شارك
|

جاليتنا في إيطاليا.. مشاريعنا المقبلة متطوعون طليان إلى جانب الجيش السوري وتبنّي أبناء الشهداء

تاريخ النشر : 2016-02-06

حوار: فرح مخيبر


لم يكن دخولنا إلى مقر البرلمان الأوروبي  في العاصمة البلجيكية بروكسل ورفع العلم السوري داخله سوى مقدمة للدفاع عن سوريتنا في وجه المؤامرة التي اشتركت فيها دول أوروبية كبرى يجتمع ممثلوها تحت قبة الأوروبي.. وحققنا شيئاً ملموساً حين عاهدونا أن يعقدوا مؤتمراً خاصاً بسورية. 
ولم نهدف من ذلك تسجيل شهادة تاريخية لنا أو البحث عن الأضواء.. همنا الوقوف في وجه رياح التآمر التي أرادت جعل جنتنا (سورية) صحراء قاحلة..


هذه بداية رحلة الوفاء والدفاع عن سورية حملتها الجالية السورية في إيطاليا والتي كان لموقع (Syria In) لقاء خاص معها بدمشق، تحدث أعضاء وفدها عن هدف الزيارة التي كانت برفقة الهيئة الأوروبية للدفاع عن سورية ومنظمة سوليد الإيطالية.


مشروعان هامان قادمان بدأت الجالية بإرساء قواعدهما، أولهما يخص الإيطاليين الذين عبروا عن نيتهم القدوم للقتال إلى جانب الجيش العربي السوري، والثاني تبني أطفال الشهداء من قبل إيطاليين عن بُعد بتقديم مبلغ لكل طفل "وهي مشاريع نقوم بدراستها وسنطبقها" بحسب وفد الجالية، الذي وجه نداءً للمغتربين السوريين حول العالم، لتقديم العون المادي للسورين المنهكين من الحرب التي استهدفت أمنهم واستقرارهم، حتى ولو كانت المساهمة بمبلغ صغير، معتبرين على لسان الناطق الإعلامي باسم الجالية المغترب عدي رمضان "أن تضيء شمعة خير من أن تلعن الظلام الف مرة". 


رمضان أضاف في حديثه لـ (Syria In) أن "أبناء الجالية السورية في إيطاليا ليسوا أصحاب أقوال، إنما أقوالنا مقترنة بالعمل، وخير دليل عندما جئنا بقيادة رئيس الجالية الدكتور جمال أبو عباس إلى دمشق في 30 آب 2013، في الوقت الذي هددت فيه واشنطن بضرب سورية، وجعلنا من أنفسنا دروع بشرية".


أمّا عن هدف الزيارة فقال رمضان إن "الهدف إنساني بحت، نقدم ما نعتبره واجباً على كل المغتربين السوريين، تجاه الصامدين في وجه الهجمة الإرهابية الشرسة على أبناء الشعب السوري، من معونات إغاثية (طبية وغذائية)، وتبرعات لأطفال سورية المنكوبين" مبيناً أن الوفد زار مراكز الإيواء التي تولت الحكومة السورية تأمينها ورعايتها، فيما سيكمل الوفد زيارته في سورية بجولة إلى عدد من المحافظات انطلاقاً من حمص، ليطلع على حقيقة الأحداث الجارية على الأراضي السورية.


وأضاف رمضان "خلال جولتنا اطلعنا على أوضاع المشافي، والمناطق الأثرية التي كانت شاهداً على جرائم الإرهابيين من عمليات سطو لمعالمنا الأثرية التي لا تخص سورية وحدها، إنما للإنسانية جمعاء".


المساعدات الطبية لها حيز كبير من اهتمام الجالية فبعد تقديم 10 سيارات إسعاف وزّعت على كافة المحافظات السورية، وتجهيزات طبية لمشافي الدولة، موجودة حالياً في مشفى الباسل بطرطوس، قدمتها الجالية في الزيارة الماضية، أضافت إليها هذه المرة جهازي غسل كلاوي وكراسي كهربائية ويدوية لمساعدة جرحى الجيش العربي السوري وأدوية ولوازم طبية ميدانية.


