شارك
|

قلعة مصياف بأبراجها وبواباتها رمز للقوة وللمناعة

تاريخ النشر : 2022-11-06

تقع قلعة مصياف على الجانب الشرقي للمدينة التي تحمل اسمها في محافظة حماة، وسط غرب سورية، على قمة تل متدرج الانحدار من الحجر الجيري الطبيعي، وتطل بارتفاع 20 متراً على مناظر جبال سورية الطبيعية في النهاية الشرقية لمصياف، حيث تتماشى أسوارها الخارجية مع الخطوط العامة للمرتفع الصخري المتطاول الذي تنتصب فوقه، آخذةً شكلاً بيضاوياً مماثلاً لشكل القاعدة القائمة عليها.

 


اختار البناة الأوائل مكان القلعة الاستراتيجية المتميزة على شبكة الطريق الواصلة بين الشمال والجنوب والداخل والساحل، فاختاروا هضبة صخرية تشكل القاعدة وهي قاعدة بيضوية ثم تم تشذيب أطرافها لتصبح أكثر حدة وتساير الأسوار الخارجية للقلعة.

 


للقلعة مدخل من الجهة الجنوبية الشرقية وهي الجهة الأضعف في القاعدة الصخرية من حيث إمكانية الوصول ويبدو أنه مبني على مراحل أما وضعه الحالي فيأخذ شكلاً منكسراً، حيث يصعد إليه بدرج كان يتقدم ببرج متقدم، أما الطابق الثاني في القلعة فيشمل عدداً من الأقبية المبنية فوق سطح الطابق الأول والجزء السفلي من الأبراج الداخلية والمؤلفة أغلبها من الطابقين الثاني والثالث .

 


إن الأبراج الخارجية للقلعة غير متشابهة فبعضها له شكل مربع يرتفع إلى ثلاث طبقات وبعضها مضلع، أما القــسم الداخلــــي فقد بني اعتماداً على مخطط القلعة البيزنطية التي يعود تاريخها إلى نهاية القرن العاشر الميلادي ويحوي هذا الجزء الطابق الرابع من القلعة، حيث توجد أبراج تطل على الممرات الداخلية للقلعة ويحوي عدداً من الغرف والمستودعات وقد تم تغيير مواصفاته.

 


وكان لموقع القلعة أهمية عسكرية واقتصادية كبيرة بالنسبة إلى الرومان والبيزنطيين، فقد أمَّنت لهم طرقاً سالكة إلى طرابلس الشام والبقاع اللبناني وأنطاكية وحمص وحلب وحماة ومعرة النعمان والساحل السوري. وشكل موقعها نقطة حماية هامة على الخط الدفاعي، الذي يضم أيضاً قلعة الحصن وبرج صافيتا وقلعة صلاح الدين، ولا تزال أبراجها وبواباتها قائمة كرموز لقوة ومناعة أسوارها.

 


لاقت القلعة اهتمام ورعاية دولية حيث قامت مؤسسة الآغا خان للثقافة منذ عام 2000 بجهود مباشرة كبيرة اثمرت عن ترميم وتأهيل قلعة مصياف الاثرية.

 

د.خيرية أحمد 

 


عدد القراءات: 3773