شارك
|

الجعفري: أمن أوروبا من أمن سورية والعلاقات بينهما تركت بصماتها على هوية أوروبا نفسها

تاريخ النشر : 2020-07-24

أشار مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري، خلال جلسة لمجلس الأمن أمس عبر الفيديو حول الوضع في سورية، أن إنجاح العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة بقيادة وملكية سورية يتطلب من مجلس الأمن تنفيذ الاستحقاقات المطلوبة منه لضمان الالتزام التام بسيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها وإنهاء الاحتلال الأجنبي ومواصلة مكافحة الإرهاب والرفع الفوري للإجراءات القسرية المفروضة على الشعب السوري مشدداً على أن تحقيق ذلك هو أساس وجوهر وغاية أي عملية سياسية وهو البوصلة والهدف الذي لن تحيد عنه سورية مهما تعاظمت الضغوط واشتدت التحديات.

 

وتساءل الجعفري.. إلى متى يجب انتظار تحرك المجتمع الدولي لوضع حد لجرائم نظام أردوغان ومشغليه في الناتو والمتمثلة في تقديم كل أنواع الدعم للتنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية العميلة وارتكاب أعمال العدوان والاحتلال وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.. وهل سيدرك الأوروبيون قبل فوات الأوان أن السكوت عن ممارسات النظام التركي بحق سورية والعديد من الدول الأخرى يهدد السلم والأمن الأوروبيين ذاتهما ويقوض استقرار منطقتنا ومنطقة البحر المتوسط بأسرها.. أم أن مشروع أردوغان التخريبي وجرائمه تحظى برعاية ودعم حكومات بعض الدول الغربية.

 

وأضاف الجعفري.. يجب أن يدرك الأوروبيون أن أمن أوروبا من أمن سورية فالعلاقات بينهما تركت بصماتها على هوية أوروبا نفسها.. فاسم أوروبا هو اسم الأميرة السورية “أوروبا” التي أحبها كبير الآلهة اليونانية زيوس وخطفها لليونان ومنها أخذت أوروبا اسمها مبينا أن مندوبي الدول الأعضاء قد لا يعرفون أن الاسم الحضاري القديم لمدينة دير الزور السورية التي استباحها إرهاب “داعش” والقصف الجوي الأمريكي هو “دورا يوروبس” وهو اسم يعرفه مثقفو أوروبا جيدا فضلاً عن أن قطعة العملة الأوروبية الموحدة من فئة 2 يورو عليها نقش الأميرة السورية “أوروبا”.

 

وقال الجعفري: كيف تنسجم قرارات مجلس الأمن مع قيام قائد القوات المركزية الأمريكية فرانك ماكينزي بانتهاك سيادة سورية والتسلل دون إذن حكومتها إلى مناطق شمال شرقي سورية بالتنسيق مع ميليشيات “قسد” وإلى منطقة التنف التي تحتلها القوات الأمريكية وأدواتها من التنظيمات الإرهابية كتنظيم “مغاوير الثورة” الإرهابي ما يؤكد أن ماكينزي مغرم بعقلية الكاوبوي الذين كانوا لا يقيمون اعتبارا لأي قانون ويغزون مناطق الغرب الأمريكي الأوسط طمعا بالهيمنة والتوسع على حساب أرواح السكان الأصليين.

 

وشدد الجعفري على أن مهمة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون تقتضي منه ومن الأمانة العامة رفع الصوت عاليا ضد التدخل التركي والأمريكي في شؤون سورية الداخلية وضد فرض الولايات المتحدة والدول الأوروبية إجراءات قسرية تتناقض مع مهمة المبعوث الخاص وتعيقها لأن هذه الإجراءات تمنع الغذاء والدواء عن الشعب السوري بطريقة لا إنسانية.. ويكذب كل من يدعي أنها لا تؤثر على حياة أطفال ونساء وشيوخ سورية وباقي فئات الشعب.

 

وأعرب الجعفري عن أمل سورية بأن تتم التحضيرات اللوجستية للاجتماع القادم للجنة الدستورية في وقتها وبما يلبي متطلبات مشاركة الوفد الوطني وأن تأخذ الأمم المتحدة الإجراءات الصحية اللازمة لحماية صحة المشاركين من عدوى وباء كورونا بموجب القواعد التي تطالب بها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة السورية.

 

وأوضح الجعفري أن النهج الذي اتبعته الدول الغربية ورأس حربتهم المسمى “حملة القلم الإنساني” خلال المفاوضات المتعلقة بالقرار2253 قبل أيام ونمط تصويتها على مشاريع القرارات التي تقدمت بها روسيا يفضحان مجدداً زيف ادعاءات تلك الدول بالحرص الإنساني فكيف يمكن لهذه الدول أن تفسر معارضتها لتضمين مشروع القرار 2533 أي إشارة للآثار الكارثية للإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري مع أن الأمين العام ومبعوثه الخاص والقائمين على 44 وكالة وهيئة أخرى عالمية قد أكدوا ذلك.. وكيف يمكن لها أن تفسر رفضها تكليف الأمانة العامة تقديم تقرير أو حتى مجرد معلومات عن انعكاسات هذه الإجراءات على حياة السوريين.

 

واستغرب الجعفري قيام الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي تسير في ركابها بإصدار بيانات ومواقف ضد حق السوريين في ممارسة دورهم وحريتهم في انتخاب ممثليهم بكل حرية ومسؤولية وديمقراطية مشيراً إلى أن سورية لم ولن تتدخل في استحقاقات دستورية أمريكية أو غيرها على الرغم من كل ما يشوبها من عيوب ومخالفات ومجددا التأكيد على رفض سورية التام لأي تدخلات خارجية تهدف إلى المساس بانتخاباتها الشرعية وبسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها أو بقرارها الوطني المستقل.

 


عدد القراءات: 4855

اخر الأخبار