شارك
|

من قبرص .. رسالة حب إلى سورية

تاريخ النشر : 2016-12-22

حوار: أمين عوض

 

قد تختلف أجناس البشر وقد تختلف انتماءاتهم وجنسياتهم، ويبقى الفن اللغة الوحيدة التي تجمع بينهم بعيداً عن الاعتبارات التي ترسمها الحدود الجغرافية منها والسياسية، و نادراً ما نذكر الفن إلا ويكون لسورية الحصة الأكبر من سطور الحضارة والفن والذوق اللامتناهي .

 

واليوم قصةٌ أخرى تلك التي نسلط عليها الضوء، قصةٌ تكتب سطورها سيدةٌ قبرصية أحبت سورية فرسمتها خطوطاً و لوحاتٍ من الورق على القصدير.

 

موقع "المغترب السوري" زار المعرض الذي أقامته الفنانة القبرصية جانان جان في دار الأسد للثقافة والفنون تحت عنوان "من قبرص رسالة حب إلى سورية الحبيبة" و كان لنا الحوار الخاص التالي معها:

 

"أعيش في سورية منذ خمسة عشر عام أنا و زوجي إسماعيل نرجس" تبدأ الفنانة صاحبة الأربعين عاماً حديثها معنا "نحن في الأصل من شمالي جزيرة قبرص حيث شقها التركي، غادرتها  في ثمانينيات القرن الماضي، و ذهبت إلى استانبول لدراسة هندسة العمارة و التصميم الداخلي في أحد جامعاتها، بعد ذلك قدمنا لدمشق أنا و زوجي و هنا تعلمت اللغة العربية إلى جانب القليل من فن الزخرفة، وهناك جاءتني فكرة فن (الرولييف) وهو النحت على ورق القصدير، ولم أكن أعلم حينها، أن هذا الفن سيجلب لي كل هذه الشهرة فيما بعد".

 

 

تتابع السيدة جانان و تقول: " أشتري قطع القصدير و أقوم برسم الأفكار في البداية على الورق و من ثم أقوم بتطبيقها على القصدير، ليتحول فيما بعد إلى لوحة فنية متكاملة ، و كل هذا من خلال مجموعة من الأدوات الخاصة التي أقوم بشرائها من خارج البلاد ، فهناك أقلام خشبية خاصة أستخدمها في الرسم و التخطيط على القصدير".

 

أما عن فكرة المعرض فتقول جانان بلهجتها العربية الفصحى ووجهها المبتسم: "عندما بدأت بالرسم على القصدير لم يكن يخطر ببالي أبداً أنه في يوم من الأيام سأقوم بعرض صوري في معرض رسمي و يقوم الناس بالقدوم لهذا المعرض، و لكن للأمانة الفكرة لم تأتِ من عبث ولكن أتت وتولدت عندي من روح الأزمة والمعاناة التي تعيشها سورية الحبيبة، فاليوم الحرب الإرهابية الكونية التي تشن على سورية الجميلة خلفت العديد من جرحى الجيش العربي السوري الذي نكن لهم كل الاحترام و التقدير ونجلهم، فخطرت ببالي فكرة تعليم هؤلاء الجرحى هذا النوع من الفن، كنوع من باب الرزق الذي يستطيعون من خلاله كسب قوتهم اليومي، لا سيما أولئك الذين أصيبوا بإصابات بليغة تعيقهم من العودة لميدان المعركة".

 

تضيف جانان: " وبالفعل لقد لقيت كل المحبة و الدعم من قبل وزارة الثقافة وإدارة دار الأسد وحتى من قبل وسائل الإعلام الذي تعتبر وسيلتكم واحدة منها، وقمت بهذا المعرض الذي و الحمدلله لقي إقبال كبير من شعب سورية المحب".

 

 

أما عن قصة عشقها لسورية فتقول جانان: "أنا أعتبر سورية كأمي ، فكما لا أستطيع العيش من دون والدتي الموجودة في قبرص والتي أوجه لها عبر موقعكم تحية كبيرة، كذلك الأمر لا أستطيع أن أعيش من دون سورية التي أتنفس الحب في كل زاوية من زواياها، و بالرغم من أن الجميع في بلدي اتهموني بالجنون لبقائي في دمشق خلال عمر الأزمة و لكن في كل مرة كان ردي (تعالوا إلى دمشق و شاهدوا كم هي جميلة و آمنة ودعونا نتعلم ثقافة الحياة من أهلها الطيبين".

 

تختم جانان حديثها قائلة: "بمناسبة قدوم الأعياد أتمنى لسورية وشعبها وقيادتها وجيشها كل الحب والسلام في العام الجديد وأتمنى أن ينعم هذا البلد الذي يعتبر منارة للحضارة تنير في كل الأرجاء راحة البال و السكينة، فسورية ليست مجرد بلد ولكن سورية رسالة لا يقرأ سطورها الورعة إلا من زارها و خبر طيب عيشها" .
 


عدد القراءات: 5325

اخر الأخبار