شارك
|

رئيس الجالية السورية في إيطاليا: 70% من الشعب الإيطالي يفهم حقيقة ما يجري في سورية

تاريخ النشر : 2016-02-21

حوار: فرح مخيبر


إن لم نقاتل الإرهاب في سورية اليوم، غداً سنواجهه في إيطاليا.. شبان إيطاليون رفعوا صوتهم للدفاع عن سورية ومشاركة جيشها في حربه على الإرهاب.. متطوعون أبدوا استعدادهم ليكونوا على خط النار في مواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة التي غزت سورية وخاصة الغرباء منهم.. هذه المبادرة أو المشروع هو ما تضع الجالية السورية لمساتها الأخيرة فيه بالتعاون مع الجبهة الأوروبية للدفاع عن سورية.. إضافة لمبادرة تبنّي أبناء الشهداء بطريقة غير مباشرة من قبل عائلات إيطالية.. ومبادرات أخرى وملفات تقدّمتها الملفات الإغاثية.. كشف عنها رئيس الجالية السورية في إيطاليا الدكتور جمال أبو عباس لموقع Syria In في حوار خاص معه أثناء زيارته لدمشق.


مشروع ضخم لمكافحة السرطان أوقفته الأزمة


أبو عباس بدأ حديثه عن الجالية السورية في إيطاليا قائلاً: "بداية.. تأسست الجالية السورية في إيطاليا منذ حوالي 15 عاماً ويشرفني أنني من سعى لتأسيسها، هادفاً أن تكون جسراً بين إيطاليا وسورية لتبادل الثقافات والخبرات والعلم، بما يخدم مصلحة سورية وباعتبار المجتمع الايطالي قريب من المجتمع السوري"، مشيراً إلى أن "عدد الجالية قبل الحرب كان 16 ألف سورياً، إلا أن العدد تزايد بسبب الهجرة غير الشرعية، وبالنسبة لنا أي شخص يغادر سورية بشكل غير شرعي ويريد الانضمام للجالية لانقبل به، متمثلين بقول السيد الرئيس بشار الأسد "البلد ليس فندقاً إذا ساءت الإقامة فيه نغادره".


وعن حال الجالية منذ بداية الأزمة قال أبو عباس تميّزت الجالية قبل الحرب باتحادها، إلا أن البعض أضلّ الطريق، نحن لا نتّهم الجميع لأنه من الطبيعي الانقسام، إلا أن المال أعمى بصيرة البعض فتآمر وأنا شخصياً ممن حاولوا أن يدفعوا لي ولكني رفضت حباً وخوفاً على بلدي.


وأضاف أبوعباس "قبل الحرب على سورية أسسنا لمشروع ضخم جداً في سورية، هو أكبر مركز لطب الأورام الخبيثة في الشرق الأوسط، إضافة إلى سيارات جوالة تجوب المناطق النائية لفحص واكتشاف السرطان باكراً والمعالجة في إيطاليا، إلا أن الازمة جمّدت هذا العمل.


70% من الشعب الإيطالي يفهم حقيقة ما يجري في سورية


وأشار رئيس الجالية في إيطاليا إلى أن السوريين في إيطاليا كانوا سفراء فوق العادة، فهم لم يتركوا طريقة أو وسيلة لإيصال حقيقة ما يجري في سورية، من مسيرات ومؤتمرات وندوات ومحاضرات ومعارض للصور الضوئية، ولن أبالغ إذا قلت إن "70% من الشعب الإيطالي فهم وأصبح يعرف حجم المؤامرة على سورية وحقيقة الحرب عليها.. وباعتبار الشعب الإيطالي قريب من الشعب السوري، وعلاقاتنا منذ آلاف السنين مثلاً هناك في إيطاليا 7 باباوات من أصول سورية، إذاً..العلاقة قديمة ومتشابكة، فعندما كان يهجم الألمان على الرومان كانوا يأخذون مقاتلين سوريين من تدمر ليدافعوا عنهم".


