شارك
|

تعرف على مايكل انجلو سورية و العرب ....

تاريخ النشر : 2020-09-07

اسمه محمد علي الخياط (أبو سليمان) وقد أخذ مهنة الحفر والتزيين على الأخشاب من أجداده وكان أجداده في هذه المهنة صناع مهرة أما هو فكان عبقرياً.

 

إبداعه لم يتطلب منه دراسة جامعية فهو شخص شبه أُمي، ولم يتطلب منه ثروة كبيرة فهو شخص عاش ببساطة ولم يرث عن أهله أية ثروة تمكنه من شراء مايشاء.

كل ما احتاجه في إبداعه هو بضعة أدوات بسيطة، استطاع أن يذهل العالم بها، لأنه أيقن منذ البداية أن الإخلاص والتفاني بالعمل هو مفتاح النجاح، ومن هنا بدأ ....

وقد نشرت مجلة بناة الوطن تقريراً خاصاً عن هذا المبدع، جاء فيه:

 

بدأ أبو سليمان عمله بهذا الفن سنة 1922، وفي لبنان أعاد حفر وتزيين القصر التاريخي المشهور (قصر بيت الدين) وقد أصبح هذا القصر بفضل أبي سليمان تحفة، وما من زائر زار مهرجانات قصر بيت الدين إلا وكان يسأل عن العبقري الذي قام بتزيين وحفر هذا القصر التاريخي.

 

وفي دمشق قام بترميم قصر العظم التاريخي، فأصبح آية من آيات الفن السوري الأصيل، ولم ينته أبو سليمان هنا، ففي دمشق أيضاً شيء باهر كأنه الهرم تلك هي قاعة البرلمان السوري التي استمر العمل بها منذ العام 1947 حتى سنة 1955 ....

 

قام أبو سليمان بتزيين الحوائط والسقوف بلوحات من الفن السوري الذي يتميز بالتجريد والعمق ... إنه فن رمزي يرمز إلى المعاني الكبيرة بهذا العالم، إلى عظمة الكون واتصال الأشياء ببعضها، ومثل هذه الرسوم (الأرابيسك) توحي بهذه المعاني الخفية الدقيقة والتي تدل النفس عليها ...

 

في إحدى المرات زار مهندس إيطالي شهير مدينة دمشق، وعندما شاهد أعمال أبو سليمان وقف مذهولاً، هل هناك عندكم في سوريا من يستطيع إبداع الفن هكذا ...!!؟؟؟

هذا ما قاله المهندس الإيطالي الشهير وهو يرى أعمال أبي سليمان بذهول وخاصة عندما علم أن أبي سليمان لم يتعلم هذا الفن بأي مدرسة بل تعلمه من آبائه ومن عبقريته الفريدة.

 

وعندما توقف هذا المهندس أمام قبة البرلمان التي أبدعها أبو سليمان قال: يا إلهي ... يستحق هذا الفنان السوري لقب مايكل أنجلوا سوريا وبكل جدارة ...

ويقول أبو سليمان عن فنه: إن الفن السوري قد تأثر بفنون أخرى، فخرج بصورته الأخيرة مزيجاً راقياً من فنون عريقة أصيلة، لقد أخذ الفن سوري من فارس والهند ومصر القديمة وقد انقرضت هذه الفنون ولم يعد لها وجود ملموس ... ولكن الفن السوري الذي أخذ منها مازال يتنفس ... إنه فن حي ... ويستطيع أن ينمو من جديد ... ويعيش طويلاً ..
أبو سليمان الخيّاط

 

لا يقلّ فضل الفنّان المبدع محمّد علي الخيّاط عن فضل جميل مردم بك في إنشاء القاعة الشاميّة في متحف دمشق الوطني. الهديّة هديّة مردم بك ولكن ما كان لها أن تأتي في أبهى حلّة دون خبرة ومهارة ومواظبة الخيّاط. فلنستعرض بإيجاز شديد بعض إنجازاته اقتباساً عن محافظ المتحف السيّد أبو الفرج العشّ والمجلّد الثالث عشر للحوليّات الأثريّة السوريّة الصادر عام ١٩٦٣.

 

من مساهماته في دمشق:

- بناء مصلحة المياه (عين الفيحة).
- المجلس النيابي.
- دار لطفي الحفّار.
- أثاث القصر الجمهوري وأمانة العاصمة وقصر الضيافة ومبنى مدرّج الجامعة.


عدد القراءات: 9858

اخر الأخبار