شارك
|

ظاظا.. وفد موّحد لمغتربي سورية في أرض الوطن قريباً

تاريخ النشر : 2016-07-29

حوار: فرح مخيبر

 

عوّدتنا الجاليات السورية في المغترب على حبها الكبير وخوفها لما يحدث في أرض الوطن من تخريب وتدمير تحت مسميات (المطالبة بالحرية والإصلاحات).
تلك الجاليات المشهود لها منذ بداية الحرب على سورية الوقوف بكل ما أوتيت من قوة مع الشعب السوري ومن بينها الجالية السورية في أوكرانيا والتي كان لموقع (المغترب السوري) شرف اللقاء مع نائب رئيس الجالية في أوكرانيا ورئيس الجالية السورية في كييف الدكتور عماد ظاظا اطلعنا من خلاله على أوضاع  المغتربين السوريين في أوكرانيا.

 

شعبان رعت تأسيس الجالية في بداية التسعينات


قال الدكتور عماد ظاظا إن الجالية السورية في أوكرانيا تأسست في بداية تسعينات القرن الماضي (1992-1993) عبر مؤتمر تأسيسي في مدينة كييف، حضره ممثلو الجالية في عموم أوكرانيا وبحضور وزيرة الخارجية والمغتربين آنذاك، الدكتورة بثينة شعبان التي رعت انتخاب قيادة جديدة للجالية برئاسة المهندس علي عيسى.


وأشار ظاظا إلى أن قيادة الجالية تعقد اجتماعات دورية منذ ذلك الحين من أجل مناقشة خطة عمل ونشاطات الجالية التي وعت قبل غيرها ما يُحضّر لسورية فكان هدفها الأساسي هو الدفاع وحماية سورية والابتعاد عن الدخول في الجدالات السياسية التي لا تخدم الوطن، مؤكداً  أن الجالية كرست كل إمكانياتها في نشاطاتها وفعالياتها للوقوف مع الوطن حيث عملت على مشاركة سورية مناسباتها الوطنية والقومية فيما يعتبر تأسيس (جمعية الصداقة السورية الأوكرانية) من أهمها، بالإضافة إلى المسيرات والوقفات التضامنية ومظاهرات التنديد أمام سفارات الدول الداعمة للإرهاب في سورية.


وأضاف "استطعنا من خلالها التأثير في المجتمع الأوكراني وحشد مشاركين من الأوكرانيين والمغتربين العرب لمشاركتنا تضامننا مع وطننا الأم"،  وفي بداية الحرب على سورية تابع ظاظا: "الجالية السورية لم تواجه أية مشاكل في نشاطاتها، وبسبب الفوضى التي انتشرت لبعض الوقت في أوكرانيا اضطررنا إلى تخفيف وجودنا على الأرض تفادياً للمواجهة مع مؤيدي المنظمات اليمينية المتطرفة في أوكرانيا التي أقرت الآن قانوناً يمنع دخول أي سوري إلى أراضيها".


فيما نظمنا تظاهرة تنديدية أمام السفارة الأمريكية التي تبنت ما آلت إليه الأوضاع في أوكرانيا بمشاركة عدد كبير من الشعب الأوكراني وقدمنا شكر للسفارة الروسية باسم الجالية، وفي وقت سابق من العام الجاري نظمنا مسيرة باسم (مسيرة المصالحة الوطنية) أمام السفارة السورية في أوكرانيا، كما نظمنا احتفالية واسعة بمناسبة الذكرى السبعين لاستقلال سورية (عيد الجلاء) رغم ذلك شعرنا أن الوضع مختلف تماماً فلم نعد نستطيع الخروج إلى الشارع لنعبر عن دفاعنا عن وطننا الأم، علماً أن غالبية الشعب الأوكراني يعتبرون ما يجري في بلادهم هو تكرار للسيناريو السوري، وزيادة يعتبرون أن ذلك سيؤثر في الموقف الروسي بالنسبة لسورية (أوكرانيا مقابل روسيا) مستغلين الحركات الأوكرانية المعادية لروسيا حيث اعتبروا عدم توقيع الرئيس الأوكراني في ذلك الوقت اتفاقية الشراكة الأوروبية الأوكرانية فرصة مواتية للخروج من عباءة روسيا.