جاهزون للقاء جميع الجاليات إذا كان يصب في مصلحة سورية


أبو عباس أبدى استعداده للقاء جميع الجاليات السورية إذا كان يصبّ ذلك في مصلحة سورية، قائلاً: "نحن مستعدون لأي تعاون لدعم سورية" مشيراً أن هناك تنسيق الآن للقاء الجالية السورية في روسيا وبولونيا.


وأضاف "نظمنا في 2012 أول مسيرة عالمية لدعم سورية في أوروبا شارك بها سوريو أوروبا وأمريكا، نحن نتواصل مع الجميع ولكن هناك صعوبة في التنسيق فيما بيننا، لذلك أرى من الأفضل أن يعمل كلّ فرد في بلده المقيم فيه ويقدم ما باستطاعته لسورية، علينا أن نركّز على دعم سورية وليس فقط أن نلتقي دون جدوى".


السياسة الايطالية تجاه سورية كانت أقل حدة من مثيلاتها في أوروبا.. والسبب؟


أكد رئيس الجالية أبو عباس أن الجالية لعبت دوراً كبيراً في السياسة الخارجية لإيطاليا تجاه سورية، فتحركاتنا كانت على مستوى إيطاليا كلها، بالإضافة إلى اتصالاتنا مع الإيطاليين من مختلف الأحزاب والطوائف.


لا يوجد ساحة في إيطاليا إلا وأقمنا فيها مئات المسيرات، حتى وصلنا إلى بروكسل ورفعنا العلم السوري في قلب البرلمان الأوروبي، وعدة مؤتمرات في البرلمان الإيطالي، وذلك كله لطرح قضيتنا والدفاع عنها، وبالنسبة للشعب الإيطالي وبعض قياداته هم يعلمون أن هذه الحرب هي مؤامرة على سورية، تخدم الولايات المتحدة والصهيونية العالمية. ذلك كله ساهم في تغيير سياسة إيطاليا تجاه سورية فأصبحت محايدة نوعاً ما.


 

"ارفعوا أيديكم عن سورية - تحيا سورية"


وأشار أبوعباس إلى الدور الكبير الذي لعبته الجبهة الأوروبية للدفاع عن سورية ومنظمة (سوليد) الإيطالية في التأثير على سياسة بلادهم الخارجية، من خلال تعريف الناس بعدالة القضية السورية وحجم التآمر عليها، لذلك شاركوا في معظم المسيرات التي نظمتها الجالية في إيطاليا، ومما يلفت الانتباه نراهم دائماً يرفعون المنشورات التي تحكي لسان حال من فهم اللعبة والمؤامرة على سورية "ارفعوا يدكم عن سورية - تحيا سورية"، ويرددون لنا دائماً "نحن اليوم ندافع عنكم وأنتم غداً ستدافعون عنا لأنهم باتوا يعلمون أن المؤامرة والإرهاب هو إرهاب عالمي وليس فقط في سورية بل سيمتد إلى كل دول العالم".


لا نوفر جهداً في البحث عن آثارنا المسروقة


قال أبو عباس إن الجالية تولي موضوع سرقة الآثار السورية والمعروضة في الشوارع الأوروبية للبيع أهمية خاصة، معتبراً أن المشروع هو صهيوني فـ "اسرائيل" تريد طمس هويتنا السورية ومسح حضارتنا، وتتعامل مع مجموعة من الخونة لاستجرار الآثار السورية لتقول لنا بعد مئة عام أنها حضارتها، تماماً كما فعلت في العراق فـ "أول كتاب لليهود كان في الموصل وهو اليوم في "إسرائيل".


