تعتبر تجربة الولادة من التجارب المؤثرة في حياة كل امرأة، وتشغل طريقة الولادة بال السيدات طوال فترة الحمل، وخاصة الولادة للمرة الثانية بعد تجربة الولادة القيصرية في المرة الأولى.
وتكثر التساؤلات عن إمكانية الولادة بطريقة طبيعية بعد الولادة القيصرية، وكذلك عن الولادة القيصرية الثانية، وتقلق النساء هل الولادة القيصرية الثانية أسهل أم أصعب؟
نشاهد دائما في الأفلام الولادة بالطريقة نفسها، بشكل طبيعي عن طريق المهبل. لكن في فرنسا، يولد طفل من بين كل خمسة أطفال بعملية قيصرية، وهي عملية جراحية تتكون من شق البطن، ثم الرحم، تحت التخدير، لاستخراج الطفل مباشرة. يتم هذا العمل الجراحي بشكل عاجل أو متوقع لأسباب طبية، وغالبا ما يُنظر إليها على أنها حل سهل، لكنها تعتبر "ولادة كاذبة"، بالإضافة إلى تأثيرها على معنويات الأمهات الشابات.
إن الولادة القيصرية بديل منظم بدقة عن الولادة الطبيعية وتحت إشراف طبي، صحيح بأن الولادة القيصرية أقل إيلاماً ولكنها أكثر خطورة من الجراحة المهبلية .حيث أُطلق قبل سنة مبادرة عبر موقع التواصل الاجتماعي - فيسبوك - بعنوان "أوقفوا الولادة القيصرية غير المبررة طبيا".
قد ينصح أغلبية الأطباء الأمهات بالولادة القيصرية لأسباب بعضها ذكورية باعتبار أن الولادة الطبيعية قد تؤثر على العلاقة الجنسية للمرأة بعد الولادة. إلا أن أطباء مختصين آخرين قد أكدوا عدم صحة هذا الإدعاء بأن الولادة الطبيعية تؤثر على الحياة الجنسية للمرأة، خاصة أن الاتساع الذي يحدث في منطقة المهبل لتسهيل ميلاد الطفل يكون بشكل مؤقت خلال عملية الوضع فقط. وأحيانا ما كانوا يشجعون على الولادة القيصرية باعتبارها أسهل وأقل ألما من الولادة الطبيعية".
قد يلجأ الأطباء للعملية القيصرية عندما تكون العملية القيصرية ضرورية في بعض الأحيان وخاصة إذا كانت الأم تعاني من اضطراب ضغط الدم المرتفع مثل تسمم الحمل أو مرض السكري الذي يتسبب في زيادة وزن الطفل، مما قد يجعل من الصعب على الطفل المرور عبر حوض الأم. وأيضا عندما يكون الحوض صغير جدا لايمكن الولادة بشكل طبيعي .لكن عندما يتأكدوا من عدم حاجتها للولادة القيصرية طبيا يجب على الأمهات أن يصروا على الولادة الطبيعية وذلك لفوائدها للأم والجنين .
علاوة على ذلك، في كندا ، لا يسمح القانون بإجبار المرأة على إجراء عملية قيصرية إذا رفضت، حتى لو كان الطاقم الطبي قلقا بشأن سلامة الجنين.
ومع ذلك، إذا طلبت امرأة من طبيبها إجراء ولادة قيصرية بسبب الخوف أو القلق بشأن المخاض، فسيقوم فريق الرعاية بتقييم أسباب الأم لتقديم مثل هذا الطلب.. فعندما يتعلق الأمر بالخوف من الألم، يمكن تقديم العديد من الحلول الممكنة للأم لطمأنتها والتخفيف عنها قبل التفكير في التدخل الجراحي مثل الولادة القيصرية.
ويُنصح عموما قبل التفكير في حمل جديد، بالانتظار لمدة عام على الأقل لإتاحة الوقت للندبة للشفاء بشكل صحيح في الرحم قبل التمدد مرة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، يوصى بالانتظار 18 شهرا على الأقل قبل محاولة الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية، وإلا فإن خطر تمزق الرحم سيكون كبيرا جدا.
وبشكل عام، تتم العمليات القيصرية بشكل جيد. ومع ذلك، ومثل جميع العمليات الجراحية، يمكن أن تؤثر الولادة القيصرية على تعافي الأم والطفل.
فيمكن أن يصاب الطفل بضائقة تنفسية خفيفة وعابرة و قد تحتوي رئتا الطفل أيضا على إفرازات أكثر بقليل مما لو قد ولد بشكل طبيعي.بالاضافة إلى انخفاض درجة حرارة الجسم، لأن غرف العمليات أبرد من درجة حرارة الغرفة المعتادة. ومع ذلك، فإن الاتصال الجسدي مع أحد الوالدين بعد الولادة بفترة وجيزة يساعد في علاج هذا الوضع.
وقد يستغرق التعافي وقتا أطول بعد الولادة القيصرية ويمكن تمديد فترة الإقامة في المستشفى من يوم إلى يومين مقارنة بالوقت الذي تقضيه الأم في المستشفى بعد الولادة الطبيعية.
ترجمة: مي زيني
المصدر : leparisien.fr