شارك
|

لحظة ابتلع نجم كوكب بعيد

تاريخ النشر : 2023-05-04

شهد علماء الفلك انفجاراً شديداً للضوء من كوكب ابتلعه نجمه المضيف وهو نفس المصير الدراماتيكي الذي ينتظر الأرض عندما تتوسع الشمس بسرعة بالقرب من نهاية حياتها.

 


وهذه هي المرة الأولى التي يلتقط فيها الباحثون اللحظة التي يتضخم فيها نجم كبير في السن لدرجة أن كوكباً قريباً يبدأ في تقشير السطح وإرسال تيارات من الغاز والغبار إلى الفضاء قبل أن يغرق أخيراً في الأعماق النارية.

 


قال كيشالاي دي زميل ما بعد الدكتوراه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كامبريدج ماساتشوستس: "مثل الكثير من الاكتشافات العلمية حدث هذا ليكون اكتشافاً عرضياً فتح أعيننا حقًا على نوع جديد من الظاهرة وسيكون هذا هو المصير النهائي للأرض."

 


حيث ظهر أول تلميح للكارثة الكونية في عام 2020 عندما اكتشف دي اندفاعا من الضوء وسط الملاحظات التي التقطتها منشأة زويكي العابرة في مرصد بالومار في كاليفورنيا. تم تتبع الوميض إلى نجم يبعد 12000 سنة ضوئية بالقرب من كوكبة أكويلا والتي أصبحت أكثر سطوعًا ببضع مئات المرات خلال 10 أيام فقط.

 


وقد اشتبه الباحثون في الفريق في حدوث اندماج نجمي حيث يمتص نجم آخر في مداره لكن ملاحظات المتابعة من مرصد كيك في هاواي تلقي بظلال من الشك على الفكرة. تنفث معظم عمليات الدمج النجمية الهيدروجين والهيليوم حيث يؤدي أحد النجوم إلى تآكل الآخر لكن حدث آيار لم يُظهر أي علامات على أي من هذين العنصرين.

 


أظهر المزيد من الملاحظات باستخدام كاميرا الأشعة تحت الحمراء في مرصد بالومار أن النجم كان "لامعًا بجنون" في الأشعة تحت الحمراء القريبة كما قال دي مما يشير إلى أنه بعد الوميض الأبيض الساخن الأولي أطلق النجم غازًا أكثر برودة في الفضاء يتكثف في الغبار المرئي في أطوال موجات الأشعة تحت الحمراء.

 


ولا يزال العلماء يشتبهون في اندماج من نوع ما لكن التفاصيل لم تكن واضحة حتى حلل الفريق المزيد من البيانات من تلسكوب ناسا الفضائي الذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء ، Neowise. أظهر هذا أن الانفجار كان خافتًا جدًا فكل ما وقع في النجم المضيف كان أصغر بحوالي 1000 مرة من النجم. قال دي: "هذا عندما أدركنا أن هذا كان كوكبًا يصطدم بنجمه". وبتجميع البيانات معًا يعتقد دي أن الحدث تضمن كوكبًا بحجم كوكب المشتري والذي دار حول نجمه بسرعة مذهلة واستكمل مداره في أقل من يوم واحد. بدأ في تمشيط سطح النجم قبل حوالي تسعة أشهر من انفجار الضوء واستمر لبضع مئات من المدارات قبل أن يغرق في النهاية في النجم مما يتسبب في سطوعه بسرعة ثم يتلاشى.

 


وأضاف دي: "يبدو النجم اليوم مشابهًا جدًا لما كان عليه قبل الانفجار إلا أنه محاط بقذيفة من الغبار التي انطلقت أثناء الانفجار نفسه".

 


عندما ينفد وقود النجم في نهاية عمره فإنه يتمدد بما يصل إلى مليون ضعف حجمه الأصلي ويبتلع الكواكب القريبة في هذه العملية وعندما تصل الشمس إلى هذه النقطة في المستقبل البعيد سوف تنتفخ بدرجة كافية لتستهلك عطارد والزهرة والأرض.

 


كما قال مورجان ماكليود عالم الفيزياء الفلكية في فريق هارفارد: "إذا كان هناك أي عزاء فسيحدث هذا في حوالي 5 مليارات سنة حيث نعتقد أن الكواكب ستكون غير مضيافة تمامًا بحلول ذلك الوقت لأن الشمس تزداد في إنتاج الطاقة أيضًا لذلك سوف يتبخر كل الماء من الأرض ولن يكون مكانًا لطيفًا للعيش فيه."

 


المصدر الغارديان

 

 

ترجمة راما قادوس 


عدد القراءات: 1266

اخر الأخبار