شارك
|

حمام حرستا الأثري

تاريخ النشر : 2017-06-05

 

يقع حمام حرستا في حي الثغرة الذي يضم، علاوة على الحمام، معصرة الزيتون الأثرية والجامع العمري الشهير بمئذنته الأثرية.

 

لا تعرف الفترة الزمنية التي بني فيها الحمام بشكل مؤكد، لكن طرازه المعماري يدل على أن تاريخ البناء يعود إلى العصر المملوكي.

 

مسقط الحمام مستطيل الشكل، أبعاده 23 م × 19م، مساحته الحالية (335 م2 )، وله  واجهة واحدة من الجهة الجنوبية تطل على شارع فرعي، أما باقي الواجهات فقد غطتها الأبنية الحديثة.

 

المدخل الخارجي الحالي للحمام في الواجهة الجنوبية وهو باب محدث يليه ممر غير مسقوف (11.5م × 3.5م)، أرضيته متدرجة على ثلاثة مستويات، يؤدي إلى المدخل الرئيس للحمام الموجود في واجهته الشرقية، والذي يتوسط نافذتين (أبعاده نحو 100×200سم) تعلوه نافذة على شكل قوس (ارتفاعها نحو 1م). ويتم من خلاله الولوج إلى داخل الحمام الذي تنخفض أرضيته نحو (100- 120سم)عن منسوب الشارع الحالي.

 

يتألف الحمام من أربعة أقسام (البراني، الوسطاني، الجواني والقسم التخديمي). يتألف البراني من فسحة مربعة الشكل (5م×5م) تتوسطها بحرة مثمنة الأضلاع، ومسقوفة بقبة مرتفعة تستند على أربعة جدران حجرية عبر أقواس مدببة ومثلثات كروية، يعلو القبة مثمن صغير له نوافذ ضيقة متطاولة (للإضاءة) تغطيه قبة صغيرة قليلة الارتفاع.      

   

تحيط بالفسحة من الجهات الأربعة إيوانات متباينة المساحة، منسوب أرضيتها أعلى من منسوب الفسحة بـ (80سم)، تتركز في أضلاعها مصاطب خاصة بالجلوس، عرضها 60 سم، و منسوبها أعلى من منسوب أرضية الإيوان بــ (50) سم. يغطي كل إيوان قبوة حجرية سريرية تفتح باتجاه الفسحة عبر قوس حجري مدبب، في الواجهة الغربية نافذتان مناظرتان لنوافذ الواجهة الشرقية.

 

يتم الانتقال إلى الأقسام  الداخلية  في الحمام  عبر مدخل يتوسط الإيوان الشمالي من خلال  ممر مسقوف بقبة نصف كروية يؤدي إلى قسم الخدمات والقسم الوسطاني المؤلف من أربعة فراغات معمارية متباينة المساحة وتفتح على  بعضها بأقواس حجرية مدببة.

 

تغطي هذا القسم قباب نصف كروية تحتوي على قمريات للإضاءة، علاوة على مقرنصات متنوعة تتوزع فوق الأقواس الحجرية.

 

يتم الدخول من القسم الوسطاني إلى الجواني عبر مدخل في الجهة الغربية، يتألف هذا القسم من ثلاثة فراغات معمارية تُفتح على بعضها بأقواس حجرية مدببة، تغطي كل منها قبة نصف كروية تتخللها قمريات للإضاءة، وثمة المقرنصات  المتنوعة فوق الأقواس الحجرية.

 

يلاحظ في القسمين الوسطاني والجواني، توضع أجران الماء الحجرية ضمن فراغات معمارية غائرة في الجدران، على شكل كوى كبيرة تعلوها الأقواس، وكان الماء الساخن والبارد يصلها عبر أنابيب فخارية تأتي من الخزانين الحجريين (حلتين إحداهما للماء الساخن والأخرى للماء البارد) المجاورين للقسم الجواني.

 

بنيت جدران الحمام من الحجارة الكلسية والمونة التقليدية، واستخدم الآجر المشوي في بناء القبب وتم إكساؤها، مع أجزاء من الجدران، بالكلسة البيضاء، أما الأرضيات الأصلية للحمام فقد كانت مرصوفة ببلاطات حجرية بازلتية وكلسية.

 

بدأت دائرة الآثار ترميم مبنى الحمام سنة 2009، وذلك بالتعاون والتنسيق مع بلدية حرستا مالكة المبنى، وبدعم وتمويل من محافظة ريف دمشق، وقد تم إزالة عدة طبقات من الردميات التي كانت تغطي البناء من الداخل، كما تم إكساء الأجزاء السفلية من جدران الحمام (حتى كتف الأقواس) بالحجر الرخامي، وتنفيذ شبكة مياه جديدة، واستخدم قبو البناء المجاور للحمام لوضع شوديرات تسخين المياه اللازمة.

 

ساهم في إعداد دراسة الترميم والإشراف على تنفيذ الأعمال المهندس علي سلامي والمهندسة تهاني نمورة، وسجل المبنى على لائحة المواقع الأثرية الوطنية بالقرار الوزاري رقم 110  تاريخ 15 / 2 / 1996.


عدد القراءات: 13347