شارك
|

لوح أوغاريتي يبرئ حواء من خطيئتها مع آدم

تاريخ النشر : 2015-07-22

بين يوم وآخر تخرج الأرض السورية من باطنها اكتشافات تاريخية تؤكد للعالم أنها كانت وما تزال منبع الحضارات، والمكان الذي تتلاقى فيه الأفكار والعقائد وتتطور وتتعايش لتنظم لوحة فسيفساء رائعة، يراقبها التاريخ بخشوع واحترام، ومؤخراً اكتشف عالمان هولنديان نسخة قديمة جداً لقصة آدم وحواء، قالا إنها قصة منقوشة باللغة الأوغاريتية على لوحين من الطين وتعود إلى القرن الثالث عشر ما قبل الميلاد، وعُثر على اللوحين في سورية عام 1929. وفي السبعينات، تم تفكيك رموز الكتابة الأوغاريتية المسمارية في اللوحين، ولكن بشكل منفصل عن بعضهما البعض، ولأول مرة تمت دراسة اللوحين سوياً من قبل الدكتورة مارغو كوربل ويوهانس دي مور الأستاذ الفخري في جامعة اللاهوت البروتستانتية في أمستردام.


يروي اللوحان أن الإله "إيل"، وهو الإله الأعلى (حسب الميثولوجيا الكنعانية) يصبح سيداً على "حقل كرمة الآلهة العظام"، الذي يقع على جبل أرارات في شرق تركيا اليوم. لكن سلطته هذه عارضها الإله الشرير حورون، سلف الشيطان، عندما عُوقب حورون بالطرد من الجبل سمّم "شجرة الحياة". وهنا يظهر "آدم" في القصة: هو إله أُرسل إلى الأرض لوضع حورون عند حده، لكن نهاية مهمته كانت مأساوية، فقد حوّل حورون نفسه إلى ثعبان سام ولدغ آدم، مما أدى إلى خسارته لطبيعته الخالدة، وكنوع من العزاء لما أصاب آدم، قدمت آلهة الشمس له "امرأة طيبة القلب"، وبالتالي يمكن أن تتكاثر البشرية، ويسترد آدم بعضاً من طبيعته الخالدة.


وهكذا، فبحسب حضارة أوغاريت السورية القديمة، فأن حواء لا ذنب لها فيما حدث لآدم وهي ليست السبب في إغوائه وسقوطه إلى الأرض، فهي هدية من الآلهة إلى آدم، وهو ما تؤكده أسطورة سورية أخرى وصفت المرأة (حواء) بأنها المعجزة التي اجتمعت الآلهة حتى تمكنت من خلقها ووهبتها كل آلهة ميزة من الميزات، وسميت المرأة في الأسطورة تلك "بينتدورا" أي "المخلوقة التي وهِبت كل شيء".


لوحا الطين اللذين كُتبت عليهما القصة هما جزء من مجموعة أكبر اكتشفت في أوغاريت في شمال سورية. لم تتم دراسة العديد من هذه الألواح بعد، الأمر الذي يعني، برأي كل من كوربل ودي مور، أن هناك المزيد من الاكتشافات قد تظهر.


عدد القراءات: 15233

اخر الأخبار