هذه صوره من عام ١٩٣٥ لبلده صغيره في حيفا اسمها الطنطوره على شاطىء المتوسط ، كان عدد سكانها في عام ١٩٤٧ حوالي ١٥٠٠ فلسطيني، ذبح وتهجر اهلها وحاليا اسمها ناهشوليم وعدد سكانها ٦٤٢ مهاجر يهودي وتركي.

لكن طنطوره كان لها اهميه تاريخيه قلائل من يعرف بها وقد حرص المستعمر ان يخفيها ويلغيها ...
طنطوره بلده وجدت على أنقاض بلده فينيقية اسمها دور (Dor) ، وكما تروي كتب التاريخ وتخبرنا المكتشفات ان بلدة دور الفينيقية القديمة على الساحل السوري ( اي ساحل سوريا التاريخية) تعود الى 1200 ق م وكانت مركز مهم ومشهورا لصناعة الصباغ الأرجواني الذي اكتشف صناعته الفينيقيين وكانو يستخلصونه من حلزون او محار بحري .

تأتي أهمية دور من انها مثبته تاريخيا وجاء ذكرها في مخطوطة اكتشفت في مصر واطلق الباحثون على المخطوطة اسم " حكاية وين آمون " وهذه المخطوطة موجوده الان في متحف بوشكين في روسيا، الحكايه التي ترويها المخطوطة تذكر وجود كاهن اسمه وين آمون مقيم في معبد الكرنك بامر من رايس الكهنه يبحر الى الساحل الفينيقي ليشتري خشب الأرز لبناء السفن ونقل تماثيل الاله آمون وتقول المخطوطة انه ابحر من مصر وتوقف في ميناء بلد تدعى دور يحكمها أمير اسمه بدر ولكن اموال آمون سرقت في الطريق ، عندما وصل آمون الى صور وقابل الملك زاكاربعل رفض الملك ان يمنحه الأخشاب من غير مقابل ...وتكملة القصه طويله ولكن ما يهم منها هو ذكر بلدة دور الفينيقية في المخطوطة وما الى ذلك من تثبيت وجودها واهميتها حوالي القرن الثاني عشر قبل الميلاد واستمرت أهميتها لقرون طويله... ....

مثالا : القرن الرابع ميلادي الى القرن السابع ميلادي كانت دور مركز بطريركي مسيحي كنسي مهم وكانت ايضا مركز يمر بها الحجاج المسيحي من والى القدس. نقّب في الموقع اكثر من مره و أظهرت المكتشفات في عام 1950 على يد الآثاري ليبويتز كنيسة كانت مزدهرة ولكنها اهملت وضاع دورها عند دخول العرب المسلمين الى المنطقه ... في القرون الوسطى بني في دور قلعه صغيره وخندق وفي عهد العثمانيين اصبحت تعرف بطنطوره وكان لميناءها اهميه في نقل القطن ...
اذا : بلدة دور( Dor) فينيقية وثنيه وبعدها مسيحيه ثم طنطوره مسيحيه وبعدها مسلمه ثم ناهشوليم يهوديه صهيونيه ..