في الآونة الأخيرة، أدرك العلماء أن كل الذهب يأتي من الانفجارات في الفضاء.
قد يبدو هذا غريباً لكننا سنشرح كل شيء.
في الوقت الحالي، إن الظاهرة الوحيدة المعروفة في الفضاء والتي يمكن أن تخلق الظروف الملائمة لتكوين الذهب والبلاتين واليورانيوم هي اندماج النجوم النيوترونية. حيث تخلق هذه الأحداث الكونية الكثافة القصوى ودرجة الحرارة الضرورية التي لا يمكن تحقيقها حتى أثناء انفجار المستعر الأعظم. وتعد اصطدامات النجوم النيوترونية، المعروفة باسم كيلونوفا، من أقوى الانفجارات في الكون وهي الأحداث الوحيدة التي تنتج مثل هذه العناصر الثقيلة.
ويدرس أندريه بونداريف، زميل ما بعد الدكتوراه في معهد هيلمهولتز في جينا، وزملاؤه أطياف كيلونوفا AT2017gfo لفهم العمليات التي تحدث في مثل هذه الأحداث الفيزيائية الفلكية المتطرفة بشكل أفضل.
حيث يعد هذا البحث جزءا من جهد أوسع لتحديد ودراسة العناصر الثقيلة المتكونة من اندماج النجوم النيوترونية.
إن الهدف الرئيسي لبونداريف وفريقه هو تحديد العناصر التي تكونت خلال عملية تنظيم الكيلونوفا، مع التركيز على تحديد المؤشرات الذرية الدقيقة لعناصر مثل القصدير والذهب والبلاتين.
والجدير بالذكر أن البيانات الطيفية من كيلونوفا AT2017gfo تمنح العلماء الفرصة لدراسة عملية التخليق النووي التي تؤدي إلى تكوين العناصر الثقيلة. حيث ستكون هذه البيانات أساسية لفهم كيفية ظهور هذه العناصر وتطورها في الظروف القاسية.
وقد اكتشف العلماء أن القياسات الذرية الدقيقة تلعب دوراً رئيسياً في تحليل الكيلونوفا، وهي أحداث فيزيائية فلكية نادرة وقوية تحدث عندما تصطدم النجوم النيوترونية. وتنتج هذه الأحداث كميات لا تصدق من الطاقة وتهيئ الظروف لتكوين أثقل العناصر في الكون: الذهب والبلاتين.
وأخيراً تتيح دراسة أطياف الإشعاع المنبعث من الكيلونوفا للعلماء تحديد التركيب الكيميائي والظروف الفيزيائية لهذه الانفجارات. حيث يصدر كل عنصر في الغاز الساخن الضوء بأطوال موجية محددة، مما يخلق "بصمة" طيفية فريدة تستخدم لتحديد العناصر الموجودة. ولا سيما أن العديد من العناصر الثقيلة المنتجة في الكيلونوفا تظهر نفسها من خلال ما يسمى "التحولات المحظورة"، والتي يصعب اكتشافها ولكنها تلعب دوراً مهماً في فهم ديناميكيات الأحداث. وتسمح المؤشرات الذرية الدقيقة بتحديد هذه التحولات.
مواقع