شارك
|

رسالة تحملها المومياوات حول أمراض القلب

تاريخ النشر : 2020-10-26

قبل قرون من ظهور الوجبات السريعة والسجائر والبطاطس، كان الناس يعانون من انسداد في الشرايين يمكن أن يؤدي إلى نوبة قلبية وسكتة دماغية.


ولأكثر من عقد من الزمان، استخدم الخبراء التكنولوجيا الطبية الحديثة لفحص بقايا محنطة لأشخاص عاشوا وماتوا منذ آلاف السنين. واكتشفوا تصلب الشرايين، وهو مرض قلبي وعائي مرتبط بأنماط الحياة الحديثة غير الصحية.

 

وقال الدكتور راندال طومسون، طبيب القلب في مركز St. Luke's Health System وأستاذ في كلية الطب بجامعة ميسوري، في كانساس سيتي: "لقد فوجئنا .. اتضح أن هذا المرض كان معنا منذ فترة طويلة".


ويعد طومسون عضوا في مجموعة حورس الدراسية (Horus Study Group )، وهي مجموعة غير رسمية من الخبراء بدأت تتبع البيانات المتعلقة بهذا الموضوع بزيارة المتحف المصري بالقاهرة في عام 2008.

ثم قام عدد من الأطباء في المجموعة بزيارة مومياء مرنبتاح، الفرعون الذي عاش قبل 3200 عام وهو رابع ملوك الأسرة التاسعة عشرة.


وقال طومسون: "البيانات تقول إنه توفي في الستينيات من عمره وكان يعاني من التهاب المفاصل ومشاكل في الاسنان وتصلب الشرايين." "قلنا ، هذا لا يصدق، هذا مرض العصر الحديث".


ويحدث تصلب الشرايين عندما تتراكم الرواسب الدهنية في الشرايين بمرور الوقت، والتي تسمى تراكم اللويحات، ويمكن أن يعيق تدفق الدم أو ينزاح، ما يسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية.


وبعض عوامل الخطر التي لا يمكنك السيطرة عليها، هي العمر والتاريخ العائلي لأمراض القلب. ولكن البعض الآخر معرض للخطر لأسباب مثل التدخين، وعدم ممارسة الرياضة، والسمنة واتباع نظام غذائي غير صحي، والتي يُعتقد أنها كلها عواقب للعادات السيئة في الوقت الحاضر.

 

ودفعت هذه الظاهرة الشاذة الباحثين إلى إجراء فحوصات التصوير المقطعي المحوسب على المومياوات، التي ما يزال العديد منها يحتوي على رواسب الكالسيوم في الشرايين، وهي علامة واضحة على تراكم اللويحات التي تشير إلى تصلب الشرايين.


وقال طومسون، الذي كان المؤلف الرئيسي لدراسة 2013 في المجلة الطبية البريطانية The Lancet التي وجدت تصلب الشرايين في المومياوات المصرية والبيروفية، بالإضافة إلى بقايا قديمة من جنوب غرب الولايات المتحدة وجزر ألوشيان: "يبدو الأمر تماما كما هو الحال في المرضى المعاصرين".


وقال الدكتور جون ويلكينز، طبيب القلب والأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة نورث وسترن في شيكاغو: "نعلم أن بدء تصلب الشرايين وانتشاره بمرور الوقت عملية معقدة. والعديد من العوامل نعرفها والبعض الآخر لا نعرفه".


وأضاف ويلكينز، الذي لم يشارك في بحث المومياء، إن هذه العوامل تنقسم إلى فئتين: بيئية وجينية أو بيولوجية.


وأوضح: "علم الأحياء البشري لم يتغير على مدى آلاف السنين الماضية. هذا يترك السؤال عما إذا كانت هناك عوامل بيئية كافية في ذلك الوقت للأشخاص الذين لديهم استعداد لتصلب الشرايين لتسببه في وقت مبكر من الحياة. من الواضح أن الإجابة هي نعم".


وقال طومسون إن النظريات التي ربما تكون ساهمت في الإصابة بتصلب الشرايين القديم تشمل الدخان الناتج عن حرائق الطهو، والظروف المعيشية السيئة التي أدت إلى الإصابة بالتهابات متكررة، وحتى الإجهاد.


ومع استمرار البحث، تأمل مجموعة حورس، التي سميت على اسم الإله المصري القديم الذي كان له رأس صقر، أن تكون قادرة على مقارنة الحمض النووي للمومياء بما هو موجود في جيناتنا اليوم.


وأشار طومسون: "لم نتمكن من الحصول على حمض نووي قديم جيد للبحث عن العلامات الجينية. نود أن نرى ما إذا كان هناك أي شيء يتوافق مع عوامل الخطر اليوم".


ومهما كان سبب الإصابة بتصلب الشرايين لدى أسلافنا، يتفق الخبراء على أن هناك أدلة محدودة بأن المرض هو الذي قتلهم.


وقال طومسون: "إن معرفة عوامل الخطر المتعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وإبقاءها في النطاق الأمثل، واتباع نمط حياة صحي للقلب يمنحك احتمالية عالية جدا للعيش حياة طويلة وصحية. أطول من تلك التي عاشتها المومياوات".


عدد القراءات: 3834

اخر الأخبار