شارك
|

جهاز دماغي مبتكر يعالج آلام الجسم المزمنة في أول تجربة عالمية

تاريخ النشر : 2024-09-05

يقول الباحثون إن الجهاز يمكن أن يساعد في تقليل تناول الأدوية الأفيونية.

 


طور العلماء جهازاً جديداً غير جراحي لتحفيز الدماغ لمقاطعة الإشارات الإشكالية المرتبطة بألم الجسم المزمن.

 


في حين أن الألم هو نظام تحذير حاسم للجسم إلا أن بعض الحالات يمكن أن تتسبب في خلل في هذه الإشارات.

 


فعلى سبيل المثال في مرضى الألم المزمن يمكن للإشارات الخاطئة التي تنشأ في أعماق الدماغ أن تؤدي إلى إنذارات كاذبة حول إصابة تم شفاؤها بالفعل أو طرف مبتور أو مواقف معقدة أخرى مماثلة.

 


في حين أن الأدوية يمكن أن تساعد في علاج الألم إلا أنها تتطلب إدارة متكررة وغالباً ما تحمل آثاراً جانبية كبيرة بما في ذلك الإدمان.

 


ويأمل الباحثون أن يكون جهاز "Diadem" الجديد الموصوف في مجلة Pain حلاً عملياً غير جراحي للمرضى الذين يعانون من مثل هذه الظروف التي تغير الحياة ويبحثون عن علاجات جديدة.

 


ينتج جهاز Diadem موجات فوق صوتية منخفضة الكثافة لتحفيز مناطق الدماغ العميقة مما يؤدي إلى تعطيل الإشارات الخاطئة وراء آلام الجسم المزمنة.

 


وقد أظهرت تجربة سريرية حديثة شملت 20 مشاركاً يعانون من آلام مزمنة أن أولئك الذين يستخدمون الجهاز شعروا بتخفيف الألم.

 


وقد خضع كل من المشاركين لجلستين لمدة 40 دقيقة مع جهاز Diadem حيث تلقوا إما تحفيزاً حقيقياً أو وهمياً بالموجات فوق الصوتية. وقد أبلغوا عن آلامهم بعد يوم وأسبوع من جلساتهم.

 


قال حوالي 60 في المائة من مجموعة المرضى الذين تلقوا العلاج الحقيقي إنهم وجدوا انخفاضاً ذا مغزى سريرياً في الأعراض في كلتا النقطتين الزمنيتين.

 


وقال توماس ريس المؤلف المشارك في الدراسة: "لم نتوقع مثل هذه التأثيرات القوية والفورية من علاج واحد فقط".

 


وقال الدكتور ريس: "إن البداية السريعة لتحسن أعراض الألم بالإضافة إلى طبيعتها المستدامة أمر مثير للاهتمام ويفتح الأبواب لتطبيق هذه العلاجات غير الجراحية على العديد من المرضى الذين يقاومون العلاجات الحالية".

 


ويقول الباحثون إن الجهاز يعمل عن طريق تنظيم نشاط دوائر دماغية معينة بشكل مباشر.

 

 

وبينما توجد طرق موجودة لتغيير دوائر الدماغ يقول العلماء إن هذه الطرق لا يمكنها الوصول بشكل انتقائي إلى بنية الدماغ في القشرة الحزامية الأمامية التي تشارك في إدراك الألم.

 


وفي الدراسة الحالية قام العلماء أيضاً بتعديل أجهزة إرسال الموجات فوق الصوتية للجهاز لضبط الطريقة التي تنعكس بها الموجات الصوتية عن الجمجمة.

 


وكتب العلماء: "في المتوسط أدى التحفيز النشط إلى تقليل الألم بنسبة 60 في المائة فوراً بعد التدخل" مضيفين أن الموجات الصوتية كانت جيدة التحمل ولم يتم اكتشاف أي آثار جانبية لدى المرضى.

 


كما قال الباحثون: "يوفر التحفيز المباشر بالموجات فوق الصوتية للقشرة الحزامية الأمامية تحسنات سريعة وذات مغزى سريري ودائمة في شدة الألم".

 


ونظراً لأن الدراسة الحالية كانت محدودة المشاركين فقد دعا العلماء إلى إجراء تجربة واسعة النطاق لتحديد فعالية الجهاز وسلامته على المدى الطويل. وبمجرد التحقق من صحته يقولون إن الجهاز يمكن أن يساهم بشكل محتمل في الجهود المبذولة للحد من تناول الأدوية الأفيونية أو الأدوية ذات الآثار الجانبية الجهازية.

 


المصدر الاندبندنت

 

ترجمة: راما قادوس


عدد القراءات: 468

اخر الأخبار