كشف باحثون أمريكيون عن وجود عدة مئات من الفيروسات في الحمامات. وهي لا تؤثر على الخلايا البشرية، ولكنها تهاجم البكتيريا.

اكتشف علماء الأحياء الدقيقة الأمريكيون تنوعاً بيولوجياً غير متوقع للفيروسات في حماماتنا، بعد أخذ مسحات على فرشاة الأسنان ورؤوس الدش لأخذ عينات في عشرات الحمامات.

وتم نشر أعمالهم على موقع جامعة نورث وسترن بالقرب من شيكاغو. وبعد التحليل الجيني للعينات الـ 120 التي تم جمعها، اكتشف هؤلاء العلماء بشكل مفاجئ مجموعة متنوعة للغاية وغير متوقعة تماماً من 600 فيروس تتكاثر بهدوء كل يوم.

ومن بين هذه الفيروسات الـ 600 التي تم رصدها في الحمامات، لم يكن الكثير منها معروفاً من قبل. تمثل كل فرشاة أسنان أو رأس دش مجموعة فريدة تماماً من التنوع البيولوجي الفيروسي.

ومع ذلك، فإننا نطمئن القراء الذين يخرجون من الحمام أو يكونون أمام مغسلتهم، لا داعي للذعر والقلق، لأن هذه الفيروسات ليست ضارة بصحتنا. على العكس من ذلك، يمكن أن تكون مفيدة لنا، لأن تحليل الجينوم الخاص بها أظهر أننا كنا نتعامل بشكل أساسي مع فيروسات العاثيات، والتي تسمى أيضاً العاثيات. وهي لا تصيب الخلايا البشرية، ولكنها تهاجم البكتيريا. حدد علماء الأحياء المجهرية هؤلاء في العينات بشكل خاص وأكتشفوا بأن هذه الفيروسات (العاثيات) قادرة على مهاجمة، على سبيل المثال، المتفطرات المسؤولة عن  داء الجذام أو الالتهابات الرئوية المزمنة.

العمل المفيد للعاثيات

إن قدرة العاثيات على مهاجمة البكتيريا والقضاء عليها معروفة منذ زمن، ولكنها تظل مجالاً بحثياً واعداً للغاية. إن فهم كيفية عمل هذه العاثيات يمكن أن يؤدي إلى تطوير حلول مضادة للميكروبات بدون أن  تسبب مقاومة للمضادات الحيوية.

وفقاً لإريكا هارتمان، الباحثة التي نسقت هذا العمل، "إن العاثيات رائعة، وتمثل بلا شك الاكتشافات الواعدة في علم الأحياء الدقيقة، ومن الأفضل أن ننظر إليها بفضول وليس باهتمام". ليست هناك حاجة لتفكيك الدش لتنظيفه أو تطهير فرشاة أسنانك، فمن حيث النظافة، يكفي تغيير الفرشاة بانتظام، على الأقل كل ثلاثة أشهر. يرجى ملاحظة أن مؤلفي هذا العمل ليسوا من محبي المنظفات المضادة للبكتيريا ، لأن هذه المنتجات، حسب رأيهم، يمكن أن تشجع على تكاثر البكتيريا المقاومة بشكل متزايد، فالمنظفات المنزلية الأساسية كافية بالنسبة لهم.

المصدر: www.radiofrance.fr

ترجمة: مي زيني