شارك
|

"الطَّالع"

تاريخ النشر : 2015-10-25

"الطَّالع" (جمعها: طوالع) هو الموزِّع الذي يقيس الماء ويوزعه بحصص متساوية الى أصحاب الحق فيها، وهذا دليل على القيمة العالية للمياه عند الدمشقيين.


وقد كان الماء يباع للعائلات الغنية، أما السُبْلان (مفردها: سبيل) فقد كان يُتَبرع بها لتكون مياهها متاحة للعامة دون ثمن.


وقد عرفت دمشق توزيع المياه بواسطة "الطوالع" منذ زمن "الآراميين"، أي منذ أكثر من ألفي سنة قبل الميلاد.


و"الطالع" عبارة عن قطعة حجرية مستطيلة الشكل، منحوتة بشكل متقن، أبعاده بين 50-250 سم، اشكاله مستطيلة او مربعة، وقد يرتفع الطالع عن منسوب الطريق وذلك حسب منسوب القناة المغذية، تغذيه بالماء ماصَّات توصل أحواض متصلة بعمق 10 سم، يتوسط هذه الأحواض ثقوب لأخذ المياه إليه بواسطة أنابيب من الفخار، وتوزع المياه من "الطالع" إلى الدور والمساجد والكنائس (والكنس اليهودية في محلة اليهود)، والحمَّامات والسُبلان والطوالع الأخرى.


وهناك عدد من "الطوالع" الرئيسة الهامة في دمشق القديمة، تتفرع عنها الماصَّات التي تغذي الجزء الأكبر من المدينة القديمة حسب المناطق التالية: "القيمرية" و"الشاغور الجواني" و"الخراب" و"باب شرقي".


وهذه الطوالع هي: طالع الفضة - طالع الجواني - شارع الجواني - طالع القلقاسية - طالع القبة - طالع التلاج (وهذه كلها في الشارع المستقيم ومتفرعاته في محيط المريمية) - طالع سوق الجمعة - طالع الجامع.


ويمثل "طالع الفضة" (الذي كانت مياهه توصف بالفضة لشدة نقائها، ويوجد بجانب بطركية الروم الأرثوذكس والكاتدرائية المريمية بمنطقة الخراب) أنموذجاً، وهو من الطوالع الرئيسة والهامَّة، كما يوجد طالع ثانوي بين "طالع الفضة" والموزع الرئيس في "سوق القطن" يساعد بمراقبة المياه وأعطال القساطل والطوالع الفرعية الأخرى.


عدد القراءات: 8906

اخر الأخبار