حذر الخبراء لسنوات من أن تطوير أجهزة الكمبيوتر الكمومية يمكن أن يقوض التشفير الذي يؤمن حالياً كل شيء من رسائلنا الخاصة إلى تفاصيلنا المصرفية.

لا تزال أجهزة الكمبيوتر الكمومية تقنية نظرية فإلى حد كبير يدعي المؤيدون أنها يمكن أن تتغلب بشكل كبير على أداء أجهزة الكمبيوتر الكلاسيكية التي لدينا اليوم. فقد يكون هذا أمراً إيجابياً كبيراً لتطبيقات مثل أبحاث الأدوية والحوسبة الكمومية ولكن قد يكون كارثياً لتكنولوجيا الأمن.

حيث يعتمد الكثير من تقنية الأمان هذه على المشكلات الرياضية التي يصعب على أجهزة الكمبيوتر لدينا حلها للحفاظ على أمان هذه البيانات. لكن أجهزة الكمبيوتر الكمومية المستقبلية يمكنها التغلب على هذه المشكلات في ثوانٍ واقتحام أي بيانات.

وهذا ما يشير إليه الباحثون باسم "نهاية العالم الكمومية". وقد نمت مجموعة فرعية كاملة من الحوسبة و تشفير ما بعد الكم لإيجاد طرق لتأمين البيانات حتى لو تحقق هذا المستقبل.

الآن وضعت Google بعضاً من هذا العمل موضع التنفيذ في Chrome. حيث تتضمن التكنولوجيا الجديدة تشفيراً جديداً يجب أن يكون مقاومًا لمحاولات كسره مع أجهزة الكمبيوتر الكمومية في المستقبل.

ويقوم بذلك من خلال دمج تقنية تعرف باسم X25519Kyber768  وهو اسم طويل لما هو في الواقع مزيج من خوارزميتين تشفير. ويعني ربط الاثنين معًا أن البيانات محمية بواسطة خوارزمية آمنة موجودة وأخرى محمية ضد أجهزة الكمبيوتر الكمومية.

تعد التحديثات جزءاً من عمل أوسع عبر Google لإعداد الويب للانتقال إلى التشفير المقاوم للكم.

فقد أشار ديفون أوبراين  مدير برنامج Google التقني لأمان Chrome الذي كتب منشور المدونة للإعلان عن التغييرات إلى أن أجهزة الكمبيوتر الكمومية قد تستغرق عقوداً. ولكن يظل من المهم الآن تأمين البيانات جزئياً بحيث لا يمكن حفظها بعيداً وتكون جاهزة للاقتحام عند وصول التكنولوجيا.

فمن من المعتقد أن أجهزة الكمبيوتر الكمومية التي يمكنها كسر التشفير الكلاسيكي الحديث لن تصل لمدة 5 أو 10 أو حتى 50 عامًا من الآن فلماذا من المهم البدء في حماية حركة المرور اليوم؟

والإجابة هي أن استخدامات معينة للتشفير معرضة لنوع من الهجوم يسمى Harvest Now Decrypt Later  حيث يتم جمع البيانات وتخزينها اليوم ثم فك تشفيرها لاحقاً بمجرد تحسن تحليل التشفير .

المصدر الاندبندنت

ترجمة راما قادوس