شارك
|

سوريا أَم سورية !!

تاريخ النشر : 2017-09-19

خاص - فاطمة فاضل

 

اختلف المجتمع السوري بمؤرخيه ومثقفيه على كتابة اسم "سورية" سواء بالألف الممدودة أو بالتاء المربوطة، رغم أن لفظها لايختلف إطلاقاً.. ولكتابتها تفسيرات مختلفة أبرزها قواعد اللغة العربية التي حكمت ذلك، ففي قواعدها تكتب "سوريا" وليس "سورية"، فالقاعدة توجب رسم الأسماء الأعجمية، وكذلك الأسماء الفوق الثلاثية المسبوقة بياء بألف طويلة.

 

وكان للتاريخ رأيه في التسمية أيضاً، حيث أكدت الباحثة "نتالي طالب" في حديث خاص لموقع المغترب السوري، أن لفظ "سوريا" يعتبر لفظ او أسم يوناني الأصل؛ يعود بالتسمية على حسب الأساطير الى أن حاكم يوناني يدعى سيريا سكن في سورية نسبة التسمية والمراجع قليلة حول ذلك، ولكن حسب أغلب الباحثين فإن لفظ "سوريا" هو تحريف يوناني.

 

وتضيف طالب "إذا عدنا بالتسمية إلى أيام الدولة السلوقية اللفظ اّشوري بحذف الألف، وقلب الشين سين؛ وقد ظهر الاسم بلفظه في الأدب اليوناني القديم، كما في مؤلفات هيروديت وهوميروس، للإشارة إلى ناطقي السريانية في المنطقة، واستخدم أيضًا في مراحل لاحقة للإشارة إلى ساكني ولاية "سوريا" السلوقية في ذلك الوقت واستخدم في أقدم أطواره للإشارة إلى ناطقي السريانية في الهلال الخصيب؛ بكل الأحوال فإنّ الموقع الجغرافي المتوسط لسوريا وأراضيها الخصبة، لعب دورًا في اجتذاب عدد كبير من الهجرات إليها عبر التاريخ، ومنذ أقدم العصور مع أن المصطلح كان يشمل منطقة أوسع في السابق، على سبيل المثال فإن ولاية "سوريا" كانت تشمل مناطق من الأردن وفلسطين ولبنان، أي ما يعرف باسم بلاد الشام".

 

ومازال لفظ "سورية" على حسب ما ذكرت الباحثة طالب ، يطلق حتى الآن على أهل فلسطين والأردن ولبنان "أهل بلاد الشام" بسبب الأرض الواحدة والوحدة بالعادات والتقاليد واللهجات ووحدة الحضارات التي سكنتها على الرغم من تفريق الاستعمار وتقسيم بلاد الشام أيام سايكس بيكو على العموم.

 

وعن أصول الشعب السوري والذي يعتبر شعبًا متنوعًا عرقيًا وقوميًا، يصنف أساسًا أنه من الشعوب السامية، وغالبيته من العرب، أكدت طالب، أن "سورية" سُكنت من قبل العرب منذ القدم وخاصة دمشق، إلى جانب وجود أكراد وأرمن وسريان وأشور بنسب متباينة، ويقدر عدد السوريين وذوي الأصول السورية باختلاف الدراسات بين 39 - 40 مليون مواطن....وهناك دراسات وحسب استبيانات بين 30 _39 مليون مواطن في أنحاء العالم، يتمركز القسم الأكبر منهم في حلب ودمشق وحمص واللاذقية، وهناك وجود للبدو الرحّل أو العشائر المستقرة في المحافظات الشرقيّة والجنوبية على وجه التحديد.

 

وتتابع الباحثة قولها، "اللغة العربية بلهجتها الشامية هي السائدة في "سورية"، مع أن بعض المجتمعات الصغيرة تستخدم لغاتها الخاصة، وذلك يعود حسب طبيعة المنطقة وقربها وبعدها من مراكز الحضارات القديمة كالاّشورية في العراق وبلاد الرافدين وغيرها من حضارات الشعب السوري المتعايش، والذي يشكل نسيج فسيفسائي متماسك ورائع حاول الجميع استغلاله واللعب على إشعال الأزمات إلا انه يبقى شعب عريق متأصل وثابت الجذور مهما حاول صناع الفتن، إلّا أنهم لن ينجحوا"..

 

و ختمت طالب حديثها بالقول.. "نتيجة اللغط والتخبط بتسمية الدولة واختلاف الكثير على ذلك، أقرت الدولة السورية في مرسوم تشريعي أصدره الرئيس الراحل حافظ الأسد باعتماد تسمية "سورية" بالتاء المربوطة في جميع مفاصل الحياة الإدارية والمناهج السورية وغيرها في البلاد".


عدد القراءات: 9357

اخر الأخبار