شارك
|

قلعــــة حمــــاة.. عراقة الحضارة وأصالتها

تاريخ النشر : 2023-01-22

تقع قلعة حماة فوق تل صنعي في الجزء الأوسط الشمالي من مدينة حماه الحالية على الضفة اليمنى لنهر العاصي الذي يحدها شمالاً، في حين يحدها من الشرق منطقة الحاضر الكبير، وأسواق ابن الرشد وسوق الطويل من الجنوب، أما من الشمال فتحدها منطقة المدينة.

 

بُنيت القلعة خلال القرن الثالث قبل الميلاد على جبل القلعة القديم على غرار قلعة حلب، حيث يحيط بها الخندق الذي يملأ بماء، ويقع فوق الخندق خمسة جسور تصل باب القلعة وما يلي الخندق، وقد وجد فيها درج على كل من جانبيه أسد ومذبح من حجر البازلت، كما عثر فيها على لقى كثيرة جرار وحلي تمثل الحضارات المختلفة التي تعاقبت عليها عرضت في متحفي حماة وحلب.

 

ويعود بناء القلعة إلى العصر السلوقي عندما أعاد بناءها الملك سلوقوس الأول في القرن الثالث قبل الميلاد على أنقاض قلعة حثية من الألف الثاني قبل الميلاد بعدها قلعة آرامية من القرن العاشر قبل الميلاد، حيث أعاد العرب الآراميون بناء القلعة بعد تدميرها من قبل الآشوريين وازدهرت في زمانهم، وكانت من أهم ممالك المدن الآرامية.

 

فترة ازدهار القلعة كانت خلال العهود الإسلامية. ففي الفترة العباسية احتلها القرامطة سنة 291 هـ، واستعادها المستكفي العباسي، ثم آلت إلى صالح ابن مرداس الكلابي صاحب حلب، حيث بدأ إعادة إعمار القلعة وتحصينها، في عام 1157م، ضرب الزلزال قلعة حماة، ثم هاجم المغول القلعة وهدموها سنة 1258م فرممها وحصن أسوارها «نور الدين الزنكي»، وبقيت بحوزة الأيوبيين الذين بنوا ما تهدم من أسوارها وأبراجها وأعادوا تحصينها، كما هدمها تيمور لنك عندما اجتاح حماة عام 1400م. أعاد الظاهر بيبرس بناء المدينة وقلعتها، معيداً لها هيبتها، ليأتي فيما بعد العثمانيون، حيث فقدت القلعة أهميتها العسكرية وتعرضت للتخريب فلم يبق من عمارتها شيء.

 

دلّت التنقيبات الأثرية على أن القلعة مؤلفة من ثلاث عشرة طبقة أقدمها يعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد، وأحدثها من العصر المملوكي.

 

القلعة اليوم هي عبارة عن تل ترابي بقي منها التصفيح الحجري الذي يحيط بالتل القديم الذي تقوم عليه القلعة، ويُظهر أجزاءها حتى الآن، لكن الحفريات الأثرية كشفت تحصينات تعود حتى الألف الثاني ق.م، وقدتم تشجير قمتها، وتحويلها إلى متنزه طبيعي شعبي يرتاده أبناء المدينة للراحة والاستجمام.

 

 


عدد القراءات: 3473