شارك
|

عمر الفرّا.. بقصائده تلا آيات الحب والرفض والعناد

تاريخ النشر : 2015-06-30

أديب وعلم من أعلام الأدب العربي يكتب الشعر الشعبي الذي يلامس فيه المشاعر بكل صدق وإحساس مفعم بالتنوع متكئاً على مخزونه الصحراوي الثري، إضافة لكتابته القصائد بالفصحى، وامتلك نزوعاً إنسانياً تفرعت عنه الروح الوطنية العالية ومحبة الإنسان والتعبير عن قضاياه إضافة إلى تمسكه بمبدأ المقاومة والدفاع عن الأرض.

 

فاقت شهرته عبر العالم العربي من خلال شعره الواقعي الشفاف الذي يحمل الصدق والحب وتستسيغه معظم الشرائح الاجتماعية، فقصائده تتنوع في العديد من المواضيع والأحداث والمناسبات والقصص الاجتماعية التي يعبر فيها أجمل تعبير، واشتهر بقصيدة "حمدة" بسبب المأساة العاطفية التي ترويها وجزالة اللغة التي تحتويها، حيث تتكلم عن فتاة بدوية انتحرت بعدما أجبرت على الزواج من ابن عمها، وأصبحت قصيدة "حمدة" رمز للشاعر عمر الفرّا.

 

هو ابن البادية السورية، فيها ولد ومنها خرج شاعراً عربياً أصيلاً تفوح من قصائده رائحة القهوة العربية الأصيلة، وتجد في دواوينه شموخ الفارس العربي وأصالة الإنسان المقاوم، أدرك قيمة الكلمة، وعرف قدرتها على صنع المعجزات فكان مقاوماً في شعره، يلهب مشاعر الحضور في الأماسي الثقافية والأدبية، ويشحذ همم الجنود في معارك المواجهة.

 

الطفولة والنشأة

 

يقول الشاعر عمر الفرا عن نفسه في لقاء مع جريدة الفرات بتاريخ 5 تموز 2011: "أنا عمر الفرا من مدينة حمص السورية، ولدت في بادية حمص تدمر عام 1949، ونشأت فيها حتى سن العاشرة من عمري، ثم انتقلنا إلى المدينة، لكنني كنت أدرس في البادية وعلمت في مدرسة قرية (بيارات النور) وقد استفدت كثيراً من تلك التجربة، وكانت علاقتي وثيقة جداً بالبادية".

عمل بالتدريس في مدينة حمص لمدة 17 عاماً ثم تفرغ للأعمال الشعرية والأدبية وكانت معظم قصائده بالعامية البدوية بلهجة بسيطة تتلاءم مع كل البيئات الشعبية إضافة إلى قصائده بالفصحى التي تنوعت وشملت القضايا الاجتماعية والأحداث التاريخية والأساطير.

كتب عمر الفرا للمقاومة وأطلق عليك لقب شاعر المقاومة، وعن ذلك يؤكد أن كافة شعره يحوي مقاومة ومنها قصيدة "حمدة" التي تعدُّ مقاومة للعادات والتقاليد البالية.

وأما الوطن فهو بالنسبة لعمر الفرا كل شيء، وعنه قال الكثير فهو "حياتنا التي نحياها بعزة وكرامة"، ومما قاله في الوطن قصيدة منها:
الوطن يا بني شبيه الأم../إن رادت ترضع وتفطم..
إن رادت توهب وتحرم../بأي حالة أسمها الأم...
الوطن يسري بخلايا الدم../ غريزة تسري عبر الدم..
لما نموت بالغربة تظل الروح تلفانة /حزينة مشردة بالهم...
الوطن.. عزة وكرامة../ وصحوة الوجدان
الوطن.. صبر وعزيمة../ وقوة الإيمان...
الوطن يا بني مهو لفلان أو لفلان../ وبن فلان...
الوطن يا بني مهو طابع..
/ولا هاتف ولا عنوان.. /الوطن يا بني مهو سايب..
يصير بلحظة مجنونة /لأي من كان...
الوطن للي جذورا مثبتة بتاريخ..
/يتزاحم مع الأزمان.. /الوطن للي يخلي الصحراء مخضرة.../ ويزرع بالصخر بستان..
الوطن للي سما حتى وصل مرحلة إنسان
الوطن ساكن عشق بينا ولو غبنا..
الوطن للي بنى اللبنة على اللبنة..
الوطن للي لأج لأرضه ونذر نفسه..
ورخص بابنه..
الوطن للي يرد الغارة بالغارة..
على الله توكل وجابه...
أبد ما تنطفي ناره...
الوطن يا بني رقم واحد..
وبعد مية يجي العالم..
الوطن ناموس لليخجل..
بنهايتها الوطن يا بني..
عرض البني آدم.

 

وفاته:

غيّب الموت الشاعر الكبير عمر الفرا عن عمر ناهز 66 عاماً، إثر نوبة قلبية ألمّت به بتاريخ 21 حزيران 2015 وذلك في منزله الكائن بدمشق، تاركا خلفه إرثا كبيرا من الأشعار والقصص والدواوين والأحداث الاجتماعية.

شيع جثمانه من مشفى دمشق "المجتهد" حيث صلي على جثمانه الطاهر في جامع بدر الدين الحسني ووارى الثرى في مقبرة باب الصغير.


عدد القراءات: 13339

اخر الأخبار