شارك
|

هل هناك قصر عظم في حماة؟

تاريخ النشر : 2022-06-14

د.خيرية أحمد

 

قصر العظم في حماة أقدم من قصر العظم في دمشق وقد بني قبله بعشر سنوات تقريباً، وفيما يلي لمحة تاريخية مع الصور عن هذا القصر الجميل ..

 

يعتبر قصر العظم في حماة واحد من أجمل الأوابد العمرانية والأثرية الموجودة على نهر العاصي ومن فوق سطوحه يرى الناظر ويسمع النواعير التي تشدو بغنائها على كلا ضفتي النهر .

 

شرع ببناء القصر أسعد باشا العظم سنة 1740 م 1153هـ كمقر لحكم متسلم حماة, ومن بعد تابع البناء ابن أخيه نصوح باشا العظم عام 1780م/1195هـ وهو الذي حول القصر من مقر للحكم إلى مكان خاص بالحريم وابتنى قسماً خاصاً بالرجال والضيوف ليقوم بعد ذلك أحمد مؤيد باشا العظم بإتمام البناء بالفترة الواقعة بين عام1820م- 1830م/ 1236هـ- 1246هـ.

 

في عام 1920م تم شراء القصر من قبل جمعية دار العلم والتربية الأهلية بحماة ليصبح مدرسة، واستمر القصر على هذا الحال حتى عام 1956م حيث تحول إلى متحف إقليمي لمدينة حماة ومحافظتها.

يعتبر قصر العظم مثالاً للبيت العربي الشرقي الأصيل الكامل حيث أنه يتألف من أربعة أقسام هي:

  1. الحرملك- دار النساء - (وهو القسم الجنوبي من القصر) وفيه شجرة المالونيا التي تكلمنا عنها البارحة وهي مزروعة في باحته الجميلة ، كما يحتوي إيواناً جميلا زخرف صدره بلوحة جدارية رائعة، وفي الطابق العلوي من هذا القسم توجد قاعة الذهب الشهيرة ذات القبة العالية والمكسية جدرانها بالخشب المزخرف بطريقة العجمي والرخام المشقف والحجارة المتناوبة باللون.
  2. السلاملك- قسم استقبال الرجال - (وهو القسم الشمالي من القصر..)
  3. الحمام ويقع بين القسمين السابقين.
  4. )الإسطبل وغرف الخدمة  

شجرة المالونيا الشهيرة:

هي شجرة فريدة في حماة وقد كانت هدية لوالي حماة (الذي كان من آل العظم) قدمتها له سيدة أوروبية منذ فترة تزيد عن مئة عام، حيث تمت زراعتها في باحة الحرملك في القصر وبالقرب من بحرة السباع المتسعة .

 

هذه الشجرة كانت تزهر لفترة 20 يوماً فقط في العام وتحديداً في هذه الأوقات من السنة بحيث تنتج زهراً حساساً رقيقاً أبيض اللون وذو رائحة فواحة، لكن عندما يقوم الإنسان بشم رائحة عبيرها تتأثر الزهرة بتنفسه (بغاز الكربون) فتتحول إلى وردة سوداء يابسة في يوم واحد.

كان يتم قطاف أزهار هذه الشجرة وتجمع حول بحرة السباع ليصار توزيعها كهدايا لمختلف الجهات والشخصيات في حماة من قبل إدارة المتحف.

 

 أحب الحمويون هذه الشجرة فصارت شجرة المالونيا بقصر العظم مصدراً لنشر هذا النوع من الأشجار في حماة، وبالفعل كان يتم أخذ أغصان منها لإكثارها وبعضها نجح فنجد الآن هناك أشجار في متحف حماة الجديد بطريق حلب وأيضاً بحديقة أم الحسن وغيرها ببعض بيوتات حماة القديمة .

المهندس مجد حجازي

 


عدد القراءات: 3632

اخر الأخبار