يعتقد علماء الفلك أنهم وجدوا أدلة على وجود كوكبين قيد الإنشاء في نجم شاب بعيد يبعد حوالي 200 سنة ضوئية عن الأرض.

حيث اكتشف العلماء ظلَين في قرص من الغاز والغبار يحيط بـ TW Hydrae و يُعتقد أن قرصين أصغر يقعان داخل النظام النجمي.

حيث يُعتقد أن هذين القرصين دليل على وجود زوج من الكواكب قيد الإنشاء.

وقال الباحثون إن النتائج التي نُشرت في مجلة الفيزياء الفلكية  تعطي نظرة ثاقبة لكيفية ظهور الأرض والكواكب الأخرى في النظام الشمسي عندما كانت تتشكل قبل حوالي 4.6 مليار سنة.

TW Hydrae هو نجم قزم أحمر عمره أقل من 10 ملايين سنة.

والأقزام الحمراء هي الأصغر أقل من نصف كتلة الشمس وأكثر أنواع النجوم شيوعًا في مجرة درب التبانة.

وقد حلل الباحثون البيانات التي تم التقاطها بواسطة تلسكوب هابل الفضائي ووجدوا ظلين في قرص الغاز والغبار في نظام TW Hydrae النجمي.

وتم رصد الظل الأول في الملاحظات من عام 2016 بينما ظهر الظل الثاني بعد خمس سنوات  مما تسبب في حيرة علماء الفلك.

قال الدكتور جون ديبس عالم الفلك في معهد علوم تلسكوب الفضاء في الولايات المتحدة وهو أيضًا الباحث الرئيسي والمؤلف الرئيسي في الورقة: "اكتشفنا أن الظل فعل شيئًا مختلفًا تمامًا.

"عندما نظرت إلى البيانات لأول مرة اعتقدت أن شيئًا ما قد حدث خطأ في الملاحظة لأنه لم يكن ما كنت أتوقعه. "كنت مرتبكًا في البداية وكان جميع المتعاونين معي مثلي: ما الذي يحدث؟

يعتقد الباحثون أن الظلال تُلقى بواسطة قرصين منحرفين يميلان حوالي خمس إلى سبع درجات بالنسبة لمستوى القرص الخارجي. ويُعتقد أن عدم المحاذاة ناتج عن سحب الجاذبية لكوكبين في طائرتين مداريتين مختلفتين قليلاً.

قال الدكتور ديبس: "هذا يشير إلى أن الكوكبين يجب أن يكونا قريبين إلى حد ما من بعضهما البعض. فإذا كان أحدهم يتحرك أسرع بكثير من الآخر لكان قد لوحظ هذا في الملاحظات السابقة.

قال الباحثون إن الكواكب في النظام الشمسي لها أيضًا مستويات مدارية تختلف في إمالتها ببضع درجات عن بعضها البعض.

وأضافوا أن TW Hydrae يمنح علماء الفلك مقعدًا بجانب الحلبة لمعرفة كيف كان شكل نظامنا الشمسي خلال سنوات تكوينه.

وقال العلماء إن الكواكب المشتبه بها تقع في منطقة تقارب المسافة بين كوكب المشتري والشمس وتكمل الظلال دورة واحدة حول النجم كل 15 عامًا تقريبًا.

وأضاف الدكتور ديبس: "هذا يتماشى تمامًا مع الهندسة المعمارية النموذجية للنظام الشمسي." قال الباحثون إن القرص الخارجي يحتوي أيضًا على فجوة غريبة تبلغ ضعف متوسط مسافة بلوتو عن الشمس وهو ما قد يكون دليلاً محتملاً على وجود كوكب ثالث في النظام النجمي.

ومع ذلك أضافوا أنه سيكون من الصعب اكتشاف أي كواكب داخلية لأن ضوءها سيضيع في وهج النجم وسيؤدي الغبار المحيط إلى تعتيم الضوء المنعكس.

قالت مؤلفة الدراسة ريبيكا نيلون ، الأستاذة المساعدة في الفيزياء بجامعة وارويك: "إن الظلال المتغيرة في TW Hydrae تمثل تحديًا خاصًا للمنظرين. ولكن نماذجنا كانت قادرة على إظهار أن التفسير الأكثر ترجيحًا هو هذين القرصين المائلين اللذين يلقيان بظلال متحركة.

المصدر الاندبندنت

ترجمة راما قادوس