رئيس الجالية الدكتور جمال أبو عباس، تحدث للموقع قائلاً "أحضرنا معنا وفداُ من إيطاليا للوقوف على حقيقة ما يجري في سورية ونقل الأحداث بصورتها الواقعية، لا كما يصورها الإعلام المعادي، للمجتمع الأوروبي، الوفد الايطالي الذي ضم الهيئة الأوروبية للدفاع عن سورية ومنظمة (سوليد) الإيطالية هم من أكثر المتضامنين مع الشعب السوري، حيث عقدوا في إيطاليا أكثر من 50 ندوة ومؤتمر في أغلب المدن الايطالية (روما – ميلانو – تورينو – نابولي)، ونظموا معرضا للصور الضوئية لفضح الجرائم الإرهابية في سورية، فيما يجري التحضير لمعرض أنتمي 2016، كما كان لهم مساهمة في المساعدات الإغاثية".


وأضاف أبو عباس "نحن كجالية سورية.. مهمتنا وقضيتنا ليس فقط الدفاع عن سورية بل تعريف العالم بها كمهد للحضارات والإنسانية والأبجدية".
بدوره، قال أمين سر الجالية المهندس أكرم عامر: "نعمل على خلق تواصل بين الشباب السوري والإيطالي من خلال تبادل المعلومات والثقافات، والتنسيق فيما بينهم. وأضاف : "جاليتنا في إيطاليا كانت دائماً القدوة لجميع الجاليات السورية في العالم حيث أننا رغم البعد عن وطننا فكل إنسان منا هو جندي في خندقه، وشجعنا الجاليات الأخرى وكانت البداية بقيامنا بمعرض الصور الضوئية الذي نراه اليوم في دول أخرى".


من جهتها، أكدت رئيسة منظمة (سوليد) الإيطالية أن "الواقع في سورية مختلف تماماً عما تنقله وسائل الإعلام الغربية، فكل ما قيل لنا بأن هذه الحرب هي "حرب أهلية".. "حرب أديان" أرادتها القيادة السورية، كان كذباً ونفاقاً بعد أن اطلعنا على حقيقة الأمور في سورية".


رئيسة (سوليد) أضافت إن كذب الإعلام الأوروبي أثبتته أمور عشناها حقيقة في سورية قائلة: "هذا يستشف من أصغر الأمور، حينما ترى بائع الخضار يضع على محله علم الجمهورية العربية السورية، وحينما ترى الأم التي استشهد ابنها وتقول حتى لو كان عندي عشرة أبناء آخرين سأقدمهم قرباناً لهذا الوطن". "زيارتنا لسورية هي من دلنا على الحقيقة وبدورنا سنكون الصوت المكبر في أوروبا لنخبرهم بأن ما تقوله وسائل إعلامهم كذب بكذب وأن الحقيقة في سورية مخالفة تماماً لما يروج لها في بلادنا، نحن من خلال عملنا المتواضع عن طريق المظاهرات والندوات أو الإعلام والمنشورات والمقالات والمحاضرات أو أي وسيلة تتاح لنا نحاول أن نقارع هذا الكذب إلى جانب الدفاع المعنوي".


وفي نهاية اللقاء، كان لنا حديث مع رئيس الهيئة الأوروبية للدفاع عن سورية جيوفاني فيولا، الذي أشار إلى الرابط الحقيقي بين السوريين والايطاليين بالقول إن "السوريين هم أشقاء حقيقيون.. المسألة ليست مسألة صداقة فقط.. لقد تتوأمنا مع السوريين .. لقد رأينا المرأة الإيطالية بعين المرأة السورية، رأينا بسواعد السوريين سواعد آبائنا، رأينا بتاريخ سورية انعكاس لتاريخ إيطاليا، لم يكن لدينا خيار.. واجب علينا أن ندافع عن سورية حتى آخر رمق".


وذكر رئس  الهيئة الأوروبية للدفاع عن سورية أنه تم في إحدى الندوات التي أقيمت في مدينة (ميلانو) الايطالية "التأكيد على أن الدفاع عن سورية هو دفاع عن إيطاليا وعن أوروبا وعن حوض البحر الأبيض المتوسط، ".


واعتبر فيولا أنه بما أننا مشتركون بالبحر الأبيض المتوسط فنحن أصحاب ثقافة واحدة وتاريخ واحد ومصير مشترك، ويردد دوماً للسوريين في إيطاليا .. " اليوم نحن ندافع عنكم في سورية وغداً أنتم ستدافعون عنا في إيطاليا".


وختم فيولا قائلاً: إن "أوروبا هي تلك الطفلة اليافعة على شواطئ سورية وأتى الإله الإغريقي "زيوس" وسرقها على حصان وأخذها إلى حيث هي الآن، وسميت أوروبا".


عدد القراءات: 5939

اخر الأخبار