شارك
|

الفنان عارف الطويل: سنعود جميعاً وهذا حق سورية علينا

تاريخ النشر : 2015-10-20

حوار: نسرين ترك

 

فنان سوري يعكس بخياراته عمق التزامه بالوطن.. مزج الشهرة والفن بالوعي الوطني، لذا لم يكن مستغرباً أن يمسى الرجل واحدأ من جنود الوطن من خلال عمل دؤوب ترك بصمة في تاريخ الحرب على سورية.

 

الفنان عارف الطويل الذي ذاق طعم الترحال سرعان ما اختار العودة إلى أرض الوطن والدفاع عنه، آخذاً على عاتقه همّ إيصال صوت السوريين في كل العالم، فمنح الوطن التزاماً وحباً وآمن بالنصر السوريّ وبأن سورية لجميع السوريين.

 

وفي حوار معه لموقع "سيريا إن" تحدث عن تجربته وتأثير الإعلام الإلكتروني خلال الحرب على سورية، وعن رسالة "طائر الفينيق" الطائر الأسطوري الذي يمتاز بالجمال والقوة، والمنبعث من الرماد حيّاً رغم محاولات إفنائه ومهاجمته في أرضه.

 

قال عارف الطويل: "سورية كما طائر الفينيق رغم الدمار ستنهض من جديد أقوى وأصلب لتكمل رسالتها الحضارية، ففي بداية الأزمة تفاجئنا بصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي للمقلب الآخر مدعومة من جهات كبيرة بالخبرات والتمويل وبدأت حرب الإشاعات التي كانت في البداية على مستوى عالٍ، لكن مباشرة نظم جيل من الشباب السوري نفسه وأوجد صفحات ومجموعات ونحن جزء صغير من هذا الفريق الكبير الذي يمثل البلد سواء كان بالداخل أو بالمغترب، وبإمكانيات متواضعة دخلوا إلى الصفحات الكبيرة وفضحوها بالمقارنة بين الصور الأصلية والمفبركة واليوم الصفحات السورية الوطنية هي الأكثر تأثيراً وانتشاراً".

 

وأوضح أن تفاعل السوريين في المغترب كان كبير جداً فهناك أشخاص أقدموا على مواقف خسروا من وراءها الكثير وتم ترحيل قسم كبير من السوريين ممن وقفوا مع بلدهم، وهناك من خرج ووقف أمام البرلمانات الدولية ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي ليقول لا للحرب على سورية.

 

- هل لامس المغترب السوري حقاً أوجاع ومعاناة السوريين على أرض الوطن؟

السوري الوطني في المغترب أعطى كل جهده ووقته لبلده، والكثير من المغتربين السوريين صنعوا حراك من نوع خاص وجمعوا المساعدات وأرسلوا المعونات وسيارات إسعاف والكثير من المبادرات، فالمغترب السوري كان جندي آخر في الميدان.

 

لكن إعلامياً هناك تقصير بحق الحملات والفعاليات للمغتربين السوريين، فرغم أنّ هناك الكثير من المغتربين جاؤوا إلى سورية كوفود، لكن فالمشكلة لا وجدو لمتابعة إعلامية، فعلى الإعلام أن لا يظلم هذه الصورة المشرفة.

 

وعن دور المغتربين السوريين في التأثير على الرأي العام داخل المجتمعات التي يعيشون فيها قال:
عندما كانت سورية مهددة بضربة جوية أميركية قسّمت جاليتنا أنفسهم لوفود والتقوا أعضاء البرلمانات وشرحوا لهم الحقيقة من خلال الصور وعندما حدث تصويت بالبرلمان كان ضد ضربة سورية، وبرأيي كان هذا نصر يعادل الفيتو المزدوج الروسي الصيني لكنه فيتو شعبي سوري أصيل.

 

وأشار إلى أن "هناك الكثير من المغتربين السوريين لم يتم الإضاءة عليهم كما يجب ممن يشكلون قوة اقتصادية ورجال أعمال من الأسماء التي يعتدّ بها في الساحات العالمية، كما أن قسم منهم وقف مع بلده واستثمروا في البلد وبأصعب الظروف، وأنا أرى أن رجل الاقتصاد المغترب هو واحد من الدعامات الأساسية للبلد".

 

المغترب السوري لم ينقطع عن زيارة الوطن

إعلامياً حاولوا أن ينقلوا صورة الحرب فقط لمنع السوريين من زيارة البلد ولإبعاد المغترب عن الوطن، لكن الواقع كان كان مخالفاً فالمغترب لم ينقطع عن زيارة سورية.

الوعي الوطني حصّن المغترب السوري ضد الإشاعات

"كان للحرب تأثير أكبر على السوريين في الخارج فالمغترب فيعيش حالة القلق بدرجة أكبر لأنه بعيد عن الأرض، وأنا أعتقد أن هذه الأزمة المؤلمة خلقت الوعي الوطني بأضعاف، ولو لم يكن الشعب السوري يملك هذا الوعي لوقع فريسة الإشاعات".

 

وعن الآلية الأمثل لخلق قنوات اتصال فعالة وتوحيد صوت السوريين في جميع أنحاء العالم

وأشار إلى أهمية دور الوزارات المختصة "فوزارة الإعلام من خلال بوابة وزارة الخارجية تشكل قناة دائمة التواصل مع كل الفعاليات والمغتربين، لكننا بحاجة إلى تنظيم لنقل كافة الحملات في كل البلدان وفق إدارة واضحة تجمع كل الفعاليات وتحقق التواصل والإضاء على تجارب ونجاحات السوريين، فمع العلم أن هناك مجتمع مدني ينقل الصورة لكننا بحاجة لتوحيد هذا النشاط الإعلامي".

 

وحول مشهد الهجرة اليوم

قال "بعض الشباب تم التغرير بهم من قبل وسائل الإعلام من خلال الترويج لصورة أرض الأحلام، وللأسف أول خطوة خارج سورية يبدأ الذل والسرقة والمتاجرة بهم وينكسر هذا الحلم، وعندها يكتشفون زيف تلك الصورة وأنه تم استدراجهم لتفريغ البلد من الطاقات الشبابية".

 

من بين كل خمسة لاجئين هناك لاجئ سوري واحد حقيقي

وأكد أن هناك تقارير تقول أن 80% ممن يأتون إلى هذه الدول غير سوريين، وأن السوريون أنفسهم من كشفوا هذه القصة، فعندما يجمهونهم بالمخيمات أخذوا يلاحظون ألوان بالبشرات ولغات مختلفة.

 

ماذا غيّرت الحرب في عارف الطويل؟

"أنا على صعيدي الشخصي خلقت لديّ حالة أكبر من الوعي وتعمق أكبر بتفاصيل الاقتصاد والسياسة لأنها جزء من الحرب وزادت تمسكي ببلدي أكثر، وعلمتني أن كل سوري دافع من مكانه فهو ساهم في الصمود وفي تكوين سورية الجديدة".

 

الصفحات السورية كشفت بالصوت والصورة زيف إشاعاتهم

وعن دور الإعلام الإلكتروني خلال الحرب أكد أنه دور كبير خلال الحرب على سورية ففي حين تم التضييق على كل القنوات التلفزيونية السورية ومحاربتها لإسكات صوت سورية إعلامياً كان الشباب السوري الواعي الرديف والبديل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت يداً بيد مع إعلامنا السوري".

 

الفنان السوري يدفع ثمن مواقفه الوطنية

"بالعموم كل من يقول أنا سوري وعلمي النجمتين الخضراوين فهو محارب، وأنا واحد من الفنانين السوريين ممن يتم التضيق عليهم برزقهم وعملهم، والسبب واضح فأنا أكتب باسمي الصريح فأنا مع بلدي، وليس لأحد أن يحرمني هذا الحق".

 

المسلسلات المشتركة "سلاح" ضد سورية

وعن رأيه بالأعمال المشتركة قال: "العمل السوري تسيّد أعمال الدراما في المنطقة العربية بشكل منقطع النظير، وهم عرفوا قيمة هذا الجانب ومدى قوته وتأثيره فاستغلوه من خلال هؤلاء النجوم لتشغيلهم عندهم بمفرداتهم وحملوهم رسائل ضد سورية لكنهم أغدقوهم بالملايين، فهم استغلّوا نقطة قوة الدراما السورية ليحولوها برؤوس أموال خارجية إلى سلاح ضد سورية، فهم يفرغون طاقاتنا من خلال هذه الأعمال لصالحهم".

 

ازدواجية الحرب على الدراما السورية

"الحرب على الدراما السورية من الداخل والخارج فهناك منتجين سوريين وبرؤوس أموال ينتجون أعمال غاية في الرداءة و تسيء لسورية ويتم عرضها على شاشات التلفزيون السوري، فكل من وافق على النص وشارك بالعمل والممول والرقيب الذي سمح بعرضه، كل هذه الجهات تتحمل المسؤولية".

 

ضعف إنتاج الأفلام على الرغم من تفوق الدراما

وأكّد أن الطاقة البشرية هي الأهم والحاسمة بأيّ عملية إبداعية فنيّة.. "فلماذا لا يتم إرسال شباب ليدرسوا في الخارج واستقدام الخبرات والالتزام بدورات عالية المستوى ليعلموا جيل من الشباب الهاوي ممّن أثبت جدارته بأفلام قصيرة، وإعداد دورات لكتّاب السيناريو لأن لدينا مشكلة في النصوص، فنحن نحتاج لإعداد هذه الكوادر البشرية لإنشاء ظاهرة إبداعية سينمائية".

 

لقب "شخصية العام" عن فئة "مغتربون نفخر بهم" لعام 2014

"بعد حصولي هذا اللقب زادت المسؤولية وبدأت بالبحث عن أدوار أخرى أوسع والتأسيس للكثير من التظاهرات الوطنية، فنحن بحاجة لتنظيم هذه الطاقات وتأطيرها لخلق عمل منظم، وهذا واحد من همومي بأن نجمع كل المغتربين ضمن الحراك المدني لتشكيل قوة عن طريق رابطة تضم كل المغتربين، وترك بصمة عالمية كمغتربين سوريين".

 

سنعود جميعاً وهذا حق سورية علينا

ووجه رسالة إلى لكل من سوّق بأن ما يحدث في سورية هو شيء طائفي ولكل من تبنى الصورة التي روّج لها الإعلام المغرض وقال "أنا أرجو من هؤلاء المغتربين أن يعيدوا النظر فسورية لنا جميعاً وهي لم تكن يوماً طائفية ولن تكون، و علينا أن نكون جميعاً ضد كل من يفكر هدم بلدنا وتراثنا، وأنا مؤمن أن سورية ستعود لرسالتها الحضارية وهذا الإيمان عند الشعب السوري هو الذي يجعله يتمسك بأرضه، فكّروا بهذه الصورة ستجدون أن لا خلاف بيننا.. ومهما سافر السوري مرجعه إلى بلده سورية وسنعود جميعاً وهذا حق سورية علينا".


عدد القراءات: 5406

اخر الأخبار