شارك
|

التحول في دماغ الإنسان بين سلوك المفترس والفريسة

تاريخ النشر : 2024-09-23

على مدى آلاف السنين من التطور، أثبت الإنسان أنه صياد ماهر، وفي الوقت نفسه فريسة. ولكن فقط في عام 2024 تمكن العلماء من العثور على السبب وراء ذلك فهناك منطقة في الدماغ مسؤولة عن التبديل بين سلوك المفترس والفريسة. نعم، نحن نتحدث عن منطقة ما تحت المهاد، وهي بنية صغيرة سبقت تطورنا إلى الفقاريات. حيث يقوم هذا العضو غير العادي بجميع وظائف البقاء على قيد الحياة فهو ينظم درجة حرارة الجسم، ويحفز إطلاق الهرمونات، بل ويشير إلى الجوع.

 


إن المشكلة الرئيسية في دراسة منطقة ما تحت المهاد هي حجمها. حيث لا يزيد حجم العضو عن حجم حبة البازلاء، ناهيك عن وجود نوى أصغر بداخله. وفي الوقت الحالي، لا يمكن حتى فحصه بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي. لذلك قرر العلماء مراقبة نبضات السائل النخاعي أثناء تدفقه حول وعبر الدماغ والحبل الشوكي. ومن ثم، بمساعدة التصوير بالرنين المغناطيسي والذكاء الاصطناعي المذكورين أعلاه، يتم تجميع صورة واحدة.

 


وكجزء من التجربة، تم اختيار 277 متطوعاً وإجبارهم على ممارسة لعبة فيديو حيث كان عليهم التبديل باستمرار من الصيد إلى الجري. وفي ذلك الوقت، لم يتم فحص الدماغ، لكن العلماء راقبوا سلوك المشاركين وقاموا بإنشاء نموذج حاسوبي. وهي بدورها تستطيع تحديد متى يكون الشخص في وضع الضحية ومتى يصبح مفترسا.

 


بعد ذلك، تم اختيار 22 متطوعاً إضافياً ووضعهم في اللعبة، ولكن في جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي. باستخدام طريقة تصوير الدماغ هذه، يمكنك تتبع النشاط غير المباشر عن طريق حركة الدم والأكسجين في الرأس. وأخيراً، تم إرسال نفس المشاركين لتحريك صورهم الرمزية في جميع أنحاء الساحة، دون هدف الهرب أو الإمساك بهم.

 


وقد اتضح أن منطقة ما تحت المهاد تعمل كمركز تحكم، مما يسهل التبديل بين الأوضاع المختلفة. وللقيام بذلك، فإنه يتفاعل مع عدد من المناطق الأخرى في الدماغ. على سبيل المثال، مع الجهاز الحوفي، (وهو المسؤول عن معالجة الخوف). أو القشرة الجبهية الحجاجية، (منطقة صنع القرار). لكن الشيء الأكثر إثارة للاهتمام هو أنه حتى بعد التغيير في السلوك، يستمر ما تحت المهاد في تنسيق الوضع.

 


يقول العلماء: "هذه النتائج توسع فهمنا لمنطقة ما تحت المهاد البشري. ففي السابق، كان يعتقد أن الجهاز ينظم ببساطة الحالة الداخلية للجسم. والآن أصبح من المعروف أن المنطقة تغير سلوكنا وتنسق استراتيجية بقائنا”.

 


مواقع


عدد القراءات: 999