 

ما هو دور "اللجنة الاغترابية لإعادة إعمار سورية"


وفيما يخص آخر زيارة للجالية السورية في أوكرانيا لسورية قال ظاظا "كانت في 2011 ولم يكن الوفد مقتصراً على أبناء الجالية بل ضم عدداً كبيراً من الصحفيين والبرلمانيين الأوكرانيين وكانوا نحو 50 شخصاً، القينا خلالها المسؤولين السوريين وجلنا في المدن السورية التي شهدت أعمال تخريب ودمار في بداية الأحداث وتم توثيق هذه الأعمال الإرهابية من قبل الصحفيين الأوكرانيين.


فيما تحدث ظاظا عن المساعدات قائلاً: "إن المساعدات إلى سورية، كانت ترسل بشكل شخصي إلى أرض الوطن، أما الآن فهناك خطة من أجل جمع التبرعات لتقديم المساعدات الطبية اللازمة للشعب السوري الذي يعاني من الحرب".. أما فيما يخص إعادة الإعمار فهناك خطة من أجل ذلك تتضمن إرسال شركات بناء خبيرة وقوية مع مواد البناء وأسست الجالية لهذا الغرض لجنة سميت (اللجنة الاغترابية لإعمار سورية)، داعياً المغتربين  السوريين للمساهمة في إعمار البلد والذين أبدى الكثير منهم  استعدادهم  لهذا الأمر بكل إمكانياتهم.

 

لجنة الحوار الوطني هدفها المصالحة بين السوريين


وحول المغتربين السوريين الذين ضلوا طريقهم واتجهوا ضد سورية "لم يكن لهم أي نشاط وذلك بسبب تأييد السوريين لنا وإيمانهم بأن مايحدث في سورية هو مؤامرة"... أضاف ظاظا.


و"قمنا في بداية الحرب على سورية بتشكيل (لجنة الحوار الوطني) عبر اجتماع حضره عدد كبير من أبناء الجالية السورية في عموم أوكرانيا وبحضور رئيس الجالية السورية السيد علي عيسى وتم النقاش حول مايجري من سورية من أحداث، وتحديد الموقف من المؤامرة التي تستهدف سورية، وطلبنا من الجميع أن نكون يداً واحدة إلى جانب الوطن.
وعلى إثر اجتماع اللجنة لم نستطع الوصول إلى نقطة مشتركة،  فبدأ الشرخ في صفوف السوريين هناك ورغم ذلك لم نوفر جهداً في محاولة التواصل لجذب أشخاص بعد إقناعهم أن ما يحاك لسورية هو مؤامرة".


وفي ظل أوضاع أوكرانيا "لا علاقة للجالية بما يحدث بين روسيا وأوكرانيا إلا أننا تأثرنا بشكل سلبي كبير فتصريحاتنا ضد أوروبا وأمريكا أصبحت مختلفة لأنها غدت مغامرة في ظل النظام السياسي الأوكراني الجديد، ونتيجة لذلك بدأت المعارضة بالتبجح على صفحاتها في وسائل التواصل الاجتماعي حتى أننا أدركنا أنه لاسبيل للاتفاق على نقطة مشتركة من أجل سورية مع أننا دائماً كنا في نشاطاتنا واحتفالياتنا ندعو كل السوريين والعرب الموجودين في أوكرانيا إليها".


كما تحدث ظاظا عن التواصل بين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي التي تديرها الجالية ومن ضمنها أن للجالية السورية في أوكرانيا موقع الكتروني يغطي نشاطات وفعاليات الجالية في أوكرانيا.

 

استقبال اللاجئين إعلامي وإرضاء لأوروبا


وقال رئيس الجالية السورية في كييف إن اللاجئين الذين سيدخلون إلى أوكرانيا عبر اتفاق أوروبي أوكراني عددهم 250 لاجئ تم تجهيز مراكز إيواء لهم بعيداً عن كييف وبعد استطلاع رأي الأكثرية في المدينة وجدنا أن بعض الأوكران حبذوا الفكرة بأنهم يساعدون اللاجئين، "إلا أننا وصلنا إلى معلومات أكيدة بأن ملايين الدولارات تم سرقتها من المسؤولين عن المراكز وخرجنا بقوة لنقول لهم عبر وسائل إعلامهم "نحن نبكي على كل مواطن يخرج من سورية" ولكن هل تأكد الأوكرانيين أن كل الذين يطلبون اللجوء جميعهم سوريين ولا علاقة لهم بالإرهاب وغير مطلوبين  للانتربول الدولي، وهل تبدون استعدادكم لدخول الإرهاب إلى بلدكم، والأهم من ذلك أنكم لماذا لاتعاملون اللاجئين من شرق أوكرانيا (أهلكم) نفس المعاملة".


وأضاف "أتصور أن استقبالكم للاجئين هو فقط ترويج إعلامي لأن اللاجئ لايستطيع أن يعيش على مبلغ (80 دولار) فيما يتقاضى في أوروبا أضعاف أضعافه (800 دولار)، ..ونحن كجالية لم نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا الأمر لأننا نستطيع احتواء أي لاجئ هو فعلاً يستحق المساعدة".

 

سورية تستعيد أمانها


عن زيارته إلى سورية قال ظاظا: "زيارتي لسورية هي الثالثة فقد أتيت إلى هنا في الأعوام (2011- 2014-2016) والوضع في كل مرة يختلف عن المرة السابقة حيث لاحظت تطور ملحوظ في حالة الأمان التي بدأت تسود في كثير من المناطق وعودة الحياة الطبيعية إلى عدد كبير من المناطق في سورية وهذه ما سأنقله إلى السوريين والأوكرانيين"، مبدياً أسفه لما آلت إليه أوضاع المعيشة السيئة والتي جاءت نتيجة لغلاء الأسعار الذي يتناسب مع انخفاض سعر الليرة الذي جاء من سياسة التجويع "مع العلم أنني واثق من القيادة الحكيمة التي ستجد حلاً لهذا الأمر".


وأكد ظاظا أن كل ما يحدث هو نتيجة لموقف سورية من أمريكا التي قالت بكل وضوح لا للسياسة الأمريكية الصهيونية.. موضحاً أنه سيحمل معه إلى أوكرانيا ألبومات صور ومقاطع فيديو عن المناطق التي يعتقد الكثير من السوريين والأوكرانيين أنها تعرضت للتخريب والدمار "وبهذا الخصوص وقبل مجيئي إلى دمشق نظمنا معرض للصور الحية وآخر للتاريخية باسم سورية قبل وما بعد الحرب عرضنا من خلالهما صور المدن السورية التي عاث الإرهاب فيها فساداً وكيفية عودة الحياة الطبيعية التي تسود تلك المدن ما أثار فضول كل من حضر المؤتمر وخصوصاً الأوكرانيين، الأمر الذي جعل الكثير من المنظمات الأوكرانية تنضم إلى جمعية الصداقة السورية الأوكرانية التي تحدثنا عنها سابقاً حيث حضر الاجتماع الأخير قبل أسبوع نحو 15 مندوب ومسؤول عن منظمات سياسية واجتماعية وغير ذلك".

 

زيارتنا للتنسيق .. وفد اغترابي من كل أنحاء العالم


وأضاف ظاظا أن السبب الرئيسي للزيارة هو "التحضير لزيارة وفد من الجاليات الاغترابية في العالم والتي تم التنسيق لها  في 17 نيسان الماضي في مؤتمر وارسو والمجيء الى أرض الوطن كوفد موحد ولقاء قيادة الوطن متمثلة بالسيد الرئيس بشار الأسد ومجلس الشعب والحكومة الجديدة لطرح هموم ومشاكل المغتربين وما يستطيعون فعله من أجل الوطن وكان ذلك كله للخروج ببيان سمي "بيان وارسو" وتاريخ الزيارة لم يحدد بعد ولكن يمكن أن تكون بين 7-25 آب القادم".


وفي ختام اللقاء تمنى ظاظا الرحمة والخلود لشهداء الوطن والشفاء للجرحى  وأن يعود الأمن والأمان لربوع سورية  كما تمنى للشعب السوري الاستمرار في الصمود والتحلي بالصبر من أجل الوصول إلى النصر وتعود سورية السلام والمحبة والتسامح، داعياً المغتربين للعودة إلى أرض الوطن والمساهمة في إعمار بلدهم ومساعدة الشعب السوري للوصول الى حياة أفضل.


عدد القراءات: 7338

اخر الأخبار