شارك
|

جادة السنجقدار.. قلب دمشق الممتلئ بالحركة

تاريخ النشر : 2020-03-04

 

يعدها البعض قلب دمشق لاحتضانها "ساحة المرجة"، وهي تضم عدداً من أسواق دمشق العريقة التي تصل أعمار بعضها إلى مئات السنين، معالمها القديمة تغيرت بعد الحريق الكبير الذي استفاقت عليه عام /1928/، وفيها تجمعت صالات العرض السينمائي في السنوات الأولى للاحتلال الفرنسي لدمشق.

                                                       

"السنجقدار" تعني من يحمل الراية خلف السلطان أو الأمير، ومن هنا جاءت تسمية المنطقة، وهي مركبة من لفظين: "السنجق"، وهي تسمية تركية بمعنى العلم أو الراية أو الرمح، و"دار" وتعني "مُمسكاً" أو "حاملاً"، والمعنى العام "حامل الراية"، وأطلق عليه الاسم من خلال محمل الحج الدمشقي؛ إذ كانت الراية تحمل إلى جانب المحمل عند خروج الناس لأداء فريضة الحج أثناء فترة الاحتلال العثماني في تقاليد معروفة يشرف عليها والي "دمشق" العثماني.

 

حدود هذه الجادة تبدأ جنوباً من جامع السنجقدار نزولاً مع الطريق الرئيسي الواصل إلى جسر الثورة وحتى جامع الشامية شمالاً، وتضم أيضاً ساحة المرجة في الغرب وسوق القرماني وسوق العتيق وسوق الهال القديم ووصولاً إلى بداية سوق السروجية شرقاً.

                                                    

لقد كانت "جادة السنجقدار" وماتزال سوقاً تجارية، احتوى الكثير من المحال التجارية المتخصصة في بيع الحلويات الدمشقية والفواكه المجففة، إلى جانب الفنادق التي انتشرت في السابق مثل "لوكاندات كلوكندة سنترال" والتي كانت تقع فوق بداية سوق الخجا من الجهة الشمالية، إلى جانب مدخل سوق السروجية، و"لوكندة دار السرور" لصاحبها الحاج "داوود آغا الشيخاني" التي احترقت إثر حريق السنجقدار عام 1928م.

 

ففي عام /1928/ تعرض القسم الجنوبي من جادة السنجقدار والمتاخم لسوق التبن إلى حريق كبير نجم عن اندلاع النار من "سينما النصر" الكائنة عند زاوية "جادة الناصري"، حيث كانت هذه الجادة مكاناً يضم عدداً من صالات العرض السينمائي، ما أدى إلى امتداد اللهب إلى المحال التجارية والبيوت الخشبية المجاورة فاحترقت جميعها بما في ذلك جادة الناصري والفنادق المجاورة وجزء من "سينما زهرة دمشق" عند ساحة المرجة.

                                                     

أعيد تنظيم محلة السنجقدار بعد الحريق فتبدلت معالمها وفتحت فيها جادات جديدة أطلقت عليها تسميات اختلفت عن سابقتها بعض الشيء وكانت التسمية البديلة "شارع الفرات".

 

وشهدت منطقة "السنجقدار" انطلاق خط "الترامواي" (الترام) في العاصمة، وكان الخط يصل بين ساحة "المرجة"، وحي "الميدان.

 

تضم جادة السنجقدار العديد من المعالم المعمارية، فإلى جانب "جامع السنجقدار" و"جامع يلبغا" والصالات السينمائية الكثيرة، نجد أن هذه الجادة احتضنت عدداً من الفنادق كـ"الفيحاء، الجامعة العربية؛ الاتحاد العربي، الأمراء، الفندق الأموي، قصر الرغدان، قصر عابدين الكبير"، ومن المطاعم "مطعم الإدلبي" و"مطعم علوان"، ومن الصحف "صحيفة النضال" للدكتور "سامي كبارة"، و"صحيفة العالم" للمهندس "موفق الميداني"، أما المجلات التي تواجدت مكاتبها في هذه الجادة فكانت "الدنيا" لعبد الغني العطري، "الفن والراديو" لعثمان شحرور.
والحي حالياً خالِ تماماً من السكن، فهو حي تجاري وخدمي بحت.

 


عدد القراءات: 14430

اخر الأخبار