء الأخير من كتاب الحمامات يصف جو الحمامات في الليل من ظلام وهدوء ويترك المجال للخيال بأن يسرح كما تتميز كتبه بالطرافة و خفة الروح.

 

أما كلمة اتحاد الكتاب العرب ألقاها الأستاذ حسن حميد بعنوان: "دمشق ومنير كيال.. الساحر والساحرة"، حيث عبر عن الفخر والاعتزاز بحضوره تكريم الباحث الكبير منير كيال وقال أن الإبداع عند كيال تعدى مختلف مناحي الحياة من الجغرافيا إلى التراث وفق إطار بحثي، كما أضاف أن الحديث عن كيال هو الحديث عن أمور عديدة وكثيرة تكاد تشكل في اجتماعها الحياة كلها فهو جغرافي وسياسي وثقافي وتراثي وفنان وباحث ومنقب وصاحب رؤى ومؤرخ ومؤلفات تراصت مجاورةً وتراصفت مثلما تراصت بيوت الشام وتراصفت في مشهد للوقوف الجميل، وأفاد لابد للحديث عن كيال من أن يستند الى أعمدة ثلاث "المكان" دمشق في كليتها وثانيها "التراث الشفوي" ويكاد يكون كتاب الشام الأوفى وثالثها "الناس" أهل الشام البناة فهم منذ فجر التاريخ كانوا جهة معرفة ومؤانسة وجذب للآخرين.

 

وأشار إلى وعى منير كيال مكزونات هذه الأعمدة الثلاثة وفخامتها المعرفية فاستغرقته طويلاً عبر تعب جميل حتى حبرتها الأسطر التي تضاففت كيما تغدو كتباً جميلة ترى وتري الآخرين جماليات العمران والحضارة . وبدورها أشارت أحلام الترك مديرة التراث الشعبي في وزارة الثقافة إلى أن الباحث كيال كتب أهم البحوث والدراسات وكان يعتمد على الأمانة التاريخية والبحث الأصيل والحقيقة المدفونة معتبرة أن هذه البحوث خلدت اسمه إلى المستقبل البعيد.

 

بينما رأى رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في دمشق محمد الحوراني أن الباحث كيال أعطى لدمشق ما يستحق التكريم من أجله فكان مسكوناً بحبها كما هي مسكونة به أيضاً، ما جعل دمشق في كتبه حاضرة لتكون ممثلة لحضارتنا عبر التاريخ. وفي كلمة للمؤرخ منير كيال لفت إلى أن تكريمه هو حدث مهم في حياته ولاسيما أن الذين احتفوا به قدروا جهده واطلعوا على شعابه معتبراً أن الوطن والشام هما أساس في حياة كل مواطن سوري والكتابة عنهما حق وواجب. وقدم الدكتور حسن حميد في ختام الحفل شهادة تقدير باسم اتحاد الكتاب العرب تثمن جهوده الثقافية والبحثية في خدمة ثقافة الوطن.


عدد القراءات: 10155

اخر الأخبار