وأكد أبو عباس أن ذلك كله كان دافعنا للقاء المعنيين في إيطاليا من علماء آثار وسياسيين،  وفي وقت سابق التقينا بعالم الآثار مكتشف مملكة إيبلا السورية الأثرية (باولو مانتيا) عدّة مرات، كما تواصلنا مع الخارجية الإيطالية وطلبنا منهم أن يعملوا على وقف تهريب وتداول الآثار السورية كما فعلوا مع العراق.


وأضاف أبو عباس لمسنا اهتمام الإيطاليين بالآثار، ووعيهم لخطورة تهريب الآثار السورية، وذلك من خلال معارض الصور الضوئية عن الآثار السورية، ورغم ذلك كانت إيطاليا محطة لعبور المسروقات إلى انكلترا وفرنسا، معتبراً أن "اسرائيل" وتركيا تشرفان على موضوع سرقة آثارنا والأمر أكبر من أن تستطيع الجالية إيقافه.


في السياق ذاته روى أبو عباس حادثة اكتشاف سرقة آثار سورية في أحد محلات الذهب في إيطاليا وتم التعامل مع الموضوع من خلال الأمن الإيطالي، مشيراً إلى الاستعداد للتعاون مع الحكومة السورية لاسترجاع القطع الأثرية المهربة.


الطليان أيضاً مستعدون للمساهمة في إعادة الإعمار


أكد أبو عباس أن واجب كل سوري مغترب لديه إمكانية مادية، أن يساعد بلده الأم، وباب الاستثمار مفتوح، وفي المرحلة القادمة يجب أن تتضافر جهود السوريين في الداخل والخارج لإعادة إعمار بلدهم، مشيراً أن هناك العديد من الإيطاليين مستعدون للاستثمار في سورية، كما أن عدد من السوريين أكدوا أنهم سيعودون بأموالهم لاستثمارها في بلدهم.


وعن الزيارة التي قامت بها الجالية، أضاف أبو عباس"قدمنا المعونات الإغاثية الطبية والغذائية للشعب السوري، وقدمنا جهازين غسيل كلى إلى مشفى الباسل بطرطوس"، مشيراً أن في هذه المرحلة يجب أن يتوجه الدعم للجيش السوري والشعب الصامد الواثقين من صموده، أما دعم الليرة وغيرها نعتقد أنها في المرحلة المقبلة أما اليوم توجهنا للدعم. فتحت في بداية الحرب دعمنا الليرة السورية، ولكن اليوم دعمنا متوجه للجيش السوري.


أنتمي.. 2016


خلال زيارتنا لسورية التقينا مع وزير السياحة عدة مرات وأخذنا منه مجسّم إلى إيطاليا عن (أول معاهدة سلام في العالم كانت في سورية) عُرض في إحدى الكنائس ولاقى قبولاً كبيراً من قبل الإيطاليين، ونحضر لخطة جديدة في 2016 لتنظيم العديد من الندوات والمؤتمرات.


ومبادرة (أنتمي 2016) ستكون تجربة جديدة عن طريق عرض مجسمات ستُباع كل منها بألف دولار وبيعها يعود ريعه إلى بنك سورية المركزي لدعم التراث السوري العالمي، كما أن المجسمات صممها فنانون سوريون عالميون هي (عن أول معاهدة سلام في العالم كانت سورية في إيبلا، وعن معلولا) وغيرها.


مشاريع قيد الانجاز


أكد أبو عباس أن الجالية السورية تضع لمساتها الأخيرة على مشاريع هامة، منها مشروع "المتطوعون الطليان" للقتال بجانب الجيش السوري، والآخر مشروع التبنّي المادي، لأبناء الشهداء لحين إنهاء الدراسة الجامعية.


وختم أبو عباس لقائه مع Syria In موجهاً دعوة لكل مغترب سوري لدعم الوطن الذي صمد خلال سنوات الحرب الخمس، فهو شعب جبار يستحق الدعم، قائلاً .."الوطن بحاجة إلينا.. وعلينا دعمه والوقوف إلى جانبه".


عدد القراءات: 5729

اخر الأخبار