شارك
|

حصن سليمان

تاريخ النشر : 2017-04-25

 

يقع حصن سليمان في جبال محافظة طرطوس  ويرتفع 790م عن سطح البحر.

يتوضع في منخفض من الأرض تحيط به المرتفعات الجبلية ،  أنشأه الآراميون  عندما استوطنوا هذه المناطق الجبلية الحصينة هرباً من هجمات الآشوريين 

لمحة تاريخية:

كان يسمى في العصور القديمة بيت أخيخي وفق نصوص الكتابات اليونانية المكتشفة في الحرم الكبير للمعبد حيث كرَّس المعبد لعبادة إله محلي آرامي اسمه منقوش باليونانية على أماكن مختلفة من المعبد  زيوس رب السماء و الصواعق و المطر و الخصب و عشتارته

وسمي بالحصن لأن َّ أسواره مبنية ببلوكات حجرية ضخمة كالحصن، أما الاسم الجديد (حصن سليمان) فقد أطلق على الموقع في وقت لاحق من قبل السكان المحليين لأنَّ هذه الكتل ضخمة جداً بحيث عجز كل من مرَّ بالمنطقة، أن يتخيل أنَّ يداً بشرية قد قامت ببنائها فنسبوا بناءها إلى جنّ النبي سليمان والتي قامت بنقل الأحجار الضخمة التي تزن أكثر من 70 طناً.

الوصف المعماري:

يمتد بناء الحصن على مساحة واسعة ويأخذ شكل مستطيل باتجاه شمال جنوب، وينتصب هيكل المعبد في أعلى نقطة من منتصف الحرم، وهو ذو ثلاثة أقسام رئيسية

1-الحرم الكبير

 2- قاعة العبادة

 3-الحرم الصغير.

وسور الحصن مبني بحجارة مستطيلة ضخمة يصل طولها إلى عشرة أمتار وارتفاعها إلى 2،6 م وفي كل جانب من جوانب السور الأربعة بوابة يتم العبور من خلالها إلى حرم المعبد.

الحرم الكبير

ويتكون الحرم الكبير من 4 بوابات بنيت أيضا بحجارة ضخمة واحدة في كل ضلع، في أعلى كل منها حجر مستطيل مزخرف بأشكال للنسر والثور وهي تشبه الرسومات التي وجدت في معبد باخوس في بعلبك.

 و يقع الباب الرئيسي في الشمال و يتألف من ثلاثة مداخل و عرضه 15م و كان للمدخل رواق خارجي وآخر داخلي يستند كل منها على ثمانية أعمدة و الرواق الخارجي كان فيه محرابان ومدخلان جانبيان و قوس جميل على المدخل.

أما بابا الشرق والغرب فكانا متماثلين، ولكل واحد منهما محرابان، وفي أعلى الباب لوح حجري مزخرف.

أما في الباب الشرقي فيوجد نقش لرأس رجل وكتابة يونانية تؤرخ تكريس السكان لهذا المكان عام 171م و في نهاية الجدار الشمالي يوجد نقش أسدين وكتابة أضيفت فيما بعد عام 255م خلال حكم الإمبراطورين فاليريان و جالينوس .

قاعة العبادة:

تعود إلى القرن الثالث الميلادي. وهي على شكل مستطيل بني بحجارة كلسية محلية منحوتة يشكل دقيق، و حجمها أصغر بكثير من الحجوم المستخدمة في جدران الحرم الكبير

 

 

يشبه تصميم المعبد تصميم العديد من المعابد الموجودة في سورية  ولبنان، فضلاً عن أن النموذج الأيوني لتيجان الأعمدة مشابه لنماذج تيجان الأعمدة في معبد جرش في الأردن..

الحرم الصغير:

يقع إلى الشمال الغربي من الحرم الكبير ويبعد عنه 57م ويملك شكلا مربعاً ويضم المباني التالية:

- معبد صغير شكله مستطيل ويقع في الزاوية الجنوبية الشرقية منه.

- معبد ذو مذبح دائري يتوسط الواجهة الشمالية واتجاهه إلى الشمال.

- مبنى مستطيل ذو جزء دائري يتوسط الواجهة الغربية واتجاهه إلى الغرب وهو مجهول الوظيفة حتى الآن.

- الكنيسة والتي تتوسط الواجهة الشرقية وهي لا تعود إلى فترة البناء الأصلية للحرمين.

أما تقنيات البناء المستخدمة في جدران الحرم الصغير وبواباته فهي مشابهة لمثيلاتها في الحرم الكبير وهذا يشير إلى فترة بناء واحدة خلال القرن الثاني الميلادي، وتصميم أصلي واحد وبالتالي التكامل الوظيفي بين الحرمين، وبقي الحرم الصغير على حاله حتى الفترة المسيحية الأولى حيث بنيت الكنيسة ضمنه.

أما اختيار الموقع للمركز الديني فقد حدده شيئان مهمان هما: النبع والصخرة المقدسة تحت المعبد وهو ليس موقعا منعزلا كما نعتقد الآن وإنما كان يقع على الطريق الرئيسية الواصلة بين المنطقة الساحلية والمنطقة الداخلية.


عدد القراءات: 12874

اخر الأخبار