شارك
|

أيلول.. هكذا سنتغلب على الكآبة التي يجلبها

تاريخ النشر : 2024-09-08

بالنسبة للكثيرين منا، تكون تغيرات الفصول مصحوبة بالحزن. وخاصة شهر أيلول الذي يمثل نهاية الصيف ووصول الخريف والشتاء، وغالباً ما لا يكون الأفضل بالنسبة لنا... ولكن هناك طريقة لتسهيل هذا التحول.

 


سواء أحببنا ذلك أم لا، فإن شهر أيلول يرمز دائماً إلى النهاية... نهاية العطلات، والحرارة، والراحة... فبعد كل شيء، تقليدياً في هذا الوقت يبرد الطقس، وتهطل الأمطار، وتبدأ المدارس والفصول الدراسية والكبار الذين استمتعوا ببضعة أيام من الإجازة أو انغمسوا في اندفاع الصيف، والآن هم مدعوون للعودة بحماس إلى عملهم.

 


فالتعبير الذي يمكن أن ينسب إلى الخريف هو: "كل عامل إلى مقعده". لذلك يبدو أن يجلب معه أيضاً حالة من الكآبة، وهو مزاج أقل سعادة من مزاج الصيف. ومع ذلك، دعونا لا ننسى أن الخريف، مثل كل نهاية، يرتبط ارتباطاً وثيقاً ببداية جديدة.

 


في أيلول لماذا نشعر بهذه الطريقة؟
لقد تم ترسيخ الخريف في أذهان معظم الناس باعتباره موسم العودة إلى الحياة اليومية المتطلبة والجدول الزمني والروتين. وبداية العام الدراسي تعنينا وتحددنا جميعاً، حتى لو مرت سنوات منذ أن تركنا مقاعدنا، حتى لو لم يكن لدينا أطفال في سن المدرسة.

 


إن الارتباط ببدء الدراسة والالتزامات والعمل وفي نفس الوقت "الالتزام" بترك الإهمال الصيفي والمرح يقود الكثير من الناس إلى الكآبة. وإذا أضفنا إلى هذه المعادلة شرط وضع جدول زمني أو تخطيط الأشياء لفصل الشتاء، فسوف ندرك كم يبدو الخريف "ثقيلاً" لنا جميعاً.

 


الاضطراب العاطفي الموسمي
في كل عام، يعاني حوالي خمسة بالمائة من الأمريكيين من حالة تسمى الاضطراب العاطفي الموسمي، وربما سمعت أيضاً باسم "الاكتئاب الموسمي". وعلى الرغم من أن الأطباء يعتقدون أنه قد يكون مرتبطاً بالتغيرات في مستويات الضوء الطبيعي، إلا أن بعض الأشخاص يتأثرون به حتى في أشهر الصيف، لذلك قد لا يكون مجرد نقص في الشمس أو الضوء الطبيعي. ويميل الاضطراب العاطفي الموسمي إلى التحسن مع تغير الفصول، ولكنه يمكن أن يسبب اكتئاباً يتراوح من الخفيف إلى المنهك ويستمر لعدة أشهر في كل مرة. والخبر السار هو أنه يمكن علاجه إلى حد كبير، وغالباً ما يكون ذلك عن طريق العلاج بالضوء، والأنشطة الخارجية، وأحياناً الأدوية.

 

 

أهمية ضوء الشمس
ولا ننسى تغير التوقيت الذي يحدث في منتصف الخريف ويدفعنا إلى عيش المزيد من الأيام المظلمة مما يؤثر علينا سلباً، خاصة عندما ننتمي إلى أولئك الذين يجدون صعوبة في تغير الفصول وأشعة الشمس. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعرض الأقل لأشعة الشمس يمكن أن يقلل أيضاً من مستويات فيتامين د، الذي تعد الشمس هي المصدر الرئيسي له. حيث يعد تناول كمية كافية من فيتامين د أمراً أساسياً للعديد من العمليات الجسدية الأساسية، كما تم ربط نقصه أيضاً بالاكتئاب. وكل ما سبق يصبح أسوأ في دول الشمال حيث تشتد الظاهرة. وهذا يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب ويمكن أن يغير أيضاً إيقاعات الساعة البيولوجية، مما يعني أن الكثير من الناس يشعرون بمزيد من التعب وأقل تفاؤلاً خلال أشهر الشتاء دون أن يصابوا بالضرورة بالاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي عدم وجود ضوء كافٍ لدى بعض الأشخاص إلى زيادة الشعور بالجوع، وهو ما يفسر جزئياً ميل الكثيرين إلى زيادة الوزن في الشتاء.

 


كيف سنتعامل مع التوتر مع دخولنا فصل الخريف؟
أولاً، يجب أن ندرك أنه ليس من الضروري وليس من الممكن إدارة التوتر والسيطرة عليه. وربما يكون من المفيد تدوين قائمة أولوياتنا لهذا الموسم حتى نتمكن من السيطرة على الوضع دون إجهاد أنفسنا من خلال الكفاح من أجل إنجاز كل شيء. ومن المهم أيضاً البحث عن التعرض للضوء الطبيعي من خلال قضاء بعض الوقت في الخارج كل يوم. وأخيراً، لا نهمل صحتنا وحالتنا الجسدية، ونحرص على ممارسة التمارين الرياضية لمدة ثلاثين دقيقة على الأقل يومياً، خمسة أيام في الأسبوع، واتخاذ خيارات غذائية متوازنة والتمتع بنوم جيد. وبالطبع من البديهي أننا نعتني أيضاً بصحتنا العقلية، وإذا شعرنا بأن المشاعر غير السارة والحزن تغمرنا، فإننا نطلب المساعدة من أحد الخبراء.

 


دعونا نرى الخريف بشكل مختلف
بدلاً من موسم مرهق وكئيب، يمكن أن يرمز الخريف إلى البداية. بداية جديدة ومعها فرصة ذهبية لترتيب كل ما فكرنا فيه وحلمنا به خلال الصيف ووضع خطة عمل لتحقيقه.

 


مواقع


عدد القراءات: 1264