شارك
|

الجلديات الدمشقية .....لوحاتٌ مرسومة و منقوشة

تاريخ النشر : 2015-06-03

اشتهرت دمشق عن باقي المدن السورية بمهنة حياكة الجلديات وهي المهنة القديمة التي بدأت قبل مئات السنين، والتي لا يزال حرفيو الأسواق القديمة يصنعون مشغولات يدوية من الجلد الطبيعي ترتقي إلى مستوى التحف الفنية.


أحد الحرفين ممن امتهن حرفة الجلديات من عائلته منذ أكثر من 70 عاماً يقول : "هي حرفة شعبية تقليدية قديمة ، وتستخدم فيها جلود الحيوانات المدبوغة بمختلف أنواعها وأحجامها لأغراض كثيرة كالأحذية والأحزمة والحقائب".


وتعدّ صناعة الجلديات مهنة غاية في الدقة والإتقان، وتتطلب وقتاً وجهداً طويلاً، وما يميزها أنها إنتاج طبيعي بكل تفاصيلها من نسيجها إلى حياكتها مروراً بزخارفها، حيث استخدم الحرفيون الدمشقيون جلد البقر والماعز في صنع النعال والجلود، وجلد الجمل في صنع الحقائب لطراوته وجودته.


و مستلزمات العمل في حرفة الجلديات هي الأدوات اليدوية التقليدية، وهناك "الدزكاية" وهي المنصة الخشبية أمام الحرفي وغالباً ما تكون قطعة خشبية متينة من جذع شجرة ضخمة تحتمل الطرق الشديد، و"الكاز" وهو المقطع الفولاذي ذو المقص ويكون على شكل مثلث قاعدته قاطعة، إضافة إلى "الظمبات" وهي الأزاميل الحادة الإسطوانية بغرض التثقيب، و"الكليشهات" وهي سطوح معدنية محفورة بأشكال ورسوم تطبع على الجلد بواسطة الطَرق، وهناك ورق الطبع والقوالب والمشطة وهي المطرقة اليدوية النحاسية الخاصة بالطرق تشبه يد الهاون.


واتخذ كثير من أفراد دمشق وريفها الصناعات التقليدية حرفة ومصدراً للعيش، وقد اشتهرت بها سورية منذ زمن طويل، حيث انبثقت الصناعـات التقليديـة من البيئة المحلية وارتبطت بها ارتباطاً وثيقاً.


عدد القراءات: 12823

اخر الأخبار