شارك
|

سبب انحسار مياه البحر الأبيض المتوسط من بعض الشواطئ

تاريخ النشر : 2023-02-24

أثار مشهد مياه البحر الأبيض المتوسط التي تنحسر عدة أمتار عن شواطئ عدة دول عربية مخاوف وتساؤلات كثيرة تتعلق بتداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسورية، وقد غذت هذه المخاوف بالمزاعم التركية بوقوع تسونامي بعد الزلزال، والتي تم التراجع عنها بسرعة.

 

 

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد انحسار وهبوط لمياه البحر على طول الساحل اللبناني، على شواطئ العريش، في محافظة شمال سيناء المصرية، وعلى شواطئ عكا بفلسطين.

 


المد المنخفض الذي لوحظ في نهاية هذا الأسبوع أمر طبيعي، ولا يوجد خطر من حدوث تسونامي، كما يطمئن المجلس الوطني للبحث العلمي.

 


سبب انخفاض التصريحات عن مخاوف من حدوث تسونامي بعد الزلزال الذي ضرب تركيا

 


يُعرَّف "تسونامي" بأنه موجات ضخمة ناتجة عن حركة سطح كبير من المياه لعدة أسباب، بما في ذلك الزلازل. لكي يحدث تسونامي بعد الزلزال، يجب أن يكون مركز الزلزال في قاع البحر، ويجب أن تكون حركة قشرة الأرض أثناء الزلزال عمودية وليست أفقية.

 

 

وبحسب الخبراء، 85٪ من أصل 100 حركة كانت القشرة الأرضية أثناء الزلازل في سورية وتركيا حركة أفقية، والباقي حركة عمودية، مما دفع تركيا إلى التراجع بسرعة عن مزاعمها المروعة بشأن "تسونامي."

 


على الرغم من تراجع تركيا عن هذه التصريحات بعد ظهور المزيد من البيانات حول الزلزال، إلا أنها لا تزال تترد، والمشاهد التي تحدث دون أن ينتبه أحد، مثل مشهد تغير لون البحر في محافظة الإسكندرية (شمال القاهرة)، والذي كان مرتبطاً أيضاً. مع حدوث الزلزال، والآن تنحسر مياه البحر الأبيض المتوسط من بعض الشواطئ.

 


فلماذا أثارت هذه الظاهرة القلق؟ وما سبب ذلك؟
سبب انسحاب مياه البحر الأبيض المتوسط من بعض الشواطئ

 


أكد مدير المجلس القومي للبحوث العلمية ميلاد فخري، أن هذه الظاهرة طبيعية ولا داعي للذعر في مواجهة كارثة طبيعية محتملة.مشهد انحسار مياه البحر يحدث نتيجة عوامل مثل المد والجزر، وهو مشهد معتاد ويتكرر حسب تأثيرات ظاهرة المد والجزر، ولكن يبدو أن الخوف من عواقب زلزال تركيا دفع الناس إلى التركيز على الأشياء التي لم تلفت انتباههم من قبل.

 

 

وأضاف "تسونامي يحدث عادة بعد وقت قصير من وقوع زلزال. كان الزلزال في تركيا منذ أكثر من أسبوعين وحتى الان لم يتم تسجيل أي هزة في البحر .. احذر من انتشار الأخبار الكاذبة التي يمكن أن تسبب الذعر."

 


أوضح الخبراء أن انحسار مياه البحر يوم 2023.2.20 حدث طبيعي ناتج عن ظاهرة متكررة وهي الظاهرة. المد والجزر، والتي تختلف شدتها من مكان إلى آخر ومن وقت لآخر، وتتراوح من بضعة سنتيمترات إلى عدة أمتار في الوضع الطبيعي.

 


تحدث ظاهرة المد والجزر في البحار والمحيطات نتيجة تأثير جاذبية القمر وجاذبية الشمس على الكوكب، فيرتفع منسوب مياه البحر عند حدوث المد، ويحدث العكس عندما ينخفض منسوب المياه في حالة المد والجزر.

 


وأوضح المركز الوطني لعلوم البحار، الذي يعتمد على المركز الوطني للبحوث البحرية، في بيان، أن المد المنخفض الملاحظ كان طبيعياً و "يتأثر بحركة الكواكب، لا سيما موقع القمر وحركته."

 


في اليوم 19- 2 -2023، وصل القمر إلى أقرب نقطة له من الأرض (الحضيض)، وكان في طور الزائدة، أي أن الأرض والقمر والشمس في خط واحد على اليمين، مما أدى إلى ارتفاع المد الذي هو زيادة في المد المعتاد، وهذا ما لوحظ على سواحل بعض البلدان من تراجع وانحسار مياه البحر.

 


وتجدر الإشارة إلى أن عوامل أخرى مثل عوامل الأرصاد الجوية المرتبطة بسرعة الرياح وغيرها من العوامل المساهمة أيضاً في قوة المد والجزر، وفي حالة عدم وجود رياح نشطة تسبب حدوث الأمواج، يظهر المد والجزر بشكل أكثر وضوحاً وتتراجع مياه البحرأكثر.

 


وأكد السيد فخري أن مستوى سطح البحر المتوسط طبيعي وأن "المد والجزر يتم الإبلاغ عنه بشكل منتظم، مما قد يتسبب في اختلاف طفيف في مستوى سطح البحر". نظراً لضيق مضيق جبل طارق الذي يربط المحيط الأطلسي بالبحر الأبيض المتوسط وإغلاقه براً، يعاني البحر الأبيض المتوسط عموماً من مد وجزر منخفض السعة.

 


ومع ذلك، هل للزلزال في تركيا علاقة بهذا الانخفاض في مستويات المياه؟


وبالنسبة لرأي بعض الباحثين أن هناك عاملاً آخر ساهم في انحسار المياه، مثل: الزلزال الذي وقع مساء الاثنين (20شباط) في جنوب تركيا، نتج عن صدع يتحرك أفقياً مع حركة عمودية هابطة، مما يعني أن الصفيحة الغربية انحرفت قليلاً نحو الأسفل، مما تسبب في تحرك مياه البحر وتراجعها من المناطق الساحلية إلى الشمال.

 


إن انحسار المياه حدث تدريجياً حتى قبل الزلزال ولم يكن مفاجئاً. ولا ينفي أن يكون الانخفاض الحالي أكبر من المعتاد في السنوات السابقة، لذلك تجري دراسته حالياً على نطاق واسع من قبل الباحثين ، وسيتم الإعلان عن نتائجه فور اكتماله.


المصدر: لوريان لوجور

 

ترجمة مي زيني 


عدد القراءات: 1567

اخر الأخبار