شارك
|

قلعة صلاح الدين صرح أثري في اللاذقية جدير بالاهتمام

تاريخ النشر : 2022-06-28

خاص: نور الهدى حسن

 

تقع قلعة صلاح الدين شرقي مدينة اللاذقية قرب مدينة الحفة متربعةً على قمة صخرية ممتدة طولاً على ارتفاع 410 متر عن سطح البحر، وتعد من أهم القلاع الأثرية في سورية وأضخمها وسط مناظر طبيعية خلابة.

 

مرت القلعة خلال تاريخها الطويل بثلاث فترات: الفترة البيزنطية- الفترة الصليبية - العصر العربي الإسلامي.

 

الأستاذ زهير حسون مشرف في قلعة صلاح الدين قال لموقع "المغترب السوري": "تعود أقدم الإشارات التاريخية حول قلعة صلاح الدين للقرن الرابع قبل الميلاد وذلك عند الحديث عن قلعة (سيغون) أو قلعة صهيون Sigon"" لدى المؤرخ اليوناني أرين الذي يعتقد أن سلطة أرواد كانت ممتدة حتى مدينة سيغون كما دخل الاسكندر الكبير الى سورية بعد معركة أسوس عام ٣٣٣ قبل الميلاد، فيما بعد استولى الإمبراطور البيزنطي تزمسكسس على الموقع من الحمدانيين عام975 م، من المفترض أنه تم بناء التحصينات والقليعة والسورين الخارجيين منذ ذلك الحين."

وأضاف الأستاذ حسون: "استولى الصليبيون على القلعة واللاذقية عام ١١٠٨م حتى جاء صلاح الدين حيث سلم القلعة بعد فتحها للأمير ناصرالدين منكورس فيما اتجه صلاح الدين باحثاً عن قلاع أخرى لاحتلالها، وعند وصول صلاح الدين للقلعة، فرض عشر دنانير على الرجال وخمسة على النساء ودينارين على الأطفال والذين يرفضون دفع الجزية يمكنهم الرحيل."

 

وأردف قائلاً: " تضاءلت قيمة القلعة عسكرياً بعد القضاء على الدولة البيزنطية ودخول سورية الحكم العثماني إلى أن حصل الصراع الأخير عام ١٨٤٠ م بين إبراهيم باشا بن محمد علي باشا حاكم مصر حيث خاض حرباً طاحنة مع العثمانيين فقصفت القلعة قصفاً عنيفاً ولحقت بها أضرار بالغة ثم هجرت القلعة فترة من الزمن وسكنت من قبل الثوار أثناء الانتداب الفرنسي على سورية، وقامت فرنسا لاحقاً بترميم أجزاء من القلعة والقصر الأيوبي والجهة الشرقية جانب برج الملك."

وأوضح الأستاذ حسون بالتفصيل كيف تتوزع القلعة بأقسامها الأربعة قائلاً:

 

تنقسم القلعة الى أربعة اقسام وهي:

 

 A1و A2 و A3 و A4

 

خلال الحكم المملوكي تم إضافة بناء واحد هو حمام الجنود، ومساحة القلعة الإجمالية حوالي ٥٥دونم.

 

A1: هو السور البيزنطي الأول للقلعة ويوجد سور ثاني بجانب برج الملك والسور الثالث اكتشف بالإسطبلات.

 

A2: القسم الثاني يعد مركز القلعة البيزنطية ويمتاز ببقايا القصور البيزنطية.

 

فيما يتميز الجزء المنخفض من القلعة A3 بوجود كنيستين وخزان مياه للسكان المدنيين.

 

أما القسم الرابع A4 عبارة عن معصرة زيتون متكاملة الأجزاء.

 

وأضاف حسون: "استكمل الصليبيون حفر الخندق الذي بدأ به البيزنطيين بطول ١٦٠ متر وعمق ١٢٠متر وعرض٢٠متر. حيث تم استخدام أكثر من ١٧٠ ألف طن من الحجارة لاستكمال بناء الأبراج للدفاع والاسطبلات."

 

تجدر الإشارة إلى وجود بعثات تعمل على التنقيب وترميم القلعة حالياً بدعم من وزارة السياحة للحفاظ على البناء دون تشويه ملامحها الأثرية.

 


عدد القراءات: 3583