توجد قرية في جبال الألب الإيطالية لا تشرق فيها الشمس لمدة ثلاثة أشهر تقريباً، من منتصف تشرين إلى أوائل شباط، وهي 83 يوماً كاملاً.. أين هذه القرية بالتحديد وما هي الحلول التي تجعل الشمس تشرق في هذا المكان بالتحديد؟

في جبال الألب البينية بإيطاليا، توجد قرية صغيرة  تقبع في أسفل وادي سحيق مُحاط بالجبال العالية من كُل الجهات في شمال البلاد. يوم عودة أول خيوط الشمس للقرية،يعد مُناسبة يحتفل على إثرها أهل القرية  لعدّة قُرون. تضم اليوم  مائتي نسمة.ظهرت هذه القرية في السنوات الأخيرة في الصحف حول العالم في عمود خاص جدًا.

بلد بلا شمس لمدة ثلاثة أشهر تقريباً

بلدة  فيجانيلا محاطة بالجبال العالية التي تحجب أشعة الشمس من الصباح إلى المساء خلال أواخر الخريف والشتاء. تمنع قمة جبال الألب الشمس من الوصول إلى شوارع وميادين القرية.

ومن التفاصيل المثيرة للفضول أن الشمس تضيء القرية للمرة الأخيرة في يوم القديس مارتن، 11 تشرين، وهو مهرجان قديم يتم الاحتفال به في جميع أنحاء أوروبا منذ آلاف السنين، حيث استعد الناس لمواجهة شتاء طويل مع "صيف سانت مارتن."

إن تاريخ نهاية هذه الفترة الخالية من الشمس هو أكثر إثارة للفضول: إنه 2 شباط ، يوم الشموع، وهو مهرجان تم فيه استخدام الشموع للاحتفال بإطالة ساعات النهار بشكل واضح. صدفة غريبة. وليس من قبيل المصادفة أن هذه العطلة لا تزال تحظى بشعبية كبيرة في البلاد اليوم، حيث تتزامن مع عودة أشعة الشمس بعد قرابة ثلاثة أشهر.

الحل لإعادة الشمس

في عام 2006، كان لدى العمدة السابق للقرية، بيير فرانكو ميدالي، مع المهندس المعماري جياكومو بونزاني والمهندس إميليو بارلوكو، فكرة وضع مرآة دوارة كبيرة على الجبل الذي يطل على القرية من أجل عكس الأشعة. من الشمس وإضاءة القرية، وبالتالي جلب الضوء والقليل من الحرارة خلال هذه الأشهر الطويلة من الظلام.

أصبح المشروع حقيقة واقعة في عام 2006، عندما تم وضع مرآة بعرض 8 أمتار وارتفاع 5 أمتار على الجبل شمال القرية، لتوجيه أشعة الشمس إلى ساحة القرية. المرآة، 40 مترًا مربعًا من الفولاذ الشفاف يتحرك على مدار اليوم بفضل نظام ميكانيكي محوسب، يتصرف مثل عباد الشمس. بهذه الطريقة، بعد حركة الأرض حول الشمس، تمكنت من توفير حوالي ست ساعات من أشعة الشمس في هذه القرية، خلال ثلاثة أشهر. بالإضافة إلى جلب القليل من الحرارة ، فإنه يوفر الطاقة. لقد كان هذا الحل ناجحًا للغاية وقد تم الإبلاغ عنه في وسائل الإعلام حول العالم في السنوات الأخيرة.

المصدر: www.tameteo.com

ترجمة مي زيني