شارك
|

متحفُ دير عطية شاهدٌ على عراقة تاريخ البلدة

تاريخ النشر : 2020-02-27

 

تقع مدينة دير عطية في منتصف الطريق الآخذة من دمشق إلى حمص، وتبعد عن دمشق خمسة وثمانين كم. يتربع المتحف فوق هضبة قليلة الارتفاع تقع في أقصى شمال المدينة، مطلة عليها جنوباً، وعلى بساتينها الغناء شرقاً.

 

ويعتبر متحف دير عطية الأكبر في "سورية" من حيث المساحة حيث تبلغ مساحته حوالي خمسة عشر ألف متر مربع، تميز بشموليته، وهو عبارة عن عشر مبان، فضلاً عن مبنى القلعة، ومنبى الفن الحديث، بنيت جميعها على مراحل متعددة وكلما دعت الحاجة إلى ذلك، إضافةً إلى الحديقة التي بحدّ ذاتها تعتبر متحفاً في الهواء الطلق، ويوجد فيها القطع ذات الحجم الكبير التي من الصعب تحريكها أو يستطيع أن يؤثر فيها أحد.
تعتمد طريقة العرض في متحف دير عطية على المادة الأثرية أي أن كل مبنى من مبانيه يضم نوعاً معيناً من التحف الأثرية كالفخار والزجاج وغيرهما طبقاً للتسلسل التاريخي.

تمّ البدء ببناء المتحف عام 1982 بمجهود شخصي من ابن البلدة البار "محمد ديب دعبول"، ثمّ عام 1991 صدر مرسوم تشريعي من الرئيس الراحل "حافظ الأسد" بتأسيس متحف "دير عطية"، وتم افتتاحه رسمياً عام 1999، وأهدي بكلّ موجوداته ومقتنياته لوزارة الثقافة - مديرية الآثار والمتاحف.

                      

كانت الفكرة بناء متحف لحفظ تقاليد وآثار منطقة "القلمون" بشكل عام، و"دير عطية" بشكل خاص، وبعد فترة أصبح المتحف يملك قطعاً على مستوى عالمي، وليس على مستوى "سورية" فقط. ويوجد فيه قطع تعود للقرن التاسع عشر والعشرين، وهي قطع فنية نفيسة على مستوى العالم تباع بمزادات علنية.

ويوجد قسم خاص بالنفائس يتألف من عدة مبانٍ أكبرها قلعة المتحف المؤلفة من طابقين اثنين، والتي تضم عدة أقسام منها قسم أسلحة الصيد، وأسلحة تقليدية شعبية من سيوف وخناجر وبنادق تستخدم من القرن الثامن عشر والتاسع عشر، ويوجد أيضاً الحديثة منها التي تستخدم اليوم، وأيضاً هناك قسم يوجد به مصابيح وقناديل ومخطوطات قديمة وحلي وأنواع مختلفة من المسجلات والتلفونات وغير ذلك من الأدوات القديمة.

أغلب القطع يتم شراؤها من الأهالي، أو يتم إهداؤها لـ"محمد ديب دعبول"، وهو بدوره يهديها للمتحف، وبعض القطع تكون إهداءات من أهالي "دير عطية" والمناطق المجاورة مثل "قارة"، "النبك" و"يبرود".

                     

أما الحديقة فهي باحات واسعة تحيط بالمباني رصفت أرضها بالحصى النهرية على شكل زخارف هندسية رائعة الجمال تشبه زخارف الفسيفساء القديمة.

وقد عرضت في هذه الباحات تحف أثرية مختلفة نذكر منها مجموعة من التوابيت الحجرية الرومانية، فضلاً عن الأعتاب البازلتية لبيوت وكنائس بعضها عليها كتابات يونانية إحداها تذكر تاريخ الإنشاء في عام 821 سلوقي/ ويعادله عام 509 ميلادي.

ويوجد أيضاً مجموعة قيمة من التيجان الكورنثية، والتماثيل البازلتية الرومانية التي يمثل بعضها الربة تيكة (حامية المدينة)، فضلاً عن العديد من الأبواب البازلتية الرومانية والبيزنطية التي كانت تستخدم في إغلاق المدافن المحفورة تحت الأرض، كما تحتوي هذه الباحات مجموعة من المعاصر الحجرية الرومانية التي كانت تستخدم لعصر الزيتون أو العنب. فضلاً عن مجموعة كبيرة من الأجران الحجرية التي كانت تستخدم في دير عطية خلال القرن الماضي لدق الكبة والذرة الصفراء.

 

يبلغ عدد القطع الأثرية والنفائس الشعبية حالياً في متحف دير عطية 9563 قطعة، ويزيد عددها عن 13 ألفاً من الآثار والنفائس الشعبية، جميعها معروضة في قاعات العرض في المتحف.


عدد القراءات: 13402