شارك
|

أول أيام العيد في دمشق..باللهجة الشامية المحكية

تاريخ النشر : 2016-09-11

بيفيقوا الناس أول يوم العيد بكير رغم تعب يوم الوقفة ورغم السهر الطويل قبل بليلة, بيفيقوا الناس من جهجهة الضو وبيعايدوا أهل البيت بعضهم، الأم بتعايد الأب وبيعايدها، والأولاد بيعايدوا الأم والأب، وبعدها بيطلعوا الرجال والشباب عالتربة والمقابر بيزوروا الأهل والمحبين يلي سبقوا لدار الحق، وبياخدوا لهم معهم باقات أغصان الآس، وبيقروا الفاتحة على أرواح الأجداد والآباء والأمهات والأقارب، وبيدعولهم بالرحمة.

 

وبالتربة بيلتقوا الأهل الأحياء كمان وبيعايدوا على بعض، وبيتفقوا كيف يلتقوا بالعيد وبيحددوا المكان والزمان, وهالزيارة بكل عيد ذكرى وتذكرة بتعطي الإنسان اللي بيكون عادة ملتهي بتفاصيل الحياة, فرصة ليتذكر أنه الحياة فانية، وأنه ما في شي بيدوم.

 

بعد زيارة التربة بيروحوا الرجال ليصلوا صلاة العيد يلي بتنسمع تكبيراتها المثيرة للخشوع من كل مكبرات الصوت بالجوامع والمساجد والتلفزيونات بالبيوت, وبياخدوا الرجال أولادهم معهم، وبالسنوات الأخيرة بيروحوا معهم حتى النسوان, وبعد صلاة وخطبة العيد بيعايدوا الناس على بعضهن بالجمل والعبارات المعروفة متل: كل عام وأنتو بخير، يعيدكم لأمثالو، وكل سنة وأنتو سالمين، وبيتمنوا لبعضن الخير والصحة والسعادة والقلوب مبتسمة قبل الوجوه.

 

بعد الصلاة بيرجعوا الناس عالبيوت، وبيفطروا فطور خفيف أو بيكتفوا بقطعة حلو، بيلبسوا الولاد تياب العيد بعد ما يكون فحّم قلبهم من الانتظار وفحّم قلب الأمهات من النقّ، بيلبسوا التياب الجديدة والأحذية الجديدة، والحلاقة بتكون جديدة وبيتعطروا وبينصفوا كلهم قدام أبوهم بيعايدوا عليه وبيبوسوا إيدو، وبيقبضوا العيدية يلي بتكون عادة مبلغ مرقوم عالأقل بالنسبة للطفل، وهالمبلغ عادة بيكون مصروف بالخيال سلفاً ومخطط إنفاقه معروف.

 

بياخدوا الولاد المصاري وطيران عالعيد، والأهل بيبلشوا يجهزوا حالهن للطلعة والتوجه لبيت كبير العيلة أو بتتوجه الأم عالمطبخ لتقوم بالمهمة الأزلية وهي الطبخ, كتير ناس بيدبحوا خواريف ، وبيتقاسموا اللحمة بينهم وبين الأهل والجيران والفقراء، ولهيك بتكون اللحمة هي عماد الأكلة الرئيسية بأول أيام العيد, ومن الطبخات الأشهر بالعيد بالشام الشاكرية والفخدة., ومن أكتر أكلات العيد انتشاراً بالشام اللحم مشوي, لدرجة أنك لما بتمشي بحارات الشام بالعيد بتشم ريحة الفحم واللحم والمشوي كيف ما مشيت، وبتشوف الدخنة طالعة من كل مطرح.

 

بهالأثناء، وبينما يتحضر الغدا بيلبسوا الرجال أجدد وأحسن تيابهم وبيطلعوا من البيت وبيبلشوا بالمعايدات الرجالية، وهي معايدات سريعة ما بتزيد عن نص ساعة، ست البيت بتحضر الضيافة وبتنقر الباب والرجال بيستناول منها الصينية , و الضيافة هي فنجان قهوة مرة أو حلوة وقطعة حلو وبينتقل بعدها الرجال لبيت تاني، وبيروح معو غالباً صاحب البيت يلي كان فيه, وبيمرق الوقت من بيت لبيت ومن حارة لحارة هيك لوقت الغدا,  والغدا بيلم العيلة كلها، إن كان مشاوي أو طبخ.

 

الكبار والصغار.. والكل لابس ومتأنق وعالأربعة وعشرين، والضحكة على كل وش، والبيت حمام مقطوعة ميتو, وبعد الغدا بيجي الشاي والقهوة والفواكي والحلويات، وممكن تستمر القعدة وتصير سهرة تمتد لنص الليل, الأولاد يا بيجوا عالغدا يا بيضلوا بالعيد بياكلوا على كيفهن، وبيطلوا كل شوي وبيرجعوا بيروحوا, والكبار مقسومين بين رجال ونسوان وصبايا وشباب, ومن هون لآخر السهرة بيكون الكل تعب ونعس بعد نهار طويل متعب بس سعيد، والأولاد هلكوا من اللعب والمشاوير، وخاصة أنو قبل بليلة كان الكل سهران, وهيك بيرجعوا الناس على بيوتهن مهدودين وبيناموا بكير نسبياً، لأن بكرة النهار طويل والضيوف رايحين وجايين.. والعيد بده تعب وركض كتير.


عدد القراءات: 9992

اخر الأخبار