شارك
|

ست مرخو.. اول قرية استقر فيها الانسان بعد افريقيا

تاريخ النشر : 2020-05-07

تتبع قرية ست مرخو الساحرة لمحافظة اللاذقية وتبعد عن المدينة11 كم، تسكن القرية عائلات يعود قدمها إلى نحو 300 سنة، وترتفع عن سطح البحر حوالي 137 مترا".

 

تعد هذه القرية من القرى الساحرة الوصف والسياحية بإمتياز حيث يوجد ضمن الحدود الإدارية للقرية مناطق سياحية أثرية وهي منطقة جبل يرزين ودوله والعين الأثرية (عين الست)، فهي موجودة منذ العهد الروماني في القرية.

                                      

أن الكثير من الاكتشافات تؤكد على أن قرية ست مرخو أقدم مكان سكنه الإنسان بعد إفريقيا. من هذه الاكتشافات آثار أقدم إنسان عاقل في العالم خارج القارة الإفريقية وهذا الإنسان يسمى (الهوموأرنتوس) هو في هيئة شخص منتصب القامة قدم إلينا من إفريقيا منذ مليون عام واستوطن ضفاف الأنهار والبادية التدمري.

 

وقد عثر الباحثون على مخلفات الإنسان ضمن ترسبات السرير الأعلى لنهر الكبير الشمالي التي تعود إلى العصر الجيولوجي الرابع وكان من تلك المخلفات المكتشفة الادوات الصوانية هي عبارة عن فؤوس حجرية ضخمة مصنوعة من الصوان على شكل فأس له قبضة مستديرة وحدّان ورأس مدبب تعود إلى مليون سنة تقريباَ.

                                                            

حيث أكدت هذه الأدوات أن قرية (ست مرخو) هي أقدم قرية في قارتي آسيا وأوروبا، إذ أعطيت لقباً علمياً وحضارياً ذا دلالات تاريخية وحضارية مهمة.

 

وأصبح اسم ست مرخو من الأسماء المعروفة في العالم كله، كذلك غدا مصطلح الساموكيون والساموكية من المصطلحات الأثرية المتفق عليها عند جميع الأوساط العلمية.

 

ومن أشهر خرائب ست مرخو: الأنزوكية، أرض الجرف، الأبرشية، المعاصر، عين ضريفة الدولا، أرض العزولا وخربة أرض الزيتونة وغيرها، وتتناثر في هذه الخرائب الكسر الفخارية العائدة إلى العصور اليونانية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، وعثر في القرية على حجر كتب عليه بلغة قديمة لعلها الرومانية إضافة إلى العثور على مصنعات عاجية من سن الفيل فيها.

                                                  

 لهذا ولغيره ليس غريباً أن تغدو ست مرخو قرية عالمية ذات أهمية أثرية وإنسانية عظيمة، وخاصة أن الإنسان سكنها منذ مليون سنة قبل الميلاد وفيها شكل أول مستوطنة زراعية خارج القارة الإفريقية، وهي الدليل المادي الأول على سكنى سورية واللاذقية تحديداً في عصور ما قبل التاريخ وتعاقبت تلك السكنى لتشمل العصور الأشولية والوسطى والحديثة وما بعدها .

 

أن اللقى التي عثر عليها في ست مرخو    تؤكد أن منطقة شرق المتوسط هي أول منطقة استقر فيها الإنسان بعد إفريقيا والأهم أن الحياة استمرت منذ ذلك الحين حتى وقتنا الحاضر دون انقطاع بسبب ظروف الحياة الملائمة.

 


عدد القراءات: 13318