شارك
|

معبد المشنف: "زيوس"

تاريخ النشر : 2018-06-18

يقع المعبد وسط قرية "المشنف" التي تبعد نحو 20كم إلى الشرق من مدينة السويداء، وقد اختلف علماء الآثار على سنة بنائه وعائديته، وعلى خلاف المعابد في ذلك الزمن فلا يوجد أعمدة أمامه، يتألف من 3 أقسام ويتميز بجمال معالمه وزخارفه وبلاطه الداخلي والخارجي، فهناك أكثر من رأي حول تاريخ بنائه:

 

فحسب رأي السيد "استيفان فرايبرغر" الوارد في تقرير البعثة الألمانية 1991م، هو معبد للإله "زيوس" بني عام 41 ميلادي، ويستدل على ذلك من نقش يوناني كتب عليه: (من أجل سلامة الملك "أكريبا" ومن أجل عودته طبقاً للنذر قام فلان بن فلان ببناء معبد "زيوس" الإله الأبوي)، والملك "أكريبا" هو الحاكم المحلي لبلدة "المشنف" أو "نيلا" كما كانت تسمى في العصر الروماني قديماً، وقد اعتمد على عدد من الزخارف والنقوش التي تعود إلى النصف الأول من القرن الأول الميلادي، وإصلاحاته بدأت في عام 171م ، وجرت عليه بعض التعديلات من قبل الحاكم "ألكسندر سيرس" بين العامين 222- 235م.

 

وأما الباحثة "ميشائيل كفالوفسكي" من خلال دراستها لهذا الموقع في كتابها "آثار وتاريخ سورية لعام 1989"أكدت أن تاريخ بناء معبد "المشنف" يعود إلى النصف الثاني من القرن الأول الميلادي، أما الباحث "جان ماري دنتزر" فيؤكد أن تاريخ بنائه في النصف الأول من القرن الثاني الميلادي، وذكر العالم الأميركي الشهير "بتلر" في كتابه "استكشاف أثري أميركي في سورية 1900-1899" أن تاريخ المبنى يعود إلى 171م، وفي بداية القرن العشرين سكن من قبل بعض الأهالي وقد أضافوا إليه بعض الغرف.

 

يقوم المعبد فوق مصطبة تبرز على جوانب المصلى، ويقود إليها درج يصل بين الرواق والحرم، وفي مقدمة الرواق عمودان يقسمان الواجهة إلى ثلاثة ممرات، وجدارا الرواق الجانبيان قائمان جزئياً، وفي الواقع إن المصلى شبه تام، تقوي زواياه الأربع من الخارج (دعامات أربع) تتوجها تيجان جميلة من الطراز (الكورنتي) الروماني البديع، وفيها أفاريز مزوقة ومزخرفة بأشكال هندسية ونباتية جميلة تبرز في الجزء العلوي من الحيطان».

 

و لهذا المعبد شكلاً مستطيلاً قسم إلى ثلاثة أجزاء متساوية تقريباً، الأول يدعى (بروناوس) كما ورد في تقرير العالم الآثاري الألماني "استيفان فرايبرغر"، وهو الجزء الواقع بين الأعمدة المتقابلة وجدار المدخل، والجزء الثاني والثالث يشكلان قدس الأقداس (حجرة التمثال)، وهو مقسوم إلى جزأين متساويين تقريباً بقوس (قنطرة) بازلتية، تتألف جدران هذا القسم من حجارة بازلتية على طبقتين يبلغ ارتفاع المدماك فيها بين 45- 54سم، وهي مدعومة برباطات قليلة، ومن الأجزاء الأصلية الباقية في المعبد الجدار الشمالي بما فيه قواعد الأعمدة والسواكف وبعض مداميك السور الخارجي للمعبد، ومن قاعدة عمود الزاوية الجنوبية الشرقية يتقدم جسم المعبد من شرق الساحة الأمامية المبلطة، ومن الملاحظ التشوه الحاصل على جسم المبنى كالتعديل على الجدار الرئيسي (المدخل)، وتشوهات الجدار الشمالي الواضح للعيان، حيث يميل هذا الجدار إلى الشمال وكأنه قطعة مستقيمة تدور على مفصل.

 

وتم إضافة بعض الغرف إلى المخطط الأساسي العمود المزخرف في الفترة ما بين1857م و1902م، وهي عبارة عن غرفة مستطيلة في الشرق خارجة من الجدار الشمالي، وقد سد الجانب الشرقي بحجارة مكعبة ومزخرفة غريبة عن الموقع بين العمود البارز في الشمال الشرقي والأعمدة الأمامية، كذلك تم بناء فواصل جديدة داخلية في الجنوب والغرب، هذه الغرفة تمثل صورة مصغرة عن داخل المعبد الأصلي ومزاحة إلى الشرق، أما في الجنوب فقد بني ممر فارغ يقود إلى غرفة عرضانية تحيط به شمالاً وغرباً وجنوباً الجدران الخارجية للمعبد نفسه.

 

 

 

 


عدد القراءات: 16872

اخر الأخبار