شارك
|

عين الفيجة... بلدة الينابيع والعيون

تاريخ النشر : 2020-07-15

تقع بلدة عين الفيجة غربي مدينة دمشق وتبعد عنها نحو 24كم، على ارتفاع 860 م عن سطح البحر، ضمن وادي بردى الضيق، وتمتد بين سلاسل جبلية شاهقة: الهوات من الشمال (ارتفاعه 1540م)، والقلعة من الغرب والشمال الغربي (ارتفاعه 1250م)، والقبلي، ذو انحدار شديد، من الجنوب (ارتفاعه 1225م).

 

 

                      

تشتهر البلدة بينابيعها ومنها: عين دورة، عين الويات، عين السادات وأهمها نبع الفيجة (ينبع من جبل القلعة) الذي يزود مدينة دمشق بمياه الشرب (وسطي غزارته 8م3/ثا)، وهو الذي أعطى البلدة اسمه ويعتقد أن "فيجة"  كلمة يونانية أصلها "بجة" وتعني نبع الماء، وهو دليل على قدمها، والذي تم استعماله منذ أقدم العصور واتخذ مكاناً للعبادة. ومياه هذا العين تتفجر بغزارة مدهشة من كهف في أسفل الجبل ثم ترفد مياه نهر بردى بأكثر من نصف مياهه التي يحملها إلى دمشق. وقد حفرت الكثير من الأقنية التي أوصلت مياه الفيجة إلى دمشق ويعود أقدمها إلى العصر الروماني (على أقل تقدير)، ويمكن مشاهدة بقاياها في الكثير من قرى وادي بردى.

 

كما تم تمديد قناة جديدة في عهد والي دمشق حسين ناظم باشا (تولى دمشق ثلاث مرات أطولها بين 1312- 1321هـ)، وكانت من الأنابيب الحديدية وعُرفت باسمه، بعدها وفي سنة 1925 بدأ مشروع تمديد مياه الفيجة من جديد إلى دمشق وانتهى سنة 1932، حيث تم حفر قناة في جوف الجبال الصخرية حتى الخزان الأعلى في جبل قاسيون، بطول 18كم. وهي مؤلفة من أربعين نفقاً، وثلاث قنوات مبنية، وأربعة جسور في الأودية الكبيرة (يتراوح طولها بين 15-50متراً). كما تم بناء خزان كبير فوق النبع سنة 1931، ويستند جداره الغربي على أحد جدران بناء المعبد العائد إلى العصر الروماني، وتم توسيع الخزان في العصر الحديث أكثر من مرة.

       

                         
ذكرت عين الفيجة في العديد من المصادر العربية ومنها "معجم البلدان" لياقوت الحموي (626هـ)، و"ذخائر القصر في تراجم رجال العصر" لابن طولون الحنفي (توفي سنة 1153هـ).

 

يُعد معبد عين الفيجة من أهم هذه المعابد في بلاد الشام وأكثرها تميزاً.  واليوم تعد عين الفيجة  مركز سياحي واصطيافي حيث المنتزهات العامرة بالزوار لاعتدال مناخها ووفرة المياه فيها بالإضافة إلى جمال الطبيعة فيها.


عدد القراءات: 11198