شارك
|

خطط لاستخدام دهن الخنزير لأن وقود الطائرات لا يطير

تاريخ النشر : 2023-06-04

كم عدد الخنازير اللازمة لتزويد رحلة طيران من نيويورك إلى باريس بالوقود؟ حوالي 8800 حسب أحد التقديرات.

 


لقد تم تبني استخدام الدهون الحيوانية لإنتاج وقود طيران أكثر مراعاة للبيئة كحل محتمل للحد من انبعاثات الكربون.

 

ففي الاتحاد الأوروبي ارتفعت كمية الدهون الحيوانية المستخدمة في إنتاج وقود الديزل الحيوي بأكثر من 40 مرة منذ عام 2006. وفي عام 2021 أعلنت إدارة بايدن عن خطط لاستبدال جميع وقود الطائرات ببدائل مستدامة بحلول عام 2050. وفي نيسان قال المسؤولون الأستراليون إنهم ستبني منشأة لتصنيع الوقود الحيوي النفاث على نطاق واسع في كوينزلاند.

 


لكن الاستخدام المتزايد للوقود الحيوي للطيران المصنوع من الدهون الحيوانية والزيوت النباتية يمكن أن يخلق مشاكل جديدة  وفقًا لدراسة جديدة تمولها منظمة النقل والبيئة ومقرها بروكسل وهي منظمة غير ربحية تناضل من أجل "نظام تنقل خالٍ من الانبعاثات. "

 


وتقول الدراسة إنه قد لا يكون هناك ما يكفي من الحيوانات النافقة لتلبية الطلب على الوقود الحيوي. ويضيف أن قتل المزيد منهم لا يبدو أنه الطريق الصحيح.

 


لطالما استخدمت الدهون الحيوانية منخفضة الجودة في إنتاج أغذية الحيوانات الأليفة والصابون والشموع ومواد الاحتراق للغلايات. وهذا يعني أن الطلب المتزايد من صناعة الطيران قد يؤدي إلى مزاحمة هذه الشركات المصنعة  مما يجبرهم على اللجوء إلى بدائل مثل زيت النخيل مما قد يؤدي إلى زيادة صافي انبعاثات الكربون على مستوى العالم  وفقًا للدراسة.

 


وقد كتب مؤلف الدراسة كريس مالينز "في أسوأ الحالات  قد يؤدي نقل الدهون الحيوانية من الاستخدامات الحالية إلى زيادة كبيرة في صافي الانبعاثات بدلاً من أي خفض."

 


ينتج زيت النخيل نظريًا انبعاثات أقل تغيرًا للمناخ من الوقود التقليدي. ولكن لإنتاجه يحرث المزارعون الأراضي التي كانت ذات يوم غابات مطيرة ومستنقعات مما يقلل من موائل الأنواع المهددة بالانقراض ويقوض قدرة الأرض على امتصاص غازات الاحتباس الحراري الموجودة.

 


لا يبدو أن ذبح المزيد من الحيوانات بديل قابل للتطبيق

 


تقول الدراسة إن أكثر من 70 مليار حيوان تُقتل كل عام  وذلك أساسًا لتوفير اللحوم للاستهلاك البشري. ويحفز هذا الطلب منتجي اللحوم على تحويل الأراضي الطبيعية لإنتاج اللحوم مما ينتج عنه المزيد من غاز الميثان  وهو غاز يمكن أن يكون له تأثير أكبر بمقدار 34 مرة من ثاني أكسيد الكربون على مدى 100 عام.

 

وكان إنتاج اللحوم وراء أكثر من نصف غازات الاحتباس الحراري المنسوبة إلى الزراعة من 2018 إلى 2020 وفقًا للأمم المتحدة.

 


وقد ستصل المنافسة على المواد الخام اللازمة لإنتاج الوقود المستدام إلى ذروتها على مدى السنوات الخمس المقبلة  وفقًا لدراسة مالين  التي استشهدت بوكالة الطاقة الدولية  وهي مجموعة من 31 دولة صناعية. حيث يقول تقرير وكالة الطاقة الدولية إن الطلب سيستنفد المعروض من زيت الطهي المستعمل والدهون الحيوانية خلال تلك الفترة.

 


حيث كتبت مالين أن هذه المعضلة المتزايدة بين استخدام الدهون الحيوانية للأغراض الحالية وتحويل المزيد منها إلى وقود أخضر تثير التساؤلات حول الفوائد المناخية للوقود الحيوي.

 

بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود الحيوي فإن القطط في جميع أنحاء أوروبا قد تجد في نهاية المطاف عشاءًا أقل شهية  كما كتبت مالين حيث يتم تحويل المزيد من الدهون الحيوانية للوقود الأخضر أكثر من طعام الحيوانات الأليفة.

 


المصدر واشنطن بوست 

 

ترجمة راما قادوس 


عدد القراءات: 3134

اخر الأخبار