شارك
|

الجسر المعلق بدير الزور... أصل الحكاية

تاريخ النشر : 2015-06-12

جسر الدوّايات ....هو الجسر الذي كان موجوداً قبل وجود الجسر المعلق، وأول جسر على الفرع الكبير لنهر الفرات بدير الزور، شيد في عهد السلطان عبد الحميد الثاني ..عام 1904 م.


سمي بالدوّايات بسبب الأصوات التي كانت تصدر منه ليلاً أثناء الهدوء بسبب تحرك القوارب، حيث كان يستند إلى أحد عشر عموداً والباقي عبارة عن قوارب مقرون بعضها ببعض بسلاسل حديدية، و كان موجوداً قبل وجود الجسر المعلق، وقد وصفه المهندس الزراعي الباحث أحمد وصفي زكريا أثناء زيارته لدير الزور عام 1916 م عندما كلف بمكافحة آفة الجراد في لواء ديرالزور‬ خلال الحرب العالمية الأولى، وقد كتب مذكراته خلال الفترة التي قضاها بالدير، يقول:


"على الفرع الكبير لنهرالفرات، هناك جسر راكب على زوارق عديدة ضخمة مقرون بعضها ببعض بسلاسل حديدية شأن الجسور الحديدية التي أدركتها في بغداد....ومن الذكريات التي لا أنساها وقفتي على الجسر الخشبي الكبير أتملى بجمال الطبيعة المجسم بمنظر الفرات الواسع..... كالبحر الهادئ،... كالصحراء الساكنة سكون الليل".


وفي عام /1918/ م وبعد الحرب العالمية الثانية بدأ الجسر بالتهدّم وبدأت المياه تأكل أعمدته وسفنه، وبقي صامداً حتى عام /1922/ م عندما حدث فيضان هائل جرف كل شيء أمامه، وهدم الجدران المحيطة بالبساتين وجرف السفن وكسرها، وسميت هذه السنة بسنة اللوفه‬ وبعدها عاد الناس يعبرون بواسطة السفن إلى الجانب الثاني.


وما أن حطت أقدام الفرنسيين على البلاد أرادوا تسهيل نقل معداتهم من وإلى الجزيرة الفراتية، فهدموا ما تبقى من الجسر القديم (الدوايات ) وكان ذلك عام /1925/، ووضعوا أساس الجسر المعلق الذي تعهدته شركة فرنسية .


عدد القراءات: 24939