شارك
|

هل تعرفون أين يقع قلب دمشق الأثري و ملجأ المحتاجين؟

تاريخ النشر : 2021-11-05
وسط العاصمة دمشق، وإلى الغرب من ساحة الشهداء (المرجة) تقوم أروع عمارة إسلامية ذات طابع دمشقي، حيث تعد من أهم الآثار المعمارية التي تقع وسط العاصمة الأقدم في التاريخ، تضم مسجدًا ومتحفًا وسوقًا. 
 
 
إنها "التكية السليمانية، سميت بذلك نسبة إلى السلطان سليمان القانوني الذي أمر ببنائها عام 1554 م في الموضع الذي كان يقوم عليه قصر الظاهر بيبرس المعروف باسم قصر الأبلق في مدينة دمشق، تبلغ مساحتها أحد عشر ألف متر مربع.
 
 
لفظة "تكيّة" تعني في اللغة التركية المطعم العمومي للفقراء والدراويش يأكلون فيه وقد يبيتون، حيث كانت تخدم عابري السبيل والفقراء وتؤمن لهم الطعام والمأوى والتعليم، وكانت مكاناً فسيح يستقرّ فيه الحجّاج من تركيا وآسيا الوسطى وأوروبا في طريقهم للديار المقدّسة.
 
    
 
التكية "نسيم الشام"، بناء من تصميم المعماري التركي معمار سنان، أشهر معماري عثماني، وأشرف على بنائها المهندس ملا آغا، بدأ بناؤها سنة 1553 م وانتهى سنة 1559 م في عهد الوالي خضر باشا، أما المدرسة الملحقة بها فتم بناؤها سنة 1566 م في عهد الوالي لالا مصطفى باشا.
 
 
التكية السليمانية، أجمل الشواهد على العمارة العثمانية في دمشق، تضم قسمين: كبرى "الغرب" وصغرى "الشرق"، الكبرى وتحتوي على مسجد ومدرسة، أما التكية الصغرى، وتتألف من حرمٍ للصلاة وباحة واسعة تحيط بها أروقة وغرف تغطّيها قباب متعددة، كانت مأوى للغرباء وطلبة العلم.
 
 
هذه الحكاية، التي يقارب عمرها الـ 5 قرون، أروقتها مسقوفة بقباب صغيرة، ووراءها قباب أكبر تسقف غرفاً كبيرة، أما مسجد التكية الرائع فيقع في الجهة الجنوبية منها، ويتميز بمئذنتيه النحيلتين الرشيقتين، وهما متساويتان في الارتفاع والشكل، ويمثلان طرازاً جديداً في المآذن لم يكن معروفاً في دمشق قبل بناء التكية. 
 
  
 
الجهة الشمالية من التكية، تتألف من غرف كبيرة مسقوفة بالقباب وترتكز على أعمدة حجرية داخلية، وفي التكية سوق تجاري يتألف من 22 حانوتاً لتوفير احتياجات الحجاج وهم في طريقهم إلى مكة المكرمة. 
 
 
و أبرز ما يميز هذا المعمار المحمّل برائحة الماضي، مئذنتاه النحيلتان اللتان تشبّهان بالمسلّتين أو قلمي الرصاص لشدة نحولهما.
 
  
 
تعد التكية السليمانية اليوم من أهمِّ الأسواق الشعبية، التي حفظت التراث الدمشقي وحرفه الأصيلة من خلال تدريب الشبّان، حيث ساعدت التكية الحِرفيين الشعبيين كثيراً، فروَّجت من خلال سوقها لمنتوجاتهم، وأصبح لديهم جمهور واسع.
 
 
التكية السليمانية، هذا الموروث العتيق تبقى دوما بحاجة لأن تكون في عيون المعنيين للحفاظ عليها عبر ترميمها و جعلها مصبّ الاهتمام.
 
  
 

عدد القراءات: 6910

اخر الأخبار