شارك
|

رزق الله على إيامك يا ترامواي... دمشق

تاريخ النشر : 2015-06-03

قبل أكثر من مائة عام سارت (الحافلات الكهربائية) الترمواي لأول مرة في العاصمة السورية دمشق، واحتل خط الترام في سورية المرحلة الثالثة عربياً، بعد الإسكندرية والجزائر، حيث انطلق الترام في دمشق عام1907.


بدأت تتبلور فكرة تأسيس الترام في دمشق بأواخر القرن التاسع عشر حيث تم الاتفاق عام 1889 بين أحد المستثمرين، وهو يوسف مطران وبين وزير "الأشغال النافعة" في الدولة العثمانية بتاريخ 5 كانون الأول عام 1889، على إنشاء الترام في مدينة دمشق، وتم تأسيس الشركة المسؤولة عن تنفيذ مشروع الترام.


وفي العام 1904 تم تأسيس شركة (العثمانية السلطانية للتنوير الكهربائي) بدمشق، ووضعت مشروع شامل لخطوط الترام وعرباته بين مناطق وأحياء دمشق، وقد قامت بتنفيذ المشروع شركة بلجيكية متخصصة برأسمال ستة ملايين فرنك في ذلك الوقت.
شاهد سكان العاصمة دمشق الترام في عام 1907 الذي شكل نقلة نوعية في التحديث والتطوير، وأصبح بإمكان السكان التنقل بواسطة عربة الترام، عوضاً عن عربات الكروسة التي تجرها الأحصنة.


بلغ عدد خطوط الترامواي أربعة خطوط، وهي خط ميدان شيخ محي الدين، وخط مهاجرين، وخط باب توما، وخط جوبر دوما، و كانت المرجة هي المحطة المركزية، وكانت تمتد رحلة الترام مروراً بالغوطة الشرقية حيث كانت تسير بين بساتين جوبر وعربين وزملكا وعين ترما وحرستا وصولا إلى دوما.


وتوالى فتح خطوط الترام بعد ذلك إلى دمشق القديمة وارتبطت غالبية مناطق دمشق بشبكة من سكك الترام، حيث كانت عربات الترام تجوب تقريباً كل شوارع وأحياء المدينة.


وتمت إزالة الترامواي من شوارع دمشق وتصفية الشركة وممتلكاتها عام 1962، بعد ظهور آليات أكثر حداثة وسرعة، وبقيت سكك الترمواي موجودة في الشوارع الدمشقية لتختفي تدريجياً، مع حنين الناس لها، وخاصة أولئك الذين جربوها وتركوا ذكرياتهم بين مقاعدها، ولم يقنعهم السرفيس الصغير السريع، وظلوا يرددون مع الفنان الراحل ابراهيم مرعشلي أغنية (رزق الله على أيامك ما ترامواي بيروت)، ولكنهم يدندنون هذا اللحن لمدينتهم دمشق.


عدد القراءات: 22155