شارك
|

من أطراف بادية الشام إلى الشمال الشرقي من دمشق .. ضمير

تاريخ النشر : 2017-03-13

تقع مدينة ضمير على أطراف بادية الشام إلى الشمال الشرقي من دمشق وقد تكرر ذكرها في الشعر العربي، وهي تقع على طريق دمشق - بغداد الدولي وتبعد حوالي 45 كم عن مدينة دمشق، يبلغ عدد سكانها 33834 نسمة لغاية نهاية عام 2007 وتبلغ مساحتها 3200 هكتار ومساحة مخططها التنظيمي 750 هكتار وترتفع عن سطح البحر 675 متراً، تتبع المدينة إدارياً لمنطقة دوما، يحدها من الشمال سلسلة جبال القلمون وبلدة الرحيبة، ومن الشمال الشرقي السلسلة التدمرية، ومن الجنوب سهول منطقة المرج وبحيرة العتيبة وقرية العتيبة، ومن الشرق بادية الشام، ومن الغرب قرية عدرا، أصبحت ضمير مدينة بموجب المرسوم رقم 42 تاريخ 21/1/1991، بنيت هذه المدينة منذ فجر التاريخ في بادية الشام واشتهرت بجمال طبيعتها ونقاء جوها، تتمتع ضمير بأهمية أثرية حيث تزخر المدينة بآثار ما زالت قائمة حتى الآن وقد وفدت إليها عدة بعثات محلية وأجنبية بهدف التنقيب عن هذه الآثار ومنها معبد ضمير (الحصن) وآثار الخربة وآثار سيس والقنوات الرومانية البديعة للماطرون والدريسية والمكبرت، يزرع أهل المدينة القمح والشعير والرمان والتين والكرمة والزيتون والخضار الصيفية ذات الطعم المميز الخاص والرائع بسبب طبيعة التربة ونوعية المياه والشمس الساطعة، تتميز المدينة بعدد كبير جدا من الكوادر العلمية المؤهلة والمتنوعة...

 

تُعد ضمير من القلمون جغرافياً وتتبع مدينة دوما ، تقع على سيف البادية في سهل فسيح تحت أقدام جبل أبي قوس ويمر فيها طريق دمشق - تدمر فيقسمها إلى قسمين وفي قسمها الجنوبي نشأت نواتها وهي كتلة سكنية متراصة حول معبد روماني أثري ومن أهم حاراتها : شارع العمري ، تحت البوابة ، الحارة القبلية ، بوابة السياد ، وقد تطورت البلدة وامتد عمرانها في كافة الاتجاهات مع تحسين طفيف في نواتها وترتبط مع عدرا ورحيبة ومخيم الرمدان بطرق معبدة .. وكان للبلدة أبواب تغلق ليلا منها بوابة السياد وبوابة السملة .. يوجد مقبرة للجنود الفرنسيين تقع إلى يسار الطريق العام القادم من دمشق إلى ضمير وهي شاهد على بطولة أبناء ضمير الذين ساهموا جميعا في الهجوم على ثكنة الفرنسيين وأوقعوا بهم مذبحة عظيمة. حدث سيل عظيم في عام 1937 أصاب قرى القلمون وادى الى خرابها وقد ذكره الشاعر الزجلي محمد سليم دعبول في إحدى قصائده:

 

فمعضمية مع الرحيبة مع ضمير .. وجيرود غالتها يد الأقدار

 

تنفرد ضمير عن باقي مدن القلمون بمناخها الصحراوي والحار الجاف صيفا لانفتاحها على سهول مترامية الأطراف من الشرق والغرب والجنوب مما يجعلها عرضة للعواصف والزوابع التي تهب في فصل الصيف والخريف ، يخترق ضمير وادي عصيفير وطريق دمشق - بغداد وسكة قطار دمشق - حمص .. والى الشرق من ضمير بمسافة ثلاثة كم توجد خربة رومانية قديمة توحي أطلالها بعظمة شأنها وفي جنوب ضمير بمسافة 4 كم يوجد برج روماني مستدير الشكل مبني بحجارة بيضاء منحوتة ضخمة والى الشرق الجنوبي منه على بعد مسافة 6 كم عن ضمير يوجد سد روماني عظيم يدعى سد ارينبة ذي هندسة بديعة ، وتوجد حول ضمير قرية دائرية تدعى خربة الماطرون.

 

فيها ثلاثة أنهر وهي نهر ضمير الكبريتي ورافده نهر عصيفير العذب من جنوب الرحيبة وكان عليه ستة طواحين تعمل بالماء ونهر الماطرون وعليه طاحونة ونهر الدريسية وكلها تسير بالراحة دون أية قوى دافعة..

 

تعد مدينة الضمير من المدن الواسعة في محافظة ريف دمشق لما تتمتع به من موقع جغرافي هام تجارياً منذ ان كانت محطة للقوافل التجارية القديمة المارة من طريق الحرير كما أنها نقطة الربط لوصل مناطق وقرى عديدة ببادية الشام ووفرة المياه فيها قديماً والمتمثلة بنهر عصيفير المؤقت ونبع المياه الحارة الكبريتية إضافة لنبع مياه الدراسية والعديد من السيول التي كانت في السابق مصدراً للفيضانات الضارة بالأراضي الزراعية وتفادياً لهذه المخاطر تم بناء سد لدرء خطر السيول وكل هذه العوامل ساعدت على إكساب المدينة أهمية كبيرة في كونها آخر محطة لتموين المسافرين عبر الصحراء السورية قديماً وحديثاَ

 

ويرى بعض المؤرخين أن أصل تسمية المدينة هي كلمة ( دميرا) وهي تسمية رومانية قديمة, أما قدم هذه المدينة فيعود لسنة 635 ق.م .


عدد القراءات: 13087

اخر الأخبار