شارك
|

ما قصة "البيمارستان النوري"؟

تاريخ النشر : 2017-07-17

يقع في قلب مدينة دمشق ، ويعد واحداً من ثلاثة بيمارستانات اشتهرت بها المدينة.

بناه الملك العادل نور الدين زنكي، وخصصه كمشفى للمساكين والفقراء، ثم تحول ليصبح واحداً من أشهر المشافي ومدارس الطب والصيدلة في البلاد الإسلامية، وقد تعلم فيه كبار الأطباء مثل ابن سينا والزهراوي.


الموقع الجغرافي:
يقع في قلب مدينة دمشق القديمة في الحريقة، جنوب غرب الجامع الأموي، شرق سوق الحميدية.

اللمحة التاريخية:
يعتبر البيمارستان النوري من أهم المباني التاريخية في مدينة دمشق، وهو أحد ثلاثة (بيمارستانات) شيدت فيها.


الأول بني قبله وكان يعرف باسم (بيمارستان الدقاقي) ثم سمي بالعتيق بعد بناء بيمارستان نور الدين والآخر بني في منطقة الصالحية (البيمارستان القيمري).


بناه الملك العادل نور الدين محمود الزنكي عام 543هـ/1154م, واشترط في وقفه أن يكون مخصصاً للفقراء والمساكين، وأوقف عليه جملة كبيرة من الكتب الطبيةK وكان يتسع لألف وثلاثمائة سرير, وقد كان الأطباء يفدون إليه من كل البلادK ولا يمنع منه الأغنياء، إذا لم تتوفر بعض الأدوية إلا فيه، ومن جاء إليه، فلا يمنع من شرابه، كائناً من كان، ولما حضر نور الدين إلى البيمارستان، أحضر له شراب، فشربه وقال: هذا حلال علي وعلى جميع المسلمين مثلي.


وتذكر بعض المصادر التاريخية أن المسلمين قد أسروا أحد الملوك الفرنج، وعند استشارة نور الدين لمجلس أعيانه، تم الاتفاق على أن يفك أسر هذا الملك مقابل فدية مالية تصرف في بناء البيمارستان ليكون مشفى يقدم الدواء والعلاج.

كان البيمارستان يؤدي وظيفة هامة بالإضافة إلى معالجة المرضى، وهي تدريس وإعداد الطلاب ليكونوا أطباء، وقد عمل في الطبابة فيه أشهر الأطباء العرب، منهم ابن سينا والزهراويK وكان المرضى يتلقون الدواء والغذاء والكساء مجاناً حتى يتماثلوا للشفاء.


زار ابن جبير البيمارستان في القرن الثاني عشر فقال: (الأطباء يبكرون إليه في كل يوم، ويتفقدون المرضى، ويأمرون بإعداد ما يصلحهم من الأدوية والأغذية حسبما يليق بكل إنسان منهمK وللمجانين المعتقلين أيضاً ضرب من العلاج).


تعرض البيمارستان خلال حقب تاريخية طويلة إلى تغييرات وتعديلات شتىK فلقد قام الطبيب بدر الدين ابن قاضي بعلبك (والذي كان رئيساً للأطباء والجراحين) سنة 1239 م _637 هـ بتوسيع البيمارستان وأضاف فسحة سماوية ثانية مع خمس غرف.


في سنة 795 هـ، قام الصاحب شمس الدين البهنسي بتجديد إحدى قاعاته.


في سنة 803 هـ، تعرض للدمار على يد تيمورلنك، وبعد رحيله عاد لاستقبال المرضى، ولكن على نطاق ضيق.


في حدود سنة 850 هـ، قام الشيخ يوسف الباعوني بضبط البيمارستان، وعمر فيه مكاناً عظيماً يعرف به، واشترى أماكن وأضافها إلى وقفه.


في العصر العثماني، ولى نظارته (شوربزه حسن) الذي عمر جامع الياغوشية وخان المرادية، فأقام شعائره بعد أن كانت قد اندثرت، وعمر أوقافه، وأتى فيه من حسن التنمية ما لا مزيد عليه.


ولقد أشارت بعض الكتابات التاريخية المنقوشة فيه إلى أنه قد تم ترميم بعض أجزائه في الفترة المملوكية أيام السلاطين الملك الظاهر بيبرس، قلاوون، الناصر محمد، واستمر البيمارستان على وضعه هذا حتى أوائل القرن الرابع عشر وانتهى عصره بعد بناء المشفى الجديد بدمشق، وغادره أطباؤه العشرون إلى الأبد.


تحول سنة 1318 هـ إلى مدرسة للبنات في عهد السلطان عبد الحميد، وفي سنة 1358 هـ تحول إلى مدرسة تجارية حتى رمم أخيراً عام 1396 هـ وأصبح متحف للطب والعلوم عند العرب.


عدد القراءات: 16632

اخر الأخبار