المواقع الأثرية في مدينة تدمر المعروفة باسم “لؤلؤة الصحراء”، واحدة من ستة مواقع سورية أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) على لائحة التراث العالمي للإنسانية.
معبد بعل شمين...
هو معبد قديم في مدينة تدمر بسورية بني عام 32م مخصص لإله الكنعانيين بعل شمين اكتشفه علماء آثار سويسريين في الفترة ما بين 1954 و1956 حيث يتواجد المعبد بقرب العديد من المنشات الاثرية ويمثل هذا المعبد أهم وأجمل الأبنية الأثرية المحفوظة في مدينة تدمر.
ولقد بُني المعبد على أنقاض معبد آخر مبني بالطين، واكتمل بناؤه في القرن الثاني الميلادي. وكُرّس لعبادة الإله بعل، ويرحبول (رب الشمس)، وعجل بعل (رب القمر). وكان مقرّاً لمجمع الأرباب التدمريين. وهو أقدم من معبد بعلبك بقرن كامل، وكان المعبد الأول يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد، ثم تهدّم في الحرب بين التدمريين والرومان عام 272م، وكذلك في ثورة التدمريين عام 273م.
ويتألف المعبد من ساحة وهيكل تحيط به جدران خرّبتها الزلازل في بعض المواقع وأُعيد بناؤها بسرعة وبشكل عشوائي. يحيط بها رواق أعمدته كورنثية، وأسقفها كانت خشبية عليها نقوش دينية ونباتية.
وتوجد في المعبد نقوش مطلية بالألوان يزين البيض معظمها، وهو رمز الحياة والخلود، كما توجد نقوش لموكب ديني تتقدمه وتتبعه مجموعة من النساء وجمل يحمل تمثال الإله بعل، يسير الحجّاج أمامه مع أضاحيهم. وعلى الوجه الخلفي للكتلة تتمة الموكب وهو من حجّاج يحملون البخور.
وتعطي هذه النقوش فكرة عن الطقوس التي كان الحجّاج يقومون بها في ذلك المعبد .
وكان سكان المدينة قبل وصول المسيحية في القرن الثاني بعد الميلاد، يعبدون الثالوث المؤلف من الإله بعل ويرحبول (الشمس) وعجلبول (القمر). وفي مطلع العهد البيزنطي انتشرت المسيحية فصار الهيكل كنيسة لا تزال آثارها باقية، فعلى الجدار المقابل للمدخل تبدو آثار قوس المذبح، وعلى الجدار الغربي بقايا فريسكو، تمثل الملائكة ورسوم كنسية.
يتضمن المجمع المعماري المخصص لبعل شمين أربع باحات بأروقة استُخدمت لإقامة مختلف الاحتفالات الرسمية والطقسية، ولعرض تماثيل للمتبرعين وان هيكلية المعبد بالحالة التي احتُفظ بها لغاية شهر أغسطس/آب من العام ٢٠١٥، قد شهدت عمليات ترميم وتحسين حوالي العام ١٣٠ بفضل سخاء أحد الأثرياء التدمريين كان يعرف باسم أغريباس. وقد ذُكرت أفعاله الخيرية على قاعدة تمثاله المثبت على أحد أعمدة الواجهة.
ويشغل المعبد واحدة من الباحات الأربع الموجودة في الهيكل، وفقاً لنموذج كان متعارف عليه في الشرق الأدنى القديم و يتخذ معبد بعل شمين شكل معبد إغريقي- روماني ذي واجهة معمّدة مع ستة أعمدة تحيط بالجزء الأمامي تعلوها تيجان كورنثية وتتخللها قواعد لحمل التماثيل والكتابات.
أما الجزء المقدس من المعبد أي المصلى كان عبارة عن مبنىً صغير تبلغ مساحته حوالي ٢٠٠ م مربع و تقاسيمه الداخلية أشبه بالهندسة الدينية الشرقية إذ أن المساحة منقسمة إلى ثلاثة أماكن مخصصة لقدس الأقداس، مع زينة وهمية على شكل أبواب ونوافذ وتشتمل المساحة الداخلية كذلك على كوة ضمن حنية ذات نموذج فريد وضع فيها تمثال الإله وهو متربع تحت مظلة، حيث أن المعبد لم يكن مسقوفاً على الأرجح. قاد عالم الآثار السويسري بول كولار حملة تنقيب أثري في تدمر في خمسينيات القرن الماضي دامت عدة أسابيع، توصل خلالها إلى تفكيك الإنشاءات البيزنطية التي حلت محل البقايا الحجرية التابعة لقدس الأقداس.
مارينيت